بعد فوزه بمنصب نقيب المهن الموسيقية: هل يعيد مصطفى كامل الاعتبار للساحة الغنائية ؟!
كتب : أحمد السماحي
يوم الثلاثاء الماضي فاز الشاعر والمطرب مصطفى كامل بمقعد نقيب الموسقيين فى الانتخابات التى أجريت داخل نقابة المهن التمثيلة وسط حضور قوى وإقبال كبير من الفنانين وأعضاء النقابة، حيث كان يتنافس معه على مقعد نقيب المهن الموسيقية كلا من الموسيقار شريف حلمي، والدكتور علاء أسامة، ومصطفي حلمي أمين، وفاز (مصطفى) بـ 1220 صوت.
والسؤال الذي يسأله الجميع الآن في مصر المحروسة ماذا سيفعل النقيب الجديد في الفخ المنصوب له والمتمثل في مؤديي المهرجانات، ومغنيي الراب؟! الذين كانوا أحد الأسباب الرئيسية في استقالة أمير الغناء العربي هاني شاكر، خاصة وأن (مصطفى) قبل أن يكون مغنيا فهو شاعر له وزنه ومن الذين نجحوا بقوة في مجال الكلمة، وعانقت كلاماته حناجر عشرات المطربيين المصريين والعرب، والكل شهد له كشاعر صاحب كلمة جميلة وهادفة، ومشكلة مؤدي المهرجانات ومغنيي الراب في الكلمات التى يقومون بأدائها، فضلا عن سوء أصواتهم باستثناء اثنين أو ثلاثة!
والسؤال الآخر هل يُغير النقيب الجديد موقفه من هؤلاء المؤديين والمغنيين الذين أساءوا للغناء المصري؟، خاصة أنه ظهر قبل فوزه بأيام قليلة وبالتحديد في نهاية شهر سبتمبر الماضي في برنامج (حبر سري) وشن هجوما قاسيا عليهم وقال: (ربنا يخلي العبط والهبل والمهابيل والمهاطيل وربنا يزيدهم، وويجز مش عاجبني ولا هيعجبني، وأنا لا أدعي حاجة بره شخصيتي، وأنا سمعت بتوع المهرجانات، وسمعته بس مش عارف ولا فاهم بيقول إيه).
وأضاف كامل أنه ضد هذه النوعية من الأغاني وقال: (إذا استمرت الحاجات دي يبقى مصر باي باي، مش قادر أصدق أن الفن المصري راح للحته دي، حتى وإن كان لهم جمهور ومتمناش لبلدي إنه يكتر منها الحاجات دي خالص)!.
وفي حوار آخر له مع الإعلامي (أحمد موسى) قبل أن يصبح نقيبا، أنتقد ملابس مؤديي أغانى المهرجانات، وقال: (بعض منهم يظهر عاريًا، وأنه لن يسمح لو أصبح نقيبا بأن يرتدى هؤلاء هذه الملابس، حتى يحافظ على هوية بلده لابد أن تتظبط الملابس)، والسؤال الثالث ماذا سيفعل في الفنان (محمد رمضان) الذي يظهر في كل حفلاته وكليباته عاريا؟!
مصطفى كامل بعد فوزه يوم الثلاثاء الماضي أكد في تصريحات إعلامية أن حسم ملف مؤديي المهرجانات يحتاج إلى قرار جماعي من مجلس النقابة، وأنه لا يستطيع حسم الأمر بمفرده، وقال: (لن أتحمل القرار بمفردي، وسأجتمع بمجلس الإدارة وقامات من المهنة والنقاد، سواء المتفقين أوالمعترضين على ما يسمى بالمهرجانات للوصول إلى شكل يليق بالفن المصري بدون أي انحراف في الكلمات بطريقة خادشة للحياء والمجتمع).
وأضاف: (كل من يصلح للغناء ويعلم بحضارة مصر وتاريخها فعليه أن يحافظ على صورة الدولة سواء بكلمات الأغاني أو بأحياء الحفلات فى الخارج، وأنه خلال 10 أيام سيتم وضع أطر وأسس لهذا الموضوع).
ما ذكره النقيب الجديد كلام جميل لكنه يشبه المسكن الذي يأخذه المريض ليريحه من الألم قبل ذهابه للدكتور، فبحكم متابعتي الدقيقة للساحة الغنائية أعتقد أنه سيحدث حالة وئام وتفاهم بين النقيب الجديد وهؤلاء المدعين لفترة محدودة، خاصة وأننا مقبلين على موسم الشتاء حيث تقل الحفلات والأفراح، بعدها ومع مطلع موسم الصيف سيعود كل شيئ إلى ما كان عليه لماذا؟ بسبب الفساد الكثير الموجود في المجتمع عامة والنقابة خاصة!
والملفت للنظر أنه يوجد أعضاء فاسدين داخل النقابة يساعدون مؤديي المهرجانات ويدعمون وجودهم لأنهم يستفيدون منهم، فضلا عن حالة التفاهة التى تسود المجتمع المصري والعربي التى تساعد هذه الكائنات على الانتشار وتصدر الساحة، وإذا راقبت نوعية الأخبار التى تتصدر (التريندات، والهشتاجات) التى تحدث حاليا ستجد أنها لا تتحدث عن إنجاز علمي، ولا علماء، ولا عن أعمال فنية عظيمة، ولا قضية سياسية عميقة، ولكن كلها تتحدث عن فستان فاضح لنجمة في مهرجان سينمائي، أو وصلة ردح بين اثنين من النجوم، أو إشاعة طلاق، أو زواج نجمة شابة من رجل أعمال، أو مشهد قبلة في عمل فني، أو مشهد خادش وغيرها من الأخبار التافه!.
وكلما هبط المحتوى وتدنى وانحدر كل ما ارتفعت نسب المشاهدة.. باختصار نحن نعيش زمن التفاهه، لهذا لا تتفاءلوا خير بتصريحات نقيب الموسقيين الجديد (مصطفى كامل) لأن المسائلة أكبر منه بكثير، خاصة أن بعض المسئولين عن الحفلات المهمة في مصر تدعم هؤلاء المؤدين والمغنيين وتفرضهم على الحفلات، أكثر من دعمهم لـ (أنغام، وسميرة سعيد ولطيفة، وعلي الحجار، ومحمد الحلو، ومحمد ثروت، وهاني شاكر، ومدحت صالح، ونادية مصطفى) وغيرهم من المحترمين الذين يقدمون فنا حقيقيا راقيا!.