بقلم : بهاء الدين يوسف
لا حديث في الإعلام العربي هذه الأيام يعلو على صوت حملة الرفض أو كما يسميها البعض (حملة الكراهية والتحريض) ضد المطرب والممثل والفنان صاحب السبع صنايع (محمد رمضان) بما يؤشر على أن رمضان يمكن أن يحقق حلمه قريبا بأن يكون أهم فنان في تاريخ مصر لكن ليس بفنه أو موهبته وإنما بحجم المشاكل والأزمات التي يثيرها.
ما يجري هذه الأيام لمن لم يتابع وإن كنت أشك أن أحدا يستطيع أن يتجاهل كم الأخبار المتواترة عن الموضوع، إن هناك حملة في دولة قطر ترفض حضور رمضان لإحياء حفل غنائي في الدوحة خلال فعاليات كأس العالم الذي يقام هناك، وتزامنت الحملة مع حملة مشابهة في سوريا لرفض حضور نفس الفنان إلى دمشق لإحياء حفل غنائي في السادس من أكتوبر المقبل، ووصل الأمر الى حد مشاركة بعض الفنانين السوريين المعروفين في الحملة الرافضة لاستقبال رمضان في العاصمة السورية مثلما فعل الفنان (معن عبد الحق) الذي وجه رسالة غاضبة لرمضان يتهمه فيها بالكذب وادعاء دعوته للغناء في دمشق.
قبل هاتين الحملتين بأيام كانت مصر قد عاشت أياما على وقع حفل رمضان المزمع إقامته في الإسكندرية في السابع من أكتوبر المقبل وإطلاق هاشتاج بعنوان عبارة عن رسالة إلى رمضان يقول (غير مرحب بك في الإسكندرية)، وهو ما اعتبره البعض ثورة لتصحيح الذوق الفني في مصر والعالم العربي من الفن الهابط الذي يتربع رمضان على قمته هذه الأيام وخلفه طابور من مفسدي الذوق والأخلاق أمثال (حمو بيكا وشاكوش) وغيرهم مما لا تسعفني ذاكرتي بأسمائهم؟! أم أن الأمر يتجاوز حدود الفن على الأقل في الإسكندرية ليكون محاولة شعبية للتصدي لما يمثله محمد رمضان من نرجسية وخيلاء لا تعبر عن الشعب المصري ولا قيمه وتقاليده ولا تحترم قوته الناعمة التي كان لها حضورها العربي على مدى حقبة طويلة من الزمن، وربما يرى هؤلاء في تصديهم لرمضان وقفة قوية ضد من يحاولون فرضه على الذوق العام عبر إنتاج مسلسلاته بشكل متكرر وفرضها على شاشة شهر رمضان دون اعتبار لغضب الناس من سلوكياته المستفزة؟!
استشعر أن الاحتمال الأخير وراء الحملة السكندرية وهو استشعار يستند على رد فعل رمضان نفسه والجهة المنظمة للحفل، حيث قرر الأول تقمص شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من خلال السفر إلى الإسكندرية والسير وسط الناس دون حراسة ليكشف عبر الفيديوهات التي ينشرها على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي مدى حب الناس له وارتباطهم به، في حين أصدرت الجهة المنظمة للحفل بيانا معتادا عن القلة المأجورة التي تسعى لتشويه فن محمد رمضان النبيل (مع الاعتذار لنبيل بالطبع)، وترويج الشائعات عن إلغاء الحفل في حين أن (أهل اسكندرية) مثل (أهل كايرو) يرحبون برمضان ويقدرون فنه ويريدون أن يفرشوا الأرض وردا تحت أقدامه من فرط حبهم له، وهو بيان يلفت الانتباه فيه ليس فقط اختصام الرافضين لرمضان ولا عدم احترام من لا يحبونه، ولكنه يسعى لتصوير الإصرار على إقامة الحفل الغنائي وكأنه حالة من حالات الاصطفاف الوطني الذي ينبغي أن يحارب الشرفاء في مصر من أجل إقامته.