رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

تعرف على الأغنية التى حفظها (حليم) وروج لها في وسائل الإعلام وغنتها فايزة أحمد

كتب : أحمد السماحي

نحيي اليوم الذكرى الـ 39 لرحيل كروان الشرق (فايزة أحمد) التى رحلت عن حياتنا يوم 21 سبتمبر عام 1983، من أجمل ما كُتب عن هذا الصوت، ما كتبه كاتبنا وأديبنا الراحل (خيري شلبي) الذي رسم لها (بورتريه) رائع الشكل والتكوين تحت عنوان (فرع الرمان) نسترجع منه هذه الكلمات، حيث يقول : (وجد الموسيقار محمد عبدالوهاب في صوت فايزة أحمد قنطرة وترية مفتوحة على التيار الحداثي للأغنية القصيرة العصرية الكثيفة الناعمة، تلك التى أنشأها في أربعينات القرن الماضي يواكب بها إيقاع العصر، ويسرق فيها اللهب من شبان ذلك الزمان، حيث شجعه صوت فايزة أحمد على تعميق تجربته في الأغنية القصيرة بوضع بناء معماري نغمي بات من أهم ملامح الأغنية المعاصرة حيث مزج التطريب بالتعبير في شحنة نغمية واحدة).

(ووجد فيها الملحن محمود الشريف تربة خصبة لإعادة استنبات مشروعه القديم وهو توسيع معنى الأغنية الشعبية وتطعيمها بآفاق حريفة لتتواءم مع اتساق الذوق الشعبي الذي تم بعد إنتشار جهاز الراديو، ووجد فيها الشيخ زكريا أحمد ما يذكره بفتوته القديمة التى حملت أم كلثوم على أكتافها، وجد في صوت فايزة أحمد شباب أم كلثوم، وقدرتها على تفخيم الشعور والإمساك بالزخارف الدقيقة، أما محمد الموجي فقد اكتشف على أوتار صوتها أمجاد موهبته التى لم يتمكن عبدالحليم حافظ وحده من استيعاب تجلياتها، ووجد في صوتها المقابل الأنثوي لصوت حليم).

(وحدث ولا حرج عما اكتشفه كلا من أحمد صدقي، وكمال الطويل، وبليغ حمدي، وسيد مكاوي، وفؤاد حلمي، والسنباطي من مناطق غنية بالانفعال في صوتها، كل هذا (كوم) ودورها في حياة الملحن محمد سلطان (كوم) آخر، نستطيع أن نقول بكل بساطة إن صوت (فايزة أحمد) قد اكتشف ملحنا جديدا سرعان ما أضيف إلى الكوكبة الكبيرة من الملحنيين الذين تعاونوا معها، فكان زواجهما فنيا أكثر من زوجيا، وقد استطاع أن يضئ في حياتها الفنية عمرا كاملا من التألق البديع في أغنيات كثيرة متنوعة).

فايزة اتصلت بكمال الطويل لتلحين الأغنية لكنه اقترح عليها محمد سلطان

هذا الأسبوع في باب (حواديت الأغاني) نتوقف عند واحدة من أرق الأغنيات  التى قدمتها (فايزة أحمد) في نهاية السبعينيات، والتى لها حكاية طريفة تستحق أن تُحكي، الأغنية هى (أحلى طريق في دنيتي) التى يقول مطلعها:

يا اللي الزمان بعتك ليَّ تملي الحياة حب عليَّ

لا قبل منك قابلني قلب أرق من قلبك ما الاقي

ولا بعد منك شغلني شئ في الدنيا عنك ولو ثواني

يا اللى بقيت فرحتي.. همستي.. دمعتي

أحلى طريق في دنيتي

عبد الحليم حافظ

هذه الأغنية كتبها الشاعر المتميز الراحل (محمد حمزه) ليشدو بها العندليب الأسمر(عبدالحليم حافظ)، ووجد فيها مطربنا الكبير حالة حب شديدة الرومانسية تحدث بالصدفة في مكان شديد الازدحام بين اثنين، فتخترق شرارة الحب قلبهما من أول نظرة، ويعيشان أجمل قصة حب، وفي البداية قرأها (حليم) وقام بتعديل بعض كلماتها ليكثف الحالة الرومانسية، وبعد التعديل أعطى الكلمات لصديقه الموسيقار (كمال الطويل) لتلحينها.

 وليس هذا فقط، فقد ظهر في برنامج (أوتوجراف) ومن شدة حبه للأغنية قرأ لـ (طارق حبيب) مذيع البرنامج الكلمات، لكن رحيل (عبدالحليم) حال دون ظهور الأغنية للنور، وبعد الرحيل تذكرت (فايزة أحمد) الأغنية فطلبتها من شاعرها (محمد حمزه)، الذي رحب بشدة ووجدها فرصة لمعاودة التعاون بين (فايزة والطويل).

الموسيقار كمال الطويل
ثنائي فني ناجح في كثير من الأغنيات

 وطلب منها الاتصال بالموسيقار (كمال الطويل) الذي رفض أن يتعاون مع (فايزة) ليس كرها في صوتها، بالعكس فقد كانت من الأصوات المحببة إلى قلبه، وسبق وتعاون معها من قبل في العديد من الأغنيات الناجحة مثل (ياما قلبي قالي لأ، وأنا اللي تنساني، و النار القايدة) وغيرها ولكن لأنه لا يحب يدخل على ثنائيات ناجحة، وهو يرى أنها ناجحة بقوة مع زميله الموسيقار(محمد سلطان)، وقال لها: (يا فايزة أنا لا أستطيع تلحين الأغنية لك لأنني بصراحة عندما بدأت في التلحين كانت صورة عبدالحليم وليس أحد غيره هى المسيطرة علي أثناء التلحين، وصعب جدا أن أعاود تلحين الأغنية لصوت آخر، وأنا شايف إنك ناجحة جدا مع (سلطان) وهو أحق مني في تلحين الأغنية وسيقدم لك لحنا جميلا!).

وسمعت (فايزة أحمد) الكلام واتصلت بالشاعر (محمد حمزه) وطلبت نسخة من الكلمات، وأعطتها لزوجها الملحن (محمد سلطان) الذي قدم لها واحدا من أنجح ألحانهما، رحم الله المطربة (فايزة أحمد) التى ستظل إحدى العلامات البارزة في تاريخ الغناء العربي الحديث هيهات أن يمحوها الزمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.