كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
كان الفنان الكبير (نجيب الريحاني) يحترم كفاح زميله الفنان الشاب (أنور وجدي) الذي بدأ مشواره الفني من الصفر، لهذا توطدت علاقة الصداقة بينهما، وفي عام 1945 أطلق على النجم الشاب لقب (فتى مصر الأول) وأثناء تصويره لفيلم (رجاء) فوجئ بـ (الريحاني) يزوره في الاستديو ليبارك له على (اللقب) ويبارك له أيضا ولصديقه المؤلف والمخرج (عمر جميعي) فيلمهما الجديد، فكانت هذه الصورة التى نعرضها هذا الأسبوع في باب (سيلفي النجوم) وتجمع (الريحاني) مع فريق عمل فيلم (رجاء).
جدير بالذكر أن (أنور وجدي) أطُلق عليه عام 1945 لقب (فتى مصر الأول) نظرا لكثرة عدد الأفلام التى شارك فيها، حيث كان الملح الذي لا يستغنى عنه في الأفلام، فشارك في 13 فيلما من بين 42 فيلما قدمت في هذا العام، والأفلام التى شارك فيها هى (أحب البلدي، القلب له واحد، ليلة الجمعة، قبلة في لبنان، ليلة الحظ، بين نارين، الزلة الكبرى، الحياة كفاح، قتلت ولدي، تاكسي حنطور، رجاء، مدينة الغجر، ليلى بنت الفقراء).
وفي هذا العام وكما يذكر الناقد والباحث الراحل (محمد عبدالفتاح) مر (أنور وجدي) بثلاثة محطات رئيسية غيرت مجرى حياته الفنية والشخصية، وكشفت عن الوجه الحقيقي لـ (أنور وجدي) كظاهرة سينمائية، استدعت انتباه الجمهور وصناع السينما نفسها، فهو يقدم نفسه كممثل في 13 فيلما تباينت أنواعها وتباين مخرجوها، المحطة الثانية كمؤلف سينمائي في مجال القصة السينمائية، يقدمها لغيره من المخرجين ولا يمثل في الفيلم المأخوذ عنها، وأيضا كمؤلف سينمائي في فيلم (ليلى بنت الفقراء) الذي كتب له القصة والسيناريو.
والمحطة الثالثة عندما يتصدى للإخراج من خلال فيلم (ليلى بنت الفقراء) لسندريلا السينما الغنائية (ليلى مراد)، وليس الإخراج فقط بل يكون شركته السينمائية شركة (الأفلام المتحدة).
