بقلم : سامر عوض
من الطبيعي أن يحصل تدافع لابتياع بطاقة دخول حفلة (هاني شاكر) على مسرح أوبرا دمشق، هذا نفسه ما حصل سنة 2008 حين أتت فيروز وأتمنى لهذا الشعب ألًا يتدافع بتدفق إلّا لمثل هذه الأسباب.
لم يغنّي سوري إلّا وطربت مصر، ولم يدق مصري على الدّف إلّا ورقص السوريون!
ربطت الفراعنة علاقات طيبة بأوغاريت، وصلاح الدين بإبراهيم باشا وعبد الناصر قبلهم وخلالهم وبعدهم.. كلها وشائج صلات لم تبخل أقلام المؤرخين للتصدي لها.
خرج من هذا النسيج من اكتشفته ست الكل، وأحبّه الجميع (هاني الشجاع) الذي كسر القيود التي تخنق شعبنا، جاء سوريا ليشهد لسيزيف (هذا الحجر ما أثقله!).
دمشق تفتح ذراعيها للجميع، بعد أن منعوها من ذلك لعقد من الزمن، لكنّ الياسمين الدّمشقي يزهر ولو في الخريف.
بعيدًا عن هذه الحفلة، أتمنّى لهذا الجو الذي يحرص المعنيون على بثّه أن يضحد مقولة عبد الوهاب (يولد الفن في حلب، ويترعرع في القاهرة، ويموت في دمشق!)؛ لأنّ مدينة الياسمين هذه تستحق أن تكون عروسًا للفرح كلّ حين رغم أنف الحاسدين والحاقدين من استطاع اليها سبيلا!
من يستكتر الفرح على الشعب السوري ولا سيما جمهور لا يجدر به الحزن بل الشفقة؛ لأن من مظاهر التخلف المزج بين السياسة والفن من جهة، وبين الإنسانية والموقف من جهة أخرى.
(شاكر) جاء مبشرًا بعودة كثر من الفنانين العرب المصريين وغير المصريين، ومهد لهم الطريق جميعًا.
لا يؤثر نباح الكلاب على صفاء السحاب ، لذا فإن سورية التي اكتشفت أصدقاء وأعداء لها سنة 2011، ها هى تجدد التحدي لمواجهة جرذان العفن الذي يطفو على السطح كل حين.
المهم بالأمر أن نفتح صفحة جديدة للحب، وندير الظهر لمن يكره نفسه من خلالنا؛ لأنه إذا كان للباطل جولة فللخير ألف جولة.