رواد السوشيال ميديا يحجرون على جمهور مسلسل (ستيلتو) باسم الأخلاق !
كتب : أحمد السماحي
تابعت خلال الأيام الماضية بشغف وفضول ودهشة حالة الجدل التى أثارها بعض رواد مواقع السوشيال ميديا على مسلسل (ستيلتو) الذي يعرض حاليا بنجاح على شاشة قناة (mbc) ومنصة شاهد (vip)، كما أنه احتل الترند في معظم الدول العربية، وسبب دهشتي أن المسلسل مأخوذ – وهذا معروف لجميع متابعيه – عن المسلسل التركي (جرائم صغيرة)، والذي عرض في شهر أكتوبر عام 2017، وحقق نسبة مشاهدة عالية، وبالتالي فأبطال المسلسل لا يعبرون عن عاداتنا وتقاليدنا الشرقية، لهذا من الطبيعي أن نشاهد مشاهد جريئة بعض الشيئ، أو نجد زجاجات خمر على موائد العشاء بصفة منتظمة !.
فالمسلسل في الأول والأخير من مسلسلات الفرجة الاجتماعية التى لا تطرح قضايا عميقة بقدر ما تطرح مشاعر مكبوتة وأزياء جميلة وستات على قدر كبير من الشياكة والجمال، حتى أن بعضهن لا يتخلين عن شياكتهن حتى في المطبخ! ويثرثرن بكلام تافه عن (الأزياء والمجوهرات، والكمبوندات) وغيرها من الأمور التافهة، وبالتالي لا تنتظر من مثل هذه الأعمال أن يكون معبرا عنك أو عن الناس المحيطين بك في الشارع.
كما أن المسلسل يعتمد في معظم مشاهده على المشاعر الداخلية لأبطاله الذين يخفونها عن أقرب الناس إليهم، وطالما المسلسل يعتمد على المشاعر والأحاسيس فلابد أن يعبر المخرج عن هذه الحالات من خلال تلامس وقرب وبعض القبلات البسيطة كما شاهدنا في الحلقة الـ 24 بين (نايلة/ ندى أبو فرحات) و(لؤي/ سامر المصري) حيث تداول البعض مشهد القبلة بينهما بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنهما ارتكبا فعلا فاضحا في الطريق العام، وانقسمت ردود الأفعال بين معارض الذي وجد أن المشهد غير ملائم للمشاهد العربي، وبين مؤيد الذي وجد المشهد مناسب للسياق الدرامي للعمل، وأنه طبيعي في الحياة العادية بين الزوجين لحظة وداع الزوجة لزوجها قبل مغادرته للعمل، وأنا مع الرأي الأخير فـ (القبلة) كما شاهدنها كانت سريعة جدا وخفيفة جدا وناعمة ولم تتعدى ثوان جعلتنا نترحم على قبلات رشدي أباظة، وحسين فهمي ومحمود ياسين وناجي جبر!.
لكن ماذا نفعل في أصحاب العقول المتحجرة الذين يبدو أنهم لم يشاهدوا لن أقول الأعمال الغربية لأنهم لو شاهدوها سيخرجون من ملابسهم!، ولكن سأقول أنهم لم يشاهدوا الأعمال العربية التى قدمت في دور العرض المصرية والسورية واللبنانية في حقبة السبعينات المليئة بالعري والجنس الصريح من نجوم نحبهم ونحترمهم، ولم يعترض أحد وقتها على هذه المشاهد، لكن يبدو إننا نعيش عصر الردة والتفاهه وعدم الوعي والثقافة.
عموما لنا وقفة مع هذا المسلسل وأبطاله بعد انتهاء حلقاته، لكن هذا التقرير نوع من الاعتراض على الحجر على جمهور المشاهدين باسم الأخلاق الحميدة، ويا رواد (السوشيال ميديا) اتركوا الجمهور يستمتع بالمشاهد الرومانسية بين (ألما، وكريم)، والمشاهد الجريئة بين (لؤي، وميرا)، ومشاهد الغيرة والشك بين (جويل، وطارق)، ومشاهد الثراء والدلال بين (فلك وكريم)، ومشاهد التوهة والانتقام بين (نائلة ولؤي).
جدير بالذكر أن مسلسل (ستيلتو) إعداد (لبنى مشلح، مي حايك)، إخراج (إندر إيمير)، بطولة مجموعة كبيرة من النجوم (كاريس بشار، ديمة قندلفت، قيس شيخ نجيب، سامر المصري، ندى أبو فرحات، ريتا حرب، كارلوس عازار، بديع أبو شقرا، نور علي، ميشال حوراني، جاد خاطر).
وتدور أحداث مسلسل (ستيلتو) في إطار من الإثارة والتشويق، عندما تهوي جثة من الطابق الأعلى لبيت فخم أثناء حفل كبير، يستجوب (رامي) الضابط المسؤول وزميلته كل الشهود للعثور على القاتل، ولكنه يكشف عن ماضٍ يتخلله الكراهية والخيانة.