أحمد الجميري : تكريمي من مهرجان الموسيقى العربية وسام على صدري

* سيغني في حفله ثلاث قصائد منهما واحدة بعنوان (النيل) يهديها للشعب المصري

* شارك في أوبريت (الحلم العربي) لصالح القضية الفلسطينية، كما شارك في أغنية (بكرا) لصالح تعليم أطفال العالم العربي الموسيقى والفنون التشكيلية.

* أطلق عام 2021 مشروعه الخاص لتدوين وتوثيق فنون الصوت البحريني وفنون الغوص على اللؤلؤ (الفجري)

كتب : أحمد السماحي

من حسنات الدورة الـ 31 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الذي يعقد في الفترة من 20 أكتوبر وحتى 3 نوفمبر تكريمها لأحد رواد الأغنية الخليجية، المطرب البحريني الكبير (أحمد الجميري)، صاحب الصوت الهادئ الرزين الراسي الذي لا يعرف الصخب ولا الزعيق، الصوت الحميم الذي تربت عليه أجيال عديدة تشربت من رحيقه بلسم الإبداع الإنساني الكبير، فصوته مظهر لقلبه، وقلبه ماثل في وجهه، وعقد الفل في شكل وجهه.

 قدم الجميري على مدى مشواره الذي بدأ عام 1977 عشرات من الأغنيات الناجحة التى مازالت عالقة في ذهن الجمهور العربي عامة والخليجي خاصة، ولم لا وفي صوته عالم من الأنس البديع والمودة الساحرة واللطف الآسر، وتصحبك أغنياته إلى مدينة من الأحلام الوارفة الخضراء مترامية الأطراف لا تصدها حدود ولا حواجز، لكن للأسف الشديد الواقع المر والفوضى الغنائية العارمة في عالمنا العربي رمت بظلالها الكثيفة على حديقة الأحلام وحجبت عنها الشمس لكنها لم تقتل فيها أبدا عصارة الإبداع والآصالة، ورغم هذه الضبابية والحجب التى تسود الساحة الغنائية العربية وعدم إذاعة وعرض كل ما هو أصيل وجميل لكل الأصليين مثل (الجميري) يحاولون (المعافرة) والبحث عن الجديد ليقدموه، رغم ما قدموه من قبل من أغنيات ناجحة سكنت القلب والوجدان.

منذ فترة اتصل بي مطربنا الكبير يسألني عن أحد الشعراء المصريين غير المشهورين للعامة، وإن كان أحد المبدعين القلائل في عالم الشعر الآن حيث يمتلك كنزا من الجمال وثراء من الإبداع وعمق هائل في الرؤية وهو الشاعر الكبير (عبدالستار سليم)، حيث قرأ قصيدة له ويتمنى أن يقوم بتلحينها وغنائها، وبعد بحث طويل من جانبي عثرت على تليفون شاعرنا المبدع وتحدثت معه، بعدها حدث اتصال بينهما واتفقا على أن يقوم بتلحين وغناء قصيدته الجميلة (النيل)، وبالفعل قام بتلحيها مؤخرا، وسيقوم بغنائها لأول مرة في حفله يوم 21 أكتوبر على مسرح المعهد العالي للموسيقى العربية.

المطرب الكبير أحمد الجميري خص (شهريار النجوم) بأول تصريحاته عن تكريمه في مهرجان الموسيقى العربية، وأعرب لنا عن سعادته البالغة بهذا التكريم الذي يعتبره وسام يضعه على صدره، و يفتخر به مدى الحياة لأنه تكريم من أعلى مؤسسة موسيقية في الوطن العربي.

وعن الأغنيات التى سيقدمها في ليلة عرسه قال صاحب (ولد عم القمر): أنه سيقدم ثلاث أغنيات من تلحينه منهما قصيدتان سيقوم بغنائهما لأول مرة، الأولى قصيدة جديدة بعنوان (متى تعود حبيبتي) كلمات الشاعر البحريني أحمد العباسي، والقصيدة الثانية هى (النيل) للشاعر عبدالستار سليم التى يهديها للجمهور المصري وتقول كلماتها :

النيل مسافر من زمان

زي الزمان

بين الجنادل تجرحه

لكنه عارف مطرحه

وتسيل دموعه في الغيطان

ويلفها ساعة الحصاد حزمة عيدان

النيل دا عمر

ممكن يطول بيه السفر

ممكن يعوق سكته مليون حجر

ممكن يتوه

ممكن يلف

المستحيل إنه يجف

أما الأغنية الثالثة فهي أغنيته الشهيرة التى غنتها المطربة الكبيرة ماجدة الرومي، وهي (تو النهار)  من كلمات الأمير محمد العبدالله الفيصل.

والمتابع لمشوار (الجميري) يجد أن كل أغنية من هذه الأغنيات وغيرها تحتاج لكلام كثير للوقوف على مستويات تذوقها، لهذا لم يكن غريبا أن يكرمه صاحب الجلالة ملك البحرين بمنحه وسام الكفاءة من الدرجة الأولى في مهرجان الوفاء عام 2002، وأن يحصل عام 2015 على جائزة مجلس التعاون لدول الخليج العربية للتميز والتي تسلمها من سمو أمير دولة قطر.

وبعيدا عن التكريمات الرئيسية لو تحدثنا عن مشوار (الجميري) الغنائي نجده تخرج من المعهد العالي للموسيقى العربية في القاهرة عام 1977، وبعد عودته إلى بلده مباشرة مثل مملكة البحرين في مؤتمرات المجمع العربي للموسيقى، ومثل البحرين أيضا في مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية حتى عام 2000.

 ومن أشهر أغانيه ‫(يا الزينة ذكريني ، تو النهار،  شويخ من أرض مكناس،  من خلقت الدنيا، هلا باللي لفاني، يا علي، خضر نشلك، يكبر علينا العشق، لسانك حصانكما طاعني، حبيب بر الشمال، لا ترجعين، الكرز، فلنسهر، لا تصد هناك، ما لقلبي، طير الغصون، سلام سلام، عزيز أسى‫) وغيرها.

وشارك عدد من المطربين العرب في أوبريت (الحلم العربي) لصالح القضية الفلسطينية، كما شارك عدد آخر من أجيال جديدة أغنية (بكرا) التي أشرف على إنتاجها الفنان العالمي (كوينسي جونز) لصالح تعليم أطفال العالم العربي الموسيقى والفنون التشكيلية والثقافة بالتعاون مع منظمة اليونسكو.

والجميري أطلق عام 2021 مشروعه الخاص لتدوين وتوثيق فنون الصوت البحريني وفنون الغوص على اللؤلؤ (الفجري)، ويعمل حاليا مع فنانين تشكيليين من البحرين ودول الخليج على رسم لوحات تشكيلية تعبر عن معاني أغانيه وتقديمها في مناسبات أعياد دول الخليج الوطنية كمعرض فنون تشكيلية وورشة عمل عن الإلهام والإبداع عند أحمد الجميري تختتم بحفلة غنائية خاصة به.