بقلم الفنان التشكيلي الكبير : حسين نوح
مندهش ومنزعج مما أراه و أصبح كثيرآً ولا يمكن الصمت عليه.. أن تفتح القنوات والبرامج لسفسطة ساذجة لأنصاف المواهب وبعض خريجي قانون الطفو، فتخرج علينا إحدى المذيعات الطيبات وتقدم لنا وللنساء الطيبات النصائح وتتحول تلك المقولات والاقتراحات الساذجة الي ترند يتناوله جهابذة شبكات التباعد الاجتماعى وبعض أصحاب المشاكل النفسية والمقيمة امام تلك الشبكات، لتنفث عن سموم مشاكلها فأجد إحداهن تؤكد أن الزوجة ليست مطالبة بخدمة زوجها وأخرى وأعتقد أنها خارجة من أزمة مع أحد معذبيها، بعد أن شاهد واقعها المر عند مغادرتها الحمام وهو ما لايراه جمهورها من الطيبين والطيبات، فبكل صلف وثقة تدعي المتعجرفة أن من حق الزوجة المبيت خارج المنزل دون موافقة الزوج وتزايد عليها أخري وتطالب الزوجة أن تأخذ نظير رضاعة أطفالها.
مهاترات مزعجة ومدمرة وساذجة، فمستقبل المرأة ونجاحها في العمل لا يتعارض مع مسؤلية البيت ودورها المنوط به في تكوين الأسرة ودورها كزوجة وأم.. لماذا ندخلها في معارك وندعوها للتمرد علي الرجل والدخول معه في معركة الخاسر فيها هو البيت والأولاد؟، لماذا يكون البيت والأولاد من أسباب فشل المرأه في العمل؟، إنها دعوة للخراب، وحين تتفسخ الأسرة بالحتمية يتفسخ المجتمع، ما هذا الهطل، ومن سمح بذلك، وما الغرض وما هى المقاصد من تقديم تلك الأفكار التي لا يأتي منها إلا دمار الأسرة وزيادة عدد المطلقات؟، وأكيد لا تعرف المذيعة المستحدثة للجمال أن هناك كثيرآً من سيدات فضليات تتحملن مشاكل الحياة وتقفن مع زوجها تسانده وتدعمه لتخرج بالأسرة إلى بر الأمان لمجتمع صالح متصالح.
ولكن أعتقد أنها الجميلة التي فقط تجالس من هم علي نفس شاكلتها وبنفس المستوى العقلي المتعالي والمتطاوس والمتحذلق، فمعظمهن مطلقات ينشرن سموم أفكارهن، وأرجو أن يحتفظن بها لأنفسهن وفي مجالسهن الخاصة ولا يقدمن تلك السموم المريضة في الإعلام، فلدينا سيدات فضليات موظفات وأمهات وعاملات وفي شتي المجالات.. ياسيدتي ليس من حقك تصدير أفكارك التي قد تكون نتاج لمشاكل شخصيه لديك أو ارتباطك بأحد أذاقك العذاب ولم يشعر بوجودك فتجاهلك وأصبح يهرب من التواجد معك وتزداد المشاكل، وتنفصلي وتساعدك ظروف التحرر من قيد الرجل والمنزل والأسرة على الانتشار، ويصادفك النجاح فتصبحين المذيعة المستحدثة للجمال والمحاربة للرجل وتتفننين متحذلقة في نشر سمومك على سيدات قد تتجاوب إحداهن معك لظرف ومعاناة خاصة، ولكن النساء في مصر يا سيدتي بخير ومنذ الأذل، الفلاحة مع زوجها في الحقل وتعود للمنزل لتكمل أعماله الشاقة بكل محبة ومودة، وحتي في ثورة 1919 سجلت المرأه دورآً تباهي به الرجا.
إنها تعمل وتربي الأولاد وتبذل أقصي ما لديها من مجهود لحراسة الأسرة والمنزل فتلك مملكتها وعلة وجودها إن كانت سوية.. هل أذكرك بدور المرأة المصرية حين خرجت إلى الميادين في ثورة 30 يونيو وأشاد بها العالم والرئيس المصري، ثم هل أذكرك بماذا فعلت المرأة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية بعد هزيمة ساحقة ودخلها الحلفاء؟، وكيف وقفت تزيل الأنقاض وتنظف الشوارع وتوزع الأطعمه علي الجنود العائدون من الجبهة، والعالم يتذكر ولكنك يا سيدتي الجميلة والنشيطة والمتحررة تشعلين الحرب بسذاجة بين الرجل والمرأة من خلال مشاكلك الشخصيه وتجربتك الفاشلة، المنزل يا جميله كيان يقوم على المحبة والتضحية، إنه أرض خصبة سمادها المحبة فتنبت الأطفال من أرض أساسها المودة والرحمة والتسامح والحب، فيخرج أطفال متحابون للمنزل وللشارع والوطن.
كفانا (ترند)، وكفانا تصدير أخبار المطربات الساذجات ونجوم السنج وبطلات المشاكل الزوجيه وخريجات ورش التجميل.. العجيب أن أجد كثيرآً منهن يتحدثن في كل المواضيع وأحياناً تظهر علينا إحداهن تقدم نصائح للطلاب بمناسبة العام الجديد، ما هذا الهطل ؟!، أخطر ما نواجهه هو حالة الخواء العقلي لبعض الفنانين وهم دائما يتواجدون علي سطح المشهد الإعلامي ويتابعهم الكثيرون من الشباب وهنا الخطورة، فالبعض منهم ساذج ومسطح العقل ولا يدرك خطورة أقواله علي الجمهور وأعتقد من أسباب ضعف كثير من الدراما أن الفلتر للاختيار أصبح أحياناً النجم والنتيجة أعمال تساعد على تجريف العقل.
ولكن أتذكر اختيار رشدي أباظه لعمل مثل في (بيتنا رجل)، واختيار شادية لعمل مثل (شيئ من الخوف)، واختيار نجوي إبراهيم وعزت العلايلي لفيلم (الأرض) للعظيم عبد الرحمن الشرقاوي، انه وعي وثقافة النجم وقد شاهدت مع من كانت تجلس سعاد حسني، وكيف اختارت عمل للعظيم نجيب محفوظ باسم (القاهرة الجديده ) وشاهدناه فيلماً عظيماً باسم (القاهرة 30).. اتقو الله في بلد ينطلق رغم ظروف وأحداث جعلت دول عظمي تخشى أن تفتقد إلى كثير من متطلباتها اليومية للمعيشة، ونحن هنا يشعل بعض السذج معارك لا هدف منها إلا عمل (الترند) الساذج لتحقيق تواجد ساذج لشخصيات تعاني من مشاكل نفسية خاصة وتريد أن يشاركها البعض لتشعر بالصلاحية، ولكن عبثا.. فأعظم ما مصر هن النساء الفضليات.. إنها مصر باقيه وتنطلق وتستحق.