بديعة مصابني .. تعود إلى الحياة على يد (بشرى ورزان مغربي) !
كتب : أحمد السماحي
بديعة مصابني هذا الصرح الفني الضخم الذي أعتبرها البعض أكاديمية فنية تخرج منها أساطين الغناء والرقص والاستعراض والكتابة مثل (تحية كاريوكا، سامية جمال، هاجر حمدي، ببا عز الدين، حكمت فهمي) وغيرهن من الراقصات، ومن المطربين (إبراهيم حموده، فريد الاطرش، كارم محمود، محمد فوزي، إسماعيل ياسيين ، الياس مؤدب) وغيرهم، يبث فيها بعض المخرجين الروح هذه الأيام حيث يقوم المخرج الكبير (محمد فاضل) بتقديم جزء من حياتها خاصة المتعلق بأسطورة الكوميديا نجيب الريحاني من خلال مسلسل (الضاحك الباكي) تأليف محمد الغيطي، وبطولة (عمرو عبدالجليل، فردوس عبدالحميد، محمد سليمان، مصطفي شوقي، يانا جمال) وتقوم بدور (بديعة مصابني) النجمة اللبنانية رزان مغربي.
وفي مجال المسرح يقدم المخرج المسرحي (مازن الغرباوي) العرض المسرحي (كازينو بديعة) بطولة بشري التى ستجسد شخصية (الست بديعة)، وفكرة العرض تدور حول حياة (بديعة مصابني) والتي تشكل علامة فارقة في تاريخ المسرح الغنائي الاستعراضي، وسيتم تقديم العرض في إطار الـ (كازينو) الخاص بهذه الفنانة التى لن تتكرر، والتى ملأت عالم الاستعراض الملون الملئ بالفراشات والطيور والألوان والأشجار والجبل والنهر بمئة لون ولون.
والسؤال: هل تنجح هذه الأعمال في تقديم حياة (ملكة الليل) التى ملأت ليل القاهرة بأخبارها وصخبها ومشاكلها، وكانت شخصية مليئة بالذكاء والدهاء، وعشق العمل، هذه السيدة التي أذهلت (نجيب الريحاني) لأنها تريد كل شيئ أن تقول له كن فيكون، والتى ظهرت أول ما ظهرت في رواية (الليالي الملاح) فنجحت وبدأت كوكبا وملكت لب الجمهور واحتلت مكانا بارزا في مسرح (الريحاني) وأصبح لها معجبون رفعوا فنها إلى أعلى المراتب.
الطريف أنني أثناء بحثي عن حياة هذه السيدة وجدت أن ما يفكر فيه المخرج المسرحي (مازن الغرباوي) بنفس الاسم، وقد سبقه آخرون حيث كان هناك مشروع فيلم كان من المقرر خروجه للنور عام 1974 تحت عنوان (كازينو بديعة)! قصة كمال الملاخ، سيناريو وحوار محمد عثمان، إنتاج تاكفور أنطونيان، إخراج علي رضا، وبطولة (فريدة فهمي) في دور بديعة مصابني، عبدالمنعم مدبولي في دور (الريحاني)، هاني شاكر في دور (فريد الأطرش)، فضلا عن مجموعة كبيرة من النجوم مثل (ميرفت أمين، حسين فهمي، فؤاد المهندس، عادل إمام، سعيد صالح) وغيرهم.
وقال كمال الملاخ يومها عن فيلم (كازينو بديعة): إن حياة (بديعة مصابني) ثرية بأحداثها، وفيها قصة مصر في حقبتي العشرينات والثلاثينات، وبداية حقبة الأربعينات، و(كازينو بديعة) هو كواليس القاهرة، وقد عايشته وكنت أذهب مع (كامل بك الشناوي) ومجموعة من الصحافيين كل ليلة، وكان يتردد على الكازينو عدد كبير من الساسة، وفي أركانه الخابية الأضواء كان يجري كل ليلة البحث عن وزير أو آخر مطلوب لأمر هام).
لن نسبق الأحداث وسنرى خلال الفترة القريبة القادمة من سيستطيع تقديم حياة هذه الفنانة بصدق وجدية بعيدا عن الصورة المقررة القائمة على الاستسهال والأخطاء التاريخية البشعة كما اعتدنا في مسلسلات السيرة الذاتية!