أحمد رمزي .. الولد الشقي الذي دخل السينما (بفتحة الصدر) !
كتب : أحمد السماحي
كان ظهوره السينمائي عام 1955 مطلبا جماهيريا وسينمائيا، حيث تولى الرئيس (جمال عبدالناصر) الحكم، وبدأت الأمور السياسية في مصر تستقر بعد ثورة يوليو 1952، وبدأ الشعب يجني ثمار ثورته، وسادت البلاد حالة من السعادة والتغيير فى كل المجالات، ولم يقتصر التغيير على النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية فحسب، ولكن حدث أيضا في السينما، حيث جاء (أحمد رمزي) ليعيد نظر المنتجين والمخرجين فى مواصفات الفتى الأول الذي يجمع بين صفات (الدونجوان) من جاذبية وحسن مظهر بجانب خفة الظل والروح الخفيفة، فيكسب قلب الجمهور بمجرد ظهوره على الشاشة.
فقبله كان فتيان الشاشة (حسين صدقي، وأنور وجدي، ومحسن سرحان، ويحيي شاهين، وعماد حمدي) يرتدون البدل الكاملة، ويبتسمون ويتحركون بحساب، كما أنهم جميعا وقت ظهور (رمزي) كانوا قد تجاوزوا المرحلة العمرية التى تكسبهم مصداقية عند الجمهور وهم يؤدون أدوار الشباب الذي يبحث عن وظيفة أو ما زال طالبا جامعيا.
دخل (رمزي) السينما من خلال فيلمه الأول (أيامنا الحلوة) بفتحة الصدر أو بصورة أدق بأزرار قميصه المفتوح وبجسده الرياضي الممشوق وحيويته المتدفقة وحبه للحياة والمرح والإنطلاق وبجاذبيته وطلته المميزة لهذا لم يكن غريبا أن يكون فتى أحلام الفتيات في منتصف القرن الماضي، وكان نموذجا للشباب الذين اعتمدوا قصة شعره و(ستايل) ملابسه حتى صار من أشهر نجوم الأبيض والأسود، وأشهر من لعب دور الولد الشقي، والذي قدمه في العديد من الأفلام.
ولأن الجمهور كان فى انتظاره، لهذا أقبل عليه، وحققت أفلامه الأولى (حب ودموع، أيام وليالي، دموع في الليل، صراع فى الميناء، أين عمري) نجاحا كبيرا، وسعى إليه كبار المنتجين يطلبون وده وتوقيعه لبطولة أفلامهم، فكان يقدم فى العام الواحد أكثر من خمسة أفلام، وأصبح الجواد الرابح فى سنوات الخمسينات جميعها.
على مدى مشواره الذي قدم فيه (107 ) فيلما لم يهتم الولد الشقي بمساحة دوره، كل ما كان يهمه هو حبه للعمل، حتى لو كان دوره مشاهد معدودة، لهذا نجد أنه في الوقت الذي قام فيه ببطولات مطلقة في أفلام مثل (حب ودموع، والقلب له أحكام، وحب إلى الأبد، سلم على الحبايب، حبيب حياتي) لا يمانع أن يقدم دورا بسيطا فى فيلم (الوسادة الخالية أوأيام وليالي، أو الخروج من الجنة)!.
كان الولد الشقي الذي نحيي هذه الأيام ذكرى رحيله العاشرة، والذي وافته المنية بعد سقوطه واختلال توازنه في منزله بمنطقة (العلمين) في الساحل الشمالي، يوم 28 سبتمبر 2012، عن عمر يناهز 82 عاماً، يعشق الزهور والعزلة، ويعيش يراعي بحب وعطف وحنان ابنه (نواف) من زوجته الثانية (نيكول ألبير) والذى ولد قبل أن يتم الشهر السابع، مما تسبب له في قصورا طبية سببت له إعاقات في اليدين والقدمين ومشكلات في المخ، ورحل (نواف) عام 2018 بعد والده بسنوات قليلة.