بقلم : بهاء الدين يوسف
قديما قال أجدادنا (إن السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اعتبر بنفسه)، وهو ما يدفعني لتصنيف الفنان (محمد رمضان) ضمن خانة الأشقياء كونه لا يتعظ أبدا من أي موقف يحدث له بل يعتبره ببساطة حرب على نجاحه المزعوم، مثلما فعل عقب إلغاء حفله الغنائي في الأسكندرية وسط تضارب واضح ومضحك في مبررات إلغاء الحفل، وكذلك إلغاء حفله الذي كان مقررا إقامته في سوريا وغالبا أيضا حفله المزمع في قطر.
ربما أجد نفسي قبل أن اسرد ما عندي حول الأمر مضطرا للاعتذار إلى القراء بعدما شغلتهم بثلاث مقالات تقريبا عن (رمضان) رغم قناعتي الكاملة والمحايدة بأن رصيده الفني لا يستحق تلك المساحة الهائلة من الاهتمام، لكن عذري أنني أحاول رصد العظة وراء ما حدث وما سوف يحدث ولست من الذين يهرولون خلف التريند.
كنت أتمنى بعد إلغاء الحفل أن يبادر (رمضان) بتغيير سلوكياته المستفزة التي دفعت عشرات الآلاف من الأسكندرانية لإطلاق حملات ترفض غنائه في مدينتهم التي أنجبت الكثير من عظماء الفن على رأسهم (سيد درويش) الذي لو لم تنجب غيره لكفاها شرفا، لكنه لم يخيب ظني فيه عندما خرج بفيديو يتهم فيه شخص ما بإلغاء الحفل مستغلا ما عنده من سلطة، وتحدى هذا الشخص المجهول أن يكون لديه المحبة والشعبية التي يعتقد (رمضان) إنه يتمتع بها بين الناس، وهو تصريح غريب إذ يتجاهل تماما من رفضوا وجوده في الأسكندرية وكأنهم ليسوا من الناس بحسب تصنيف الفنان.
بعض المواقع العربية كتبت أن الشخص المقصود في تصريحات رمضان هو الفنان (تامر حسني) ولا أعرف في الحقيقة ما هي سلطات أو نفوذ (تامر) لإلغاء حفل بهذا الحجم وإن كنت علمت من أصدقاء داخل الوسط الفني أنه يتنافس مع (رمضان) على لقب الطفل الأولى بالرعاية من جهات عليا تتحكم في عالم الفن والإنتاج بكل تفاصيله، كما أشار آخرون الى أن المقصود هو الفنان (هاني شاكر) نقيب الموسيقيين الذي عطل إصدار التصاريح ليفوت الفرصة على (رمضان)، ولا اعرف ايضا ما اذا كان هذا صحيحا أم لا وإذا كان (شاكر) قد فعل هذا فلماذا لم يفعله في عشرات الحفلات السابقة لرمضان؟!
الغريب أن ما قاله رمضان يتعارض تماما مع ما أعلنته الشركة المنظمة للحفل وهو أن إلغائه بسبب مشكلة تصاريح وهو أيضا سبب كوميدي من شركة محترفة باعت كما تزعم 15 ألف تذكرة وجهزت مكان الحفل قبل أن تحصل على التصاريح اللازمة لحفل ماكان يفترض أن يقام بعد 3 أيام منها يومين إجازة رسمية في كل مرافق الدولة، وهو ما يعني أنها كانت تراهن على الحصول على التصاريح اللازمة في اليوم الأخير!
من المؤكد أن (رمضان) له جمهوره أيا كان تصنيف ذلك الجمهور مثلما أن لكل من (حمو بيكا وشاكوش) وغيرهم لهم جمهورهم أيضا، وبصرف النظر عن رأيي فأن هؤلاء يعبرون بما يقدمونه عن حاجات وتطلعات فئات معينة موجودة في المجتمع وتملك قوة تأثير من ناحية عددها أو قدراتها المالية سواء رضينا أم أبينا، وسبق أن تمتع فنانين مثل (أحمد عدوية وكتكوت الأمير) وغيرهما بشعبية هائلة في زمن قديم تفوق شعبية (رمضان) ورفاقه من منتجي الفن الهابط، لكن ليس لدي شك في أن أي مجتمع يتمتع بالحيوية مثل مجتمعنا المصري قادر على فرز وإعادة تصنيف الجيد من الردئ ولو بعد حين.