هشام سليم .. كان سببا في معرفة الجمهور بـ طارق لطفي !
كتب : أحمد السماحي
(حلمي الفني أن يقال عني يوم وفاتي الولد ده كان كويس وعمل أفلام وأعمال حلوة) هذا الحلم كان أحد أحلام الفنان الراحل (هشام سليم) الذي ربطتني معه صداقة وطيدة منذ تعرفت عليه في مكتب صديقنا المشترك الفنان (فكري أباظة)، أثناء كتابتي لمذكرات (الدنجوان – رشدي أباظة.. أسطورة الأبيض والأسود) التى ظهرت فيما بعد في كتاب بنفس الاسم كتب مقدمته صديقي النجم الكبير (نور الشريف).
على مدى شهور أثناء كتابتي للمذكرات في عام 2000 كان يأتي يوميا إلى مكتب (فكري أباظة) كلا من (أحمد زكي، هشام سليم، عبدالله فرغلي) وبعض الوجوه الصاعدة التي تبحث لنفسها عن مكان تحت سماء النجومية، وبعضهم أصبحوا بالفعل نجوما!
ونظرا لصغر سني في هذا الوقت حيث كنت في نهاية العشرينات، كان مسموحا لي أن أتحدث بصراحة عن ما يحدث في الشارع المصري، ورأي الناس في الأفلام والمسلسلات والنجوم، وبسبب صراحتى هذه غضب مني (أحمد زكي) عندما ذكرت له أن أحد النجوم قال لي: (أنه ضد أن يجسد أحمد زكي شخصيتي جمال عبدالناصر، وأنور السادات) ويومها أصر أن يعرف مني من هو النجم، ولم يتركني حتى صرحت له باسم النجم (نور الشريف)!
وأثناء ذلك لفت نظري بساطة وتلقائية وخفة ظل (هشام سليم) فكنا ننتظر قدومه بفارغ الصبر إلى المكتب لنستمتع بحديثه التلقائي الدافئ وجرأته في إبداء رأيه في كل مجالات الحياة، وفي هذه الفترة فتح لي قلبه وقال لي: أنه كان يؤلمه عندما ظهر وبعد سنوات من عمله الفني أن يعتبره البعض أنه ابن (صالح سليم) لاعب الكرة الشهير الذي تسلل دون وجه حق إلى التمثيل، وسألته في حوار نشر في مجلة (الأهرام العربي) عام 2001: ماذا كان وقع هذا الكلام عليك، هل أصابك بالإحباط أم شحذ همتك، أعادك للوراء خطوات؟ أم دفعك للأمام أميال؟
يومها قال لي: لا أنكر أنه أحبطني وآلمني جدا، لأنني في النهاية بشر، وهذا الكلام كان مثل السكاكين التى تذبح ولا تجرح فقط، ولكن سرعان ما قلت لنفسي: يا واد هذا دليل نجاح، دليل على وجودك، لو أنني كنت نكرة لما قمت بلفت انتباه أحد على الإطلاق، والحمد الله أنا اليوم في منطقة فنية آمنة تماما وصلت إليها بتعب وشقاء ولم أصل إليها بسهولة، وهذا مهم جدا، وأنا سعيد جدا بتعبي في الوصول، لأنني لو كنت وصلت بسهولة كنت نزلت بنفس السهولة، والخطوة التى أخطوها اليوم أخطفها من فم الأسد، وما دمت خطفتها من فم الأسد فلابد أن أحافظ عليها بكل قواي!.
وبالمناسبة لو كنت ابن (مارلون براندو) وغير موهوب ما كانت استمراريتي الفنية قائمة حتى اللحظة، فالفن لايورث، ودعنا نكون صرحاء أكثر لو أن أحدا لديه انتقادات على فني وأدائي فله أن يكتب ويقول هذا الممثل فاشل وهذه أسباب فشله ويعدد الأسباب، فلو كان كلامه صحيحا فإنني سوف أحترم هذا الناقد أو الكاتب أكثر من أي أحد آخر، أما أن يقول أي ناقد أنني فاشل لأنني ابن (صالح سليم) فهذا كلام غير منطقي وغير جدير بالاحترام.
وفي هذا الحوار صرح لي أنه كان من المقرر أن يشارك في بطولة مسلسل (العائلة) تأليف الكاتب وحيد حامد، وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، وبطولة (محمود مرسي، وليلى علوي، وخيرية أحمد، ومحمد رياض) وغيرهم حيث كان من المقرر أن يلعب دور (مصباح) ابن البواب الذي يبحث عن الطريق الذي يجعله متميزا عن من حوله، ويحاول أن يجد له مخرجاً من الفقر فيدخل الجامعة وهناك يرى الفارق الاجتماعي بينه وبين زملاءه، ونظرا لقلة ثقافته وعدم وعيه ينضم لجماعة تقوم بأعمال إرهابية.
ورغم إعجاب (هشام سليم) بالدور والتحول الدرامي الموجود في الشخصية، إلا أن انشغاله في تمثيل بعض الأدوار السينمائية في هذا الوقت جعله يطلب مبلغا عاليا، مما جعل الشركة المنتجة تسند الدور للفنان الواعد (طارق لطفي) الذي كان مفاجأة شهر رمضان عام 1994، ومازال هذا الدور واحد من أهم الأدوار التى جسدها في مشواره الفني.
رحم الله الفنان الراقي المحترم (هشام سليم) الذي رحل بجسده فقط لكن أعماله السينمائية والدرامية باقية من منا ينسى أدواره في أفلام (إمبراطورية ميم، عودة الإبن الضال، لا تسألني من أنا، تزوير في أوراق رسمية، الأرجواز، الهجامة، يا مهلبية يا، كريستال، عطشانة، اغتيال مدرسة، فضيحة العمر، الخادم، إسكندرية كمان، أرض الأحلام، ميت فل، يا دنيا يا غرامي، قليل من الحب كثير من العنف، العاصفة، إنت عمري) وغيرها.
وفي الدراما من منا لا يحب (ليالي الحلمية، اليقين، الراية البيضا، ومازال النيل يجري، أرابيسك، أهالينا، هوانم جاردن سيتي، إمرأة من زمن الحب، السيرة العاشورية، الكومي، ملك روحي، محمود المصري، أماكن في القلب، لقاء على الهواء، درب الطيب، في أيد أمينة، مجنون ليلى، حرب الجواسيس، اختفاء سعيد مهران) وغيرها.