بلبل لبنان (أحمد دوغان) يعود للساحة الغنائية بـ (تركني لحالي)
كتب : أحمد السماحي
يتمتع المطرب اللبناني أحمد دوغان بمكانة شديدة الخصوصية في قلوب عشاقه، فهو على مدى مشواره قدم كل ما هو جميل وراقي في عالم الغناء، فضلا عن إحساسه النادر الذي نفتقده بقوة، بدأ الغناء في سن العاشرة من خلال شاشة التليفزيون الللبناني، ويومها أطلقت عليه الصحافة اللبنانية (الطفل المعجزة)، وفي عام 1980 تخرج من ستوديو الفن مع (راغب علامه، وربيع الخولي، وماري سليمان) وغيرهم، وأثناء ذلك أطلقت عليه المذيعة (مادلين طبر) العندليب الأشقر، حيث كان ومازال متأثرا بالعندليب الأسمر (عبدالحليم حافظ).
وبسبب برنامج (ستوديو الفن) تعرف على الشاعر السوري الكبير (نزار قباني) الذي أشاد بصوته، وطلب منه النزول إلى القاهرة، وأعطاه رسالتين توصية الأولى للموسيقار الكبير (محمد عبدالوهاب)، والثانية للموسيقار (محمد الموجي).
وبالفعل نزل المطرب اللبناني إلى القاهرة في بداية الثمانيات، وقابل الموسيقار الكبير (محمد عبدالوهاب) الذي أعجب بصوته بعد أن غنى له (دوغان) رائعته (يا وابوار قولي رايح على فين)، فطلب منه موسيقار الأجيال الاستقرار في القاهرة، بعدها تعرف على العملاق (رياض السنباطي، ومحمد الموجي، فاروق سلامة)، والعبقري (بليغ حمدي) الذي لم يكتف بالإشادة بصوته ولكنه أعطاه واحدة من أجمل أغنيات البدايات وهي (أبدا، أبدا) كلمات الشاعر مصطفى الضمراني.
بعدها توالت الأغنيات الرائعة المحفورة في ذهن عشاق النغم الأصيل مثل (يا زمن، غيروك، ماوردي، قطر الندى، على بلدي، ضحكت وبان اللولو، قمر لكل الناس، سلامات، نساية، فكريني انتي مين، سلم يا قمر) وغيرها من الأغنيات الذهبية التى لا تنسى!، والتى جعلت الموسيقار الكبير (منصور الرحباني) يشهد له بالموهبة، وجمال الصوت ويقول إنه: (الصوت الذي يطربني) ويتعاون معه في حوالي خمس أغنيات رائعة!
في أغنيات وألحان (أحمد دوغان) إشراقة تفعم روح المستمع بالبهجة حتى وإن كانت الأنغام حزينة، ذلك لأن الحزن في ألحانه أصيل، فهو حزن نبيل ينبع من فيضان حضاري اصطدم بما هو غير حضاري من مستحدثات الأيام، حزن شفاف ألوانه فاتحة مزهزهة، كيماؤها قوية، تزيل عن القلوب صدأ الأحزان الغليظة القاتلة للمشاعر، فإذا بالقلوب قد استردت لمعانها ورهافة استقبالها للمشاعر الناعمة الباعثة على التفاؤل وحب الحياة، الدافعة إلى سكك المحبة وطرق الخير وحدائق القيم الإنسانية.
التلوث والفوضي الغنائية في السنوات الأخيرة وابتعاد الفن عن رسالته الجميلة جعلت (أحمد دوغان) الذي تعود على الأصالة الفنية يهاجر خارج لبنان، ومن وقت لآخر يطل علينا بأغنية من ألحانه يظهر من خلالها صوته العذب من هذه الأغنيات، الأغنية الجريئة (ضيعانك يا لبنان)، والأغنية العاطفية الجميلة (أوعى تخاطر) والأغنية الإنسانية الرائعة (بيكفي ظلم، بيكفي قهر) وكل هذه الأغنيات من كلمات رولان دفوني.
هذه الأيام بدأ (أحمد دوغان) يعيد ترتيب أوراقه من جديد استعدادا للعودة للساحة الغنائية مع المنتج الفني (أحمد الفايد)، حيث انتهى من تسجيل أغنية جديدة ستطرح خلال الأيام القادمة بعنوان (تركني لحالي) كلمات الشاعر الغنائي المبدع (أحمد ماضي)، وألحان يحيي الحسن، اللذين سبق وتعاون معهما من قبل في أغنية (غرامك ياما ضيعني، أخذني بعيد ورجعني) وتوزيع وليد المسيح، والتى صورها كفيديو كليب مع المخرجة رندلي قديح.
(شهريار النجوم) يرحب بعودة الصوت المشغول بالإحساس الدافئ، والمطرز بالطرب الأصيل الشيك (أحمد دوغان) الذي قدم لنا حوالي 8 ألبومات متميزة للغاية تعاون من خلالها مع أساطين الكلمة واللحن، وبسبب بعضها جذبته السينما اللبنانية وقدم من خلالها فيلم (بلبل من لبنان).