نسرين طافش .. (أرض جديدة) تمهد لحب الحياة والكون
كتب : محمد حبوشة
يمثل الفرد الحالة الطبيعية للكائن البشري، ويصبح بمقتضى ذلك كل البشر أفرادا وليسوا أشخاصا، فالفردية تعتبر حالة سلبية للإنسان، باعتبارها صورة بدائية له ينبغي أن يتعالى عنها، عن طريق الانتقال من الفرد إلى الشخص، ومشكلة الإنسان تكمن في كونه يخزن طاقة حيوية، متمثلة أساسا في الحاجات البيولوجية التي أوردها كثير من الفلاسفة بأسماء متنوعة ومتعددة، بل اعتبرها البعض العامل الأساس لظهور الإنسان الصانع والمفكر كما رأى (هنري برجسون)، حيث اعتبرها طاقة حيوية تدفع الإنسان دفعا للانسجام مع عالم الأشياء.
هكذا آمنت النجمة العربية نسرين طافش بعلم الطاقة الحيوية وجعلته دستور يحكم كل حياتها داخل وخارج إطار البلاتوه، فسعت إلى الانسجام مع الناس والطبيعة والكائنات الحية (من بشر وشجر ونباتات وحيوانات)، تلك التي خلقها الله في انتظام مبهر يدل على قدرته سبحانه وتعالى لتنتظم جميعا في انسجام عجيب باعتبار أن هذا مطلب ضروري بين جميع القوى الفعالة في البنية الإنسانية، للمحافظة على الانسجام الذاتي، والذي يتطلب من المجتمع وضع القيم والأطر التي ترشد الطاقة الحيوية نحو الأفضل، والتحرر من الفوضى الحيوية التي تهدم الإنسان وتخرجه من مرحلة التحضر إلى ما بعده.
وفي هذا الشأن سعت (نسرين) إلى التكيف: بمعنى أن يفرض الواقع على الإنسان أن يتكيف مع شروطه الراهنة، فإذا كان العالم البيولوجي (لامارك)، حدد فرضا، أن الوظيفة تخلق العضو، فهذا يعني أن الطاقة الحيوية هى أحد أبرز العناصر التي تجعل الإنسان يتكيف مع الواقع، لذا اعتادت (نسرين) أن تبقى وحدها دائما تغرد خارج السرب، فقد كتبت عبر حسابها الرسمي على (إنستجرام) يوم السبت الماضي بمصاحبة مجموعة من الصور تضح بالطاقة الحيوية من أمام (قصر فرساي) بباريس: (تذكر من أنت، تذكر من تكون في الأصل، لقد تم التلاعب بك و تنويمك لملايين السنين، بشتى الطرق عن طريق الهواء والماء والأكل والأفكار، توريطك في لعبة (الألم و اللذة).
وأضافت: (الأرض الدنيا هذه ليست نهاية المطاف، إنها مرحلة إعادة تأهيل فقط (مصح، محطة) روحك سرمدية خالدة ارتقي بها الآن، كي لا تقيدها في دوامة تكرار الحيوات، كل متعة آنية تستهلك صحتك أو تتحكم بك و بمشاعرك أو تسلب منك سلام نفسك بدونها (خدعة، فخ) فاحترس، لأنها ستبقيك لمدة أطول في سجن الأرض، كل متعة تنير صحتك وتطور حياتك وتزيدك سلاما وعطاء وبهجة ستصعد بك بموجة سحرية إلى الأعلى، تابعت: (لا تدع الآعيبهم تدخلك في حالة صراع أو يأس كن قويا متقبلا تعلم تذكر استيقظ، الزمان والمكان وهم).
واستطردت: (هل جربت أن تكون داخل حلمك الذي يبدو حقيقيا جدا وتدرك فجأة و أنت بداخله، إنك تحلم، و إن ما من شيئ حقيقي حقا، تنفس أكثر وراقب أكثر، لا تتعلق بصورة غير حقيقية تم رسمها لك من الآخرين و تتعلق بها و تتوهم أنها أنت، استيقظ بادراكك الآن فالأرض الجديدة بانتظار الساعين فقط، الكلام ليس للجميع إنه فقط للخاصة ممن يبصرون بقلوبهم، إن لم تفهمه فهو ليس لك).
تفاعل متابعوا حساب النجمة (نسرين طافش) مع رسالتها التي وصفها البعض بالعميقة بينما لم يفهمها آخرون، وقال عنها فريق ثالث هراء، جاءت تعليقات الجمهور على منشور نسرين: (كلام رائع جدا ومنورة كالعادة، دايما برنسيسة، من أجمل ما قرأت، لم أر هراء كهذا ويصنفونه عالميا العلوم الزائفة، ملهمة كالعادة كلامك لامسني جدا، شو عميق الكلام).
وبعد مشاهدتي للايف (أرض جديدة) من خلال فيدو بثته الأحد 2 أكتوبر، وآخر بثته الأربعاء 5 أكتوبر الحالي، للنجمة نسرين طافش حول ما هى دورة الطاقة الحيوية والشفاء الذاتي خاصة فيما يتعلق باكتشاف الطفل الذي في داخلك وكيف تروضه وتجعله لا يتحكم فيك طويلا، وكذلك اكتشاف النور الإلهي الذي يغمر حياتك، أستطيع القول أن هذا النوع من الفيديوهات لايمكنه أن يكون له أي أثر سوى أن يحمل في طياته جوانب كثيرة من الطاقة الإيجابية التي توفرت عبر إطلاتها المميزة بفستان أصفر مرصع بقلوب سوداء تارة، وتارة أخرى بفستان أحمر أرجواني، وكأنها تريد أن توصل رسالة مهمة فحواها (نحن نمنحك مفاتيح التغلب على عقبات الحياة ورحلة ستزيد وعيك وتمكنك من الحصول على الحياة التي تطمح إليها بيسر وسهولة، فحين تفهم الطاقة المسيرة للكون والجسد ستكون على تواصل دائم مع عالمك الداخلي وستنعم بالاسترخاء والسلام بعيداً عن ضغوطات عالمنا المادي.
لم تقصد نسرين في لايف (أرض جديدة) إسقاطا مباشرا أو غير مباشرعلى شخص بعينه، ولو أن كثيرين فهموا أن (اللايف) الأول ربما يشير إلى خلاف بينها وبين زوجها معالج الطاقة الحيوية (د. شريف الشرقاوي) بقدر ما أرادت التركيز على قدراتك الكامنة التي يمكن أن تبهرك حين تعي ما لوعيك من أثر على المادة وما لطاقتك من تأثير على الواقع، وقد استشهدت على ذلك بحبها لكل عناصر الكون بما فيها (البشر والنباتات والحيوانات) التي أبدعها المولى عز وجل، والتي لوتأملتها جيدا ستصل إلى أصل وجذر كل هدف في الحياة وهذه هى (العملات الحقيقية) التي تستطيع تحويلها إلى أي هدف أو مادة تشاء.
في سعيها الدؤوب كممثلة من طراز رفيع، حاولت أن تكون في (اللايف) الأول والثاني واقعية خارج إطار البلاتوه وتتوجه مباشرة إلى جمهورها العاشق لفنها وإبداعها في دعوة صريحة وواضحة قائلة: لتكتشف بفضل وعيك بطاقتك الحيوية إمكانات التسخير الهائلة الممنوحة لنا من الخالق مثل تسخير المال والصحة والإبداع والحيوية، كما سوف يساعدك وعيك بهذه الطاقة على تنظيف ذاتك الداخلية وبأسلوب التحفيز واكتشاف الذبذبات هكذا تتخلص وبشكل نهائي من أي أثر سلبي للمواقف الماضية، وباكتشافك الطفل الصغير الذي بداخلة عبر رحلة في عالم الخيال تعود إلى الماضي سوف تشعر بأن الطاقة ارتقاء ووعي وقرب من الله الحق، الطاقة خشوع وسكينة وصفاء وشفاء، شفاء لجسدك (مجانيا) وحاضرك ومستقبلك، الطاقة ستجعل حياتك جنة وستغمر قلبك بسعادة روحية لم تختبرها سابقا، ولتؤكد على أن من يدرس الطاقة ويدرك أهميتها وعظمة تأثيرها على حياتنا يقول دائما:(احنا ماكناش عايشين قبل كده).
لايف (أرض جديدة) الأول الذي شاركت فيه نسرين طافش الكوتش (عائشة رمضان) ليلة الأحد، والثاني ليلة أمس الأربعاء بمشاركة الكوتش (نادرة غرياني)، وجاء الأول حول اكتشاف الطفل في داخلك، والثاني حول كيف تتصل بعظمتك الداخلية والارتقاء بالروح واكتشاف النور الإلهي الذي يحيط بك وكيفية التخلص من الطاقة السلبية، وكان لهما أثر كبير في نفوس جمهور (نسرين) التي برعت في المناقشة تماما كما تبرع في الأداء التمثيلي، وعبر تون صوت هادئ ورزين كانت صادقة ومعبرة ببلاغة عن كون أن اكتشاف الطفل الصغير داخل نفوسنا والقرب من الله أكثر يمكن أن يمنحنا قدر من الر احة والسكينة، وكأن لسان حالها يقول: عندما نقيد الطاقة الحيوية، فإننا نهدم المجتمع نتيجة تعجيز الفرد، لأن الطاقة الحيوية تفقد شحنتها المحركة الدافعة إلى النشاط، وترتكن إلى السكون والعطالة، شهد المجتمع الإسلامي مع نهاية الحقبة العباسية، فكرا صوفيا، وحركات ونحل، جعلت من قمع الطاقة الحيوية غاية لها، فانجر عنها الانحطاط، سمى القرآن هذه الحالة السلبية بالرهبانية المبتدعة، وعليه يرى (مالك بن نبي) بأن بناء الإنسان لن يكتمل إلا بمراعاة الطاقة الحيوية وفق مجال حيوي منسجم، ونظرية الحدين تثبت ذلك.
ولعلنا نخلص من هذين (اللايفين) اللذين كشفا عن جوانب مجهولة أو غائبة في حياة الإنسان كي يدرك حقيقة الحياة إلى أن الطاقة الحيوية ينبغي أخذها بعين الاعتبار في بناء الإنسان، إننا نسمع يوميا عبارات تذمر ورفض للواقع، وننصدم من احتراف الكثيرين لدور الضحية، ممن ينظرون إلى الحياة على أنها حظوظ وفرص موزعة بطريقة اعتباطية وعشوائية، ويدعون أنهم لا ينالون شيئا إيجابيا بسبب قلة حظهم في هذه الحياة؛ فكيف لهم أن يتطوروا إن كان الحظ السيئ مرافقا لهم على الدوام؟.
لقد وضعت نسرين يدي من خلال هذين (اللايفين) على حقائق كانت تبدو لي مبهمة حول حقيقة تأثير علم الطاقة الحيوية، فلقد استسهل البعض منا دور الضحية والشكوى الدائمة، ولم يبذلوا أدنى جهد في محاولة اسكتشاف الموضوع من وجهة نظر مختلفة، وحجبوا النور عن عقولهم، وتبنوا نظرة قاصرة إلى الأمور تملكتهم وأصبحت منهم وفيهم، لكن، ماذا لو كان (الحظ) كلمة مستترة لـ (الاستحقاق) لا يعي حقيقتها أغلب الناس؟، ماذا لو كانت القضية أنهم لا يستحقون الفرص والعلاقات الجميلة، وأن الكون لا يعطي المتذمر الرافض والضحية؟، وما معيار هذا الاستحقاق؟ ولم نجد أناسا ناجحين ومتفائلين وآخرين متشائمين ومهمومين؛ رغم أنهم يعيشون الظروف ذاتها؟ .. أليس من الممكن أن يكون لأفكارهم الدور الكبير في ذلك؟ أليس من الممكن أن يكون نوع طاقتهم الداخلية السبب في ذلك؟
فاجأتني نسرين طافش بإلمامها بعلم نجهله جميعا في حديثها الشيق عن الطاقة وكأنها تجيب عن أسئلة من نوعية: كم عدد المرات التي صادفت بها شخصا وشعرت بتلك الطاقة الإيجابية الخارجة منه، وتمنيت البقاء بصحبته؛ ذلك لأنك انبهرت بصدقه وسلامه الداخلي وشجاعته، ومحبته؟، وهو مايشير إلى ضروة تجديد العهد مع أنفسنا أول بأول، وهو ما يحدث تماما ودائما مع نسرين الفنانة الجميلة مع جمهورها المحب لصدقها وسلامها الداخلي، فمعها ومع ضيفتيها (عائشة ونادرة) تشعر بأنه كم سيكون جميلا أن تتعامل مع حياتك على هذا النحو، بحيث تكون في حالة تأكد من أنك ستجد حلا للمشكلة الحاصلة، وذلك عبر تجديد طاقة الحب، ومن ثم تشعر بالمتعة وأنت تسعى إليها، ويبقى في قلبك شعور يقيني بالفوز!.. تحية تقدير واحترام لنسرين طافش التي احتلت المرتبة الثالثة كأجمل نساء العالم 2022 في توافق مع اللايف الأول (أرض جديدة)، ما يعني أنها تعكس روحا جميلة وعقلا راجحا.