شهريار النجوم يكشف : أحمد مراد (سر) عدم مشاركة مصر في الأوسكار !
كتب : أحمد السماحي
أثار قرار نقابة المهن السينمائية بعدم مشاركة مصر في جائزة (الأوسكار) لهذا العام جدلا كبيرا خلال الأيام الماضية، خاصة أن هذا القرار حرم مصر من المشاركة في هذه الفعالية الدولية المهمة رغم أنها لم تكن المرة الأولي، وربما لن تكون الأخيرة، لكن جاء القرار صادما للبعض، وبعض المتخصصين والمهتمين بالسينما انقسموا حول قرار لجنة اختيار الأفلام، البعض رأي أنه قرار غير سليم وغير مبرر، بل إهدار حق لأفلام كانت تستحق الترشح حتى لو لن تكمل مشوارها إلى قائمة التصفيات النهائية، والبعض الآخر رحب بالقرار باعتبار أنه لا يوجد بالفعل فيلم مصري يستحق الدخول والمنافسة في الجائزة العالمية!.
(شهريار النجوم) بحث وتحرى وراء هذا القرار الغامض لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الحجب، وتلقينا أكثر من اتصال من بعض الموجودين في لجنة اختيار الأفلام، الذين رفضوا ذكر أسمائهم لحساسية موقفهم، لكنهم أكدوا أن اللجنة اختارت بالفعل من بين 23 فيلما عرضت هذا العام أربع أفلام هى (الجريمة، وكيرة والجن، و2 طلعت حرب، وقمر 14).
وبعد سحب المخرج (مجدي أحمد علي) لفيلمه (2 طلعت حرب) دخل فيلم (19 ب) باعتبار أنه سيعرض خلال الفترة القادمة، حيث سيشارك ضمن أفلام المسابقة الدولية بالدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي والتي ستنطلق يوم 13 نوفمبر المقبل وتستمر حتى 22 من الشهر نفسه، وفيلم (19 ب) كتابة وإخراج أحمد عبدالله السيد، وإنتاج (فيلم كلينك – محمد حفظي)، وبطولة (سيد رجب، أحمد خالد صالح، ناهد السباعي، فدوى عابد)، وهو من الأفلام التى تشبه في أجوائها فيلم (ريش) الذي أثار ضجة كبرى العام الماضي، وكان أحد أسباب خلع المنتج والمخرج (محمد حفظي) من منصبه كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائي.
وتدور أحداث فيلمه الجديد (19 ب) حول رجل يعيش كحارس فيلا مهجورة قذرة مع بعض القطط وكلب، ويرفض أن يترك الفيلا دون أسباب واضحة، ويحتسي الخمر بشكل منتظم!.
وأكد أحد أعضاء اللجنة الذي رفض ذكر اسمه: أن أحد الزملاء والذي يعتبر أقوى الأصوات في لجنة الاختيار كان متحمسا لفيلم (19 ب) ويدعو الزملاء للتصويت له للمشاركة في (الأوسكار)!، لكن عندما علم معظم الأصوات أن الفيلم الوحيد الذي ينطبق عليه الشروط للمشاركة في (الأوسكار) والتى من أهمها أن يكون الفيلم تم توزيعه خارجيا بشكل جيد، وقصته مغرقة في المحلية، ومتميز من الناحية التقنية كـ (صوت وإضاءة ومونتاج وديكور، وإخراج) هو فيلم (كيرة والجن) الذي عرض في فرنسا وأمريكا، وحقق أكثر من 115 مليون جنية من دور العرض المصرية، ومتميز جدا من الناحية التقنية لم يحظ الفيلم باتفاق أعضاء لجنة الاختيار، ورفضوا التصويت وأعلنوا عدم ترحيبهم بالمشاركة في الأوسكار ربما لعدم حبهم لمؤلف الفيلم الكاتب الموهوب (أحمد مراد)، حيث يوجد لديهم عليه تحفظات واهية حول هويته ككاتب محترف ووطني، ومن هنا نشتم رائحة الطابور الخامس!.
وصرح عضو لجنة الاختيار الذي رفض ذكر اسمه: بعد موقف الزملاء الصامت والمريب من (أحمد مراد) الذي كان سر عدم مشاركة مصر في مسابقة (الأوسكار) انقسمت الآراء، فأصبح عدد الأصوات التى تطالب بالمشاركة 7 أصوات، في مقابل 11 صوتا طالبت بعدم المشاركة، يعنى اللجنة لم تصوت على الأفلام، اللجنة صوتت على مبدأ المشاركة، هل نشارك أم لا؟ ورفض الأعضاء المشاركة، ولم ننتقل للمرحلة الثانية ولم نناقش الأفلام!، ومن جانبنا نشير إلى أن تلك كارثة بكل المقاييس حيث تنم عن جهل غالبية أعضاء اللجنة غير المؤهلين فنيا وتقنيا للاختيار.
وأضاف الزميل المحترم: يعني باختصار عدم حب أو حقد غالبية أعضاء اللجنة للكاتب الموهوب (أحمد مراد) عجل بالنهاية الكارثية، وهذا الموقف من المؤلف ليس جديدا على تلك اللجنة، ففي عام 2017 كان فيلمه (الأصليين) أحد الأفلام المهمة المشاركة في أفلام الأوسكار، وكنت مع ترشح فيلمه، وكنت أراه يستحق، لكن أغلبية أعضاء اللجنة لم توافق، لنفس السبب وهو تحفظهم وعدم حبهم لـ (أحمد مراد) الذين يرون أنه مدعوم ويحصل على نجاح أكثر مما يستحق!، ورشحوا فيلم (شيخ جاكسون) بطولة أحمد الفيشاوي، وإخراج عمرو سلامة لخوض ترشيحات أوسكار أفضل فيلم دولي.
إلى هنا انتهى حديث بعض أعضاء لجنة اختيار الفيلم الذي يشارك في الأوسكار، والحقيقة إنني اندهشت كثيرا مما يحدث من بعض أعضاء اللجنة المزعومة المشكوك في انتمائها الوطني، فكيف يسمحون لأنفسهم في لجنة مهمة يفترض أنها تمثل الدولة المصرية أن تدخل المشاعر الشخصية التي تتسم بالرخص والسذاجة المفرطة في تحكيم الترشح لجائزة مهمة مثل للأوسكار.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: ماذا فعل الكاتب المبدع (أحمد مراد) غير أنه اجتهد وتميز في اختيارته حتى تحقدون عليه بهذا الشكل الأحمق لمجرد انطباعات شخصية بلهاء .. لماذا كل هذا الحقد أيها الفاشلون، يا من تنتمون حزب أعداء النجاح بجهلكم العقيم؟!
أحمد مراد قدم على مدى مشواره القصير حتى الآن مجموعة من الروايات الأدبية الناجحة جدا التى أعيد طبع بعضها لأكثر من 20 مرة، بداية من روايته الأولى (فيرتيجو) التي قدمها عام 2007، وحققت نجاحا هائلا وصدرت منها عشرات الطبعات كما نال عنها جائزة البحر المتوسط الثقافية من إيطاليا عام 2013، وتم تحويلها إلى مسلسل تليفزيوني عُرض عام 2012.
ثم تبعها برواية (تراب الماس) عام 2010 التي تصدرت قوائم الأكثر مبيعا لفترة طويلة، وفي عام 2012 قدم روايته الثالثة (الفيل الأزرق) والتي تم اختيارها ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عام 2014، نفس العام الذي شهد صدور روايته الرابعة (1919) التى تحولت لفيلم سينمائي ناجح بعنوان (كيرة والجن)، ثم أصدر رواية (أرض الإله) عام 2016 ، ثم أصدر رواية (موسم صيد الغزلان) عام 2017، وفي العام نفسه حاز مراد على جائزة الدولة المصرية للتفوق في الآداب.
وفي النهاية من أنتم بالأساس وماهو إبداعكم غير التنطع في دهاليز المهرجانات المحلية التي لاتشفي ولا تغني من جوع سوى تحقيق متعتكم الرخيصة في الإقامة الفارهة، ولا تكلفون أنفسكم حتى بالمشاهدة أو التحليل للأفلام المشاركة، فضلا عن جهل مدقع في التعاطي مع فن السينما من جانب هؤلا السفهاء الذين اعتادوا الأكل فقط على موئد مختلفة، وقبل أن نقول (لك الله يا مصر من مثل هؤلاء العابثين بمقدرات البلاد، وتعويق مسيرته، وهدم صرحها الفني باستهتارهم وتدخل مشاعرهم الشخصية الباردة!)، نسأل: من الذي اختار هؤلاء كأعضاء في اللجنة؟، وعلى أي أساس تم اختيار بعض الصحفيين الذين لا يتمتعون لا بالكفاءة المهنية ولا الفنية، بينما هنالك كتاب آخرين، ومخرجين وكتاب سيناريو مشهود لهم ومؤهلين لمثل تلك المهام الجسيمة في تمثيل مصر عبر الاختيار الموضوعي والذكي لمسابقات دولية بقدر أهمية جائزة الأوسكار العالمية.
وأخيرا وليس آخرا: كفانا عبثا باختيارات عشوائية تستند للمجاملة والشللية القاتلة للقيمة والمعنى والهدف، ولنكف عن استخفاف متعمد بمقدرات الفن المصري في وقت تبذل الدولة جهودا مضنية في التنمية، ومن ثم تحتاج إلى مساندة القوى الناعمة لها في التأكيد على تلك الجهود .. نحتاج فقط إلى عقل سليم وضمير حي في اختيار الكفاءات التي تساهم في بناء هذا الوطن المبتلى بسفهاء وأقزام سواء من بقايا عصور بائدة أو بفرط من جهل واضح بالمهنية في فجاجة لا تطاق!!!