كتب : محمد حبوشة
في إطار مبادرات (الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية) التي أطلقتها بعنوان (أخلاقنا الجميلة) ومشروع (محتوى الأطفال)، كان ينبغي إطلاق مبادرة تحت عنوان (الوجه المشرق للحضارة المصرية) يتم من خلالها وضع إشارت وفواصل على قنواتها لتصحيح المفاهيم للمجتمع الغربي حول هذه الحضارة التي علمت الإنسانية مفهوم الحب والتسامح، في ظل مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (بناء الوعي)، والتي تهدف من ضمن أهدافها إلى الرد على المزاعم الفرنسية وغيرها التي تنال من الحضارة المصرية مثل تمثال (شاملبيون) العنصري الذي لاينبغي السكوت على وجوده في العاصمة الفرنسية باريس، وظني اهتمام (المتحدة) بإنتاج سلسلة وثائقية تحكي سيرة هذا الملك العظيم الذي أسس إمبراطورية مصرية حديثة في ذلك الوقت، وظلت تلك الأمبراطورية حتى نحو عام 1070 قبل الميلاد حتى عهد رمسيس الحادي عشر، وهو أكبر رد على صلف الفرنسيين من أحفاد نابليون الذي كان حاقدا على الحضارة الفرعونية.
نعم لا ينبغي إغفال التاريخ المصري الذي رسخ مفاهيم حول الحضارة من وحي كتاب (فجر الضمير) لجيمس هنرى برستد، ترجمة سليم حسن، الذي ينتصر لإنسانية المصري القديم ففى الكتاب ينتصر(برستد) إلى أن ما حفظ حضارة المصريين القدماء هى الأخلاق، ويؤكد أن المصريين القدماء كانوا يعرفون ذلك، لذا سعوا إلى وضع مجموعة من القيم والمبادئ التى تحكم إطار حياتهم، تلك القيم التى سبقت (الوصايا العشر) بنحو ألف عام، وقد تجلى حرص المصرى القديم على إبراز أهمية القيم فى المظاهر الحياتية، فكان أهم ما فى وصية الأب قبل وفاته الجانب الأخلاقى، حيث نجد الكثير من الحكماء والفراعنة يوصون أبناءهم بالعدل والتقوى، كذلك كانوا يحرصون على توضيح خلود تلك القيم فى عالم الموت، لذا نحتوا على جدران مقابرهم رمز إلهة العدل (ماعت) ليتذكروا أن العمل باق معهم.
وفضلا عن كل ما سبق فإنني أشيد بـ (الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية) عندما انبهت إلى دورها المهم من خلال إنتاج أعمال درامية تكشف آللاعيب الاستعمار القذرة من ناحية ومن ناحية أخرى عرض كنوز الحضارة المصرية التي علمت البشرية القيم الأخلاقية العليا.. وحسنا فعلت ذلك في إبراز دور القوى الناعمة في استعادة وجهنا المشرق من جديد من خلال أعمال وثائقية تعرض سير العظماء في التاريخ المصري القديم والحديث لنرد على مزاعم الغرب التي تعبر عن ضمير مثقوب، وأسجل هنا إعجابي وتقديري بتلك الرحلة التي تعود بالزمن (جوه تاريخ مصر) بشكل مختلف، والتي تؤكد على عظمة الحضارة المصرية القديمة، وكيف صنع الأجداد ميراثا ضخما من الآثار المصرية القديمة والمعابد.
كنت قد طالبت قبل 10 أيام من الآن بإطلاق مبادرة من جانب الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بعنوان (الوجه المشرق للحضارة المصرية)، ولم يكن لدى علم بأن هناك مشروع عملاق بعنوان (أم الدنيا) وهو عبارة عن سلسلة درامية وثائقية مكونة من (15 حلقة – إهداء من أرض الحضارة لكل الأمم)، تعرض على منصة (واتش ات)، في شكل رحلة شيقة تغوص في بحار التاريخ المصري عبر الزمان والمكان تحكي لنا أصل الحضارة والمصرية من حيث النشأة والتكوين، وقد وفقت (المتحدة) في اختيار النجمة الكبيرة (سوسن بدر) لتقوم بدور رحالة تصحبننا عبر الزمان والمكان لتحكى لنا بأسلوب سلسل وبتوثيق مصحوب بعناصر (الجرافيكس) المتقنة في إبهار بصري يخلب العيون والعقول عن ملامح الحياة في مصر القديمة وكيف كان المصريون (الفراعنة) أعجوبة عصور ما قبل التاريخ وما بعده في أسلوب الحياة وبناء صروح المعابد والأهرامات وغيرها من عجائب الدنيا.
شاهدت عن كثب الحلقات الأربع الأولى من هذه السلسلة التي تحسب للمتحدة في مجال كشف اللثام حول حقيقة ملوك وملكات ومعابد الفراعنة وبناء حضارة ماتزال تدهش العالم حتى الآن، ويسعدني استعرض جوانب ولمحات من الحلقة الأولى التي تحمل عنوان (نبتدي منين الحكاية)، حيث تظهر النجمة القديرة (سوسن بدر) من أمام قلعة (قايتباي) بالأسكندرية لتقول: (احترنا من أين نبدأ معكم الرحلة .. رحلة تمتد إلى 19 ألف سنة عبر الزمن، احترنا نبدأ من أهرامات الجيزة ولا وسط البلد ولا من معابد الأقصر وأسوان)، لكني قررت أن تبدأ من أقصى نقطة في الشمال .. من الأسكندرية وبالتحديد قلعة قيتباي .. على يميني ليبيا .. على شمالي فلسطين .. أمامي مليون كيلو متر مربع من أرض مصر .. كل شبر له حكاية .. نمشي الرحلة دي مع بعض .. ومن خلالها حنعرف أجمل حكاية .. حكايتنا مع أم الدنيا).
من الأسكندرية ثاني مدينة في مصر وعاصمتها التي زادت لأكثر من ألف سنة .. فترة طويلة تمتد لعمر بلاد كثيرة لمئات السنين .. بس في تاريخ أم الدنيا فهى فترة بسيطة .. من خلال القصة نجد أن فيه ناس كتير مش بتستوعب التاريخ ده .. ولا عارفين يبدأوا منين الحكاية .. بس أنا بقى حابة أبدأ الحكاية من مكان عزيز قوى على قلبي – تقصد متحف شادي عبد السلام بمكتبة الأسكندرية – المكان اللي بدأت فيه حكايتي .. حكايتها مع فيلم (المومياء) للراحل الكبير شادي عبد السلام، وباستعراض شيق عرضت فترات حكم مصر من (الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى حسني مبارك، والسادات وعبد الناصر، وعرجت على الاحتلال الإنجليزي لمصر، والغزو الفرنسي، وتحت حكم الدولة العثمانية، وفترة حكم المماليك، والدولة الأيوبية، والخلافة الراشدة ودخول العرب، ودخول المسيحية مصر، وقبلها كيلوباترا التي حيرت العالم، وقبلها بكثير الملك رمسيس الثاني، وحكم توت عنخ آمون، وحكم أخناتون، وحكم أحمس، وحكم الهكسوس، وهؤلاء كانوا في حكم الدولة الدولة الحديثة في مصر القديمة.
ثم استطردت قائلة: كان قلبهم ملوك الأدب والفن والنهضة .. ملوك الدولة الوسطى الذين وحدوا مصر بعد فترة من الحروب الأهلية، والذي نسميه الآن (عصر الاضمحلال الأول)، وهنا أجداد الأجداد في الدولة القديمة، عصر بناة الأهرام، هنا خوفو بنى هرم، ولو نظرنا إلى المسافة الزمنية بيننا وبين عصر كيلوباترا سنجد أنها (2070 عاما) أي من حوالي (4610 سنة) سنجد أنها أقصر من التي بين عصر كيلوباترا وعصر هرم خوفو (2583 سنة)، ما يعني أنه بالنسبة لها كانت تنظر إلى هرم خوفو كما ننظر نحن لها الآن شيئ من التاريخ البعيد.
ثم دخلت بطريقة لينة مشوبة بغرازة المعلومات إلى عظمة مصر القديمة من خلال عالم المؤرخ (مانيتو) الذي قسم تاريخ مصر القديم لأسر من الأسرة الأولى إلى الأسرة الثلاثين، حتى يسهل علينا تاريخ مصر القديمة، وبعد أن قسم (مانيتو) مصر القديمة إلى أسر قسمها إلى حقبات بداية من حكم الملك (نعرمر) من (5170 سنة)، لتؤكد أن مصر كانت أول دولة تتكون في تاريخ البشرية، وذهبت على جناح صزوت موح وأداء مذهل إلى أننا كي نعرف قصة الإنسان لابد أن نعرف قصة الأرض، لكي نعرف حكايات الإنسان لابد أن نعرف حكايات الأرض، واستعرضت (سوسن بدر) قصة وجود الإنسان على سطح الكرة الأرضية من 550 مليون سنة، ووصلت إلى اكتشاف أول هيكل عظمي لإنسان وجد على أرض مصر في (نزلة خاطر بسوهاج) عاش على أرض مصر من 35 ألف سنة.
وفي أثناء الرحلة تقدم لنا (سوسن بدر) الاكتشافات العظمى للإنسان المصري القديم ومنها (الساعة الشمسية) – أول ساعة في التاريخ – التي صنعها من الحجارة وكان يقوم بحساب الوقت عن طريق الظل وعن طريقها عرفوا الوقت في اليوم والفصل في السنة وعن طريق بوصلة اخترعوها عرفوا الجهات الأربعة (الشمال والجنوب والشرق والغرب) وعلى أساسها بنوا الأهرام طبقا للجهات الأربعة تلك، وبعد ذلك ولدت في رأس المصري القديم أفكاره حول البيئة والكون، وماذا نحن ولماذا جئنا على هذه الأرض؟، من هنا ولدت الديانة من خلال نموذج مجسم للبقرة المقدسة (حتحور)، ثم بأت عقيدة الإيمان بالبعث لدى المصري القديم، وكانت عقيدة المصري القديم معقدة ومبهرة.
والمدهش في تصور المصريون القدماء للكون أنه يشبه الخلية الحية The Atum ، واسم الإله (أتون) هو اسم الذرة الحية في اللغة الإنجليزية الذي أنجب عناصر الكون، الرب (شو) وهو يمثل الهواء، والربة (تيفنوت) وهى تمثل الرطوبة، و (شو وتيفنوت) أنجبوا الرب (جب) وهو الأرض، والربة (نوت) وهى الماء، والرب (شو)، يرفع الربة (نوت) للسماء من على الأرض، وبهذا تكون عناصر الكون قد اكتملت، ويبقى الخير والشر، لكي يكتمل الإنسان، وبعد أن سكن المصريون الصحراء لقرون طويلة بدأوا يهجرونها بالتدريج بعد ما أطلقوا عليها الأرض الحمراء، مثل لون الجبال، أو اللغة المصرية القديمة (ديشرت) التي تطورت فيما بعد إلى كلمة (Desert) في اللغة الإنجليزية.
وبدأ المصرين القدماء يستقرون حول النيل، وبدأت مصر كلها تسمي (كمت) وتعني الأرض السوداء بلون الطين، ومصر أيضا كان اسمها في اللغة المصرية القديمة (طاوي) يعني (الأرضين)، لكن ماذا تعني الأرضين: في الجنوب كانت الأرض التي يحيطها النيل (قنا)، وفي الشمال كانت (الفيوم والمعادي)، هذين هما الأرضين، ومصر جنوبها كان أعلى من شمالها ويجري فيها النيل، لهذا نقول مصر العليا في الجنوب ومصر السفلى في الشمال، ومصر طوال عمرها منفردة في كل تفاصيلها.
استقر المصري أخيرا على ضفاف النيل، وبدأ يشكل لنفسه حياة من خلال مجتمعات سميت (مستعمرات ما قبل الأسرات) وبدأ المصريون يصنعون أدواتهم من الفخار عبارة عن أواني صغيرة لصناعة الخبز (العيش) من خلال مخبز خصيصا لذلك، وأخرى أكبر لتخمير الشعير (بيرة)، وأيضا لصناعة النبيذ، ولعل القبائل التي عاشت في جنوب وشمال مصر تركت آثارا عبارة عن أواني فخارية بسيطة جدا تتطور مع مروز الزمن والأيام حيثوا ينقشون عليها شكل حياتهم اليومية وبعد أن استوطن المصريون من الشمال إلى الجنوب حول ضفاف النيل تم اكتشاف تلك الأواني الفخارية في منطقة (نقادة بقنا)، ثم تم اكتشاف البعض منها في منطقة المعادي ما يشير إلى أن الحضارة بدأت أولا في الجنوب ثم الشمال فيما بعد.
المهم أن القبائل في جنوب مصر وشمالها اتحدوا واختاروا أول ملك يحكمهم، ومن ثم ولدت أول دولة في التاريخ منذ حوالي (5222) بعد أن كانت قبائل متفرقة في طول البلاد وعرضها، والدليل على ذلك ظهور ملك معرف باسم (العقرب) وفي نفس الوقت ظهرت فكرة البحث عن إله يحميهم من الطبيعة والبيئة المحيطة بهم، وأصبح هناك إله يحمي الكون وحاكم يحمي الوطن، وهو ما أضفى صفة القدسية على الملك باعتباره صلة الوصل بين الشعب والإله، وفي هذا الشأن اكتشف العلماء مقابر من نوع خاص في تلك الفترة يكتنفها قدر من التطور عن التي اكتشفوها من قبل، فلم تكن مجرد حفرة في الأرض، بل كانت حفرة مبطنة بالطوب النيء ومغلفة بطبقة من الجبس الناعم الأملس نقشوا عليها نقوش تعكس ملامح الحياة قبل 5200 سنة، ويلاحظ فيها رسومات لحيونات ورقصات خاصة تعبر عن صخب الحياة في تلك الفترة في عصور ما قبل التاريخ.
وهنا نلحظ أن مصر عاشت ما قبل التاريخ في فترة ما قبل الكتابة والتوثيق حضارة عظيمة، ثم كانوا أول من اخترع الكتابة في العالم، ومن هنا بدأ التاريخ من مصر، وجدير بالذكر أن فترة ما قبل التاريخ شهدت تطورا مذهلا بحسب (طبق السشيست) الذي يدل على حضارة تلك الحقبات القديمة، ولأن المصري القديم كان مهتما بتسجيل تاريخه بلده وأرضه، وقد اهتم ملوك كثر بتسجيل تاريخ من سبقوهم على أرض مصر الحضارة، خصوصا ما أطلق عليه موحد الأرضين كما ظهر في مخطوطات معابد (سيتي الأول، الكرنك، بالميرو) والذي عرف بالملك (مينا)، وفجرت (سوسن بدر) مفاجأة بقولها أنه سبقه الملك (حور عحا)، وبرغم اختلاف الرواية إلا أن اكتشاف لوحة (نعرمر) قد حسمت أنه موحد الأرضين، وفي وجه منها يرتدي الملك (نعرمر) تاج الجنوب الأبيض و(الشنتي) وهو الزي المصري القديم ويمسك بيده اليمنى سلاح عبارة عن كرة من الجرانيت وبيده اليسرى يمسك بشعر عدوه، وعلى الوجه الآخر من اللوحة يرتدي الملك (نعرمر) تاج الشمال الأحمر وأمامه مجوعة من الناس مثل (التشريفة حاليا) تمهيدا لدخوله شمال مصر، وأيضا نقش لأسدين يلفان رقبتيهما حول بعضهما وهما يرمزان إلى توحيد جنوب وشمال مصر.
ومن هذه اللحظة يصبح الملك (نعرمر) ملك الأرضين (مصر العليا والسفلى)، ومن هذه اللحظة أيضا تصبح مصر لأول مرة في تاريخ الدول والعالم منذ 5170 سنة لها قانون وحكومة، ومن ثم بدأ عصر الأسرات، وطبقا للمعالم الأثرية الموجودة في معبد أبيدوس: هنا يرقد الملوك (نعرمر، جور عحا ابن نعرمر) والذي سمي أيضا باسم (ميني) أو المتحقق وبعد ذلك يعرف بالملك (مينا)، ولم يكن توحيد مصر عمل فردي مع عدم إنكار جهود الملك (نعرمر)، لكن كل ملك جاء من بعده بذل جهدا كبيرا مذكورا ومعروف في التاريخ يؤكد أن ملوك مصر جميعا عملوا جميعا من أجل توحيد مصر، بحيث أصبحت كل أرض مصر تحت حكم ملك واحد.. المهم أنه بعد توحيد مصر بدأت الأحداث المذهلة في صناعة أعظم حضارة في التاريخ.
بعد هذه الحلقة التأسيسية الأولى التي تثير الشغف لدى العالم وتثير الفخر بحضارة مصر القديم، ذهبت (سوسن بدر) إلى استعراض حكاية المكان والزمان والشخصيات التي لعبت أدوارا في صناعة الحضارة على أرض مصر من خلال ثلاث حلقات تالية شاهدتها، لكن يصعب ذكر تفاصيلها بدقة تتفق مع عمق الحضارة المصرية، لذا أكتفي بعرض أبرز ما جاء في الحلقة الأولى على أمل أن أعرض فيما بعد حكايا (سوسن بدر) عن ملامح الحضارة المصرية العظيمة، ومن ثم نقدم بدورنا كل الشكر والتقدير لـ (الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية) على هذا الجهد الجبار الذي جاء في هذا الوقت كرسالة مصرية للعالم في ظل حروب الجيل الرابع والخامس التي تحاول النيل من أول دولة أسست في العالم منذ فجر التاريخ، وهى التي قامت على الحب والتسامح والعدل والحرية والسلام.
ولا يفوتني أن أشكر كل من: كاتب السلسلة ومخرجها (محمود رشاد)، مراجعة تاريخية (د. ياسمين الشاذلي)، موسيقى (خالد الكمار)، مونتاج (عمرو مكي)، مدير التصوير (سيف الدين خالد)، إشراف عام (سمر علي)، مخرج منفذ ومشارك في الكتابة (بول إداورد)، مساعد مخرج ثان (محمد عيسى)، مصممة أزياء (ريم سلامة)، art dirctor (غدير وجدى)، مكساج (محمود حفني)، مهندس الصوت (محمد عامر)، مدير الإنتاج (محمد عزوز)، مدير إدارة الإنتاج (إسلام خلاف)، منتج منفذ (محمود صبرى أباظة)، وباقي فريق العمل من ممثلين ومديري المواقع والفنيين والمساعدين، ومنفذي الملابس وحتى السائقين الذين بذلوا جهود مضنية في ظهور هذ العمل الذي يليق بمصر.