بقلم : بهاء الدين يوسف
عاد الممثل والمطرب (محمد رمضان) صاحب السبع صنايع ليثير الجدل للمرة المائة ربما بعد إعلانه تأجيل إطلاق ألبومه الجديد لمدة 3 أيام حدادا على رحيل (الملكة اليزابيث) ملكة بريطانيا العظمى.
كثيرون انتقدوا جهل (رمضان) وتعاطفه مع رحيل ملكة الدولة التي استعمرت مصر لمدة ناهزت 74 عاما وارتكبت خلالها عددا من المجازر بحق شعبها أشهرها (مذبحة دنشواي)، كما استنكر آخرون أن يبدي (رمضان تعاطفه) مع الشعب البريطاني على رحيل ملكته بينما لم يبد أي تعاطف مع شعوب عربية تعرضت ولا تزال تتعرض لمجازر شبه يومية في العراق وليبيا وسوريا، بل انه حتى لم يبد أي تعاطف علني مع ضحايا الحوادث أو الإرهاب في مصر التي يحظى فيها بنجومية ربما تفوق بكثير حجم موهبته.
وهناك في المقابل من رأى أن (رمضان) يملك ذكاء فطريا عرف كيف يستفيد من الحدث الذي يتابعه العالم بشكل عام والعرب بشكل خاص للترويج لألبومه الجديد الذي يمكن أن يكون تأجيله لسبب مختلف، أو حتى لو اضطر لتأجيل إطلاقه عدة أيام لكنه حصل في المقابل على ترويج مجانى كان يمكن أن يكلفه عشرات الملايين لو قام بحملة إعلانية لذلك الغرض، ويكفي أن مئات المواقع المصرية والعربية أسالت أطنانا من الحبر لنشر خبر حداد الفنان المصري على ملكة بريطانيا، كما تضمن الخبر اسم الألبوم وعدد الأغنيات التي يتضمنها وهكذا.
لا أشك للحظة في أن (رمضان) حزين أو حتى مهتم برحيل (إليزابيث الثانية) وربما حتى لم يسمع عنها قبل موتها بدليل أن إعلانه عن الحداد تم بشكل كوميدي حيث نشر صورة تم جمعه فيها عبر الفوتوشوب مع الملكة الراحلة وقال فيها (راضية يا اليزابيث؟!)، مضيفا (الملوك بتعمل خاطر لبعض!!).
تصرف (رمضان) يمكن أن ينظر له من زاويتين، الأولى: أنه تصرف ذكي استغل الحدث الذي يشغل العالم لعمل دعاية مجانية للعمل الذي يعتزم إطلاقه، وهنا يمكن تصنيف (رمضان) بأنه عبقري بمقاييس شركات الدعاية والإعلان حيث وفر على نفسه أو الشركة التي تنتج الألبوم عشرات الملايين من ميزانية الدعاية.
الزاوية الثانية: هى التي تحدث فيها بإسهاب عشرات النقاد والكتاب وحتى المحللين النفسيين أن ما فعله (رمضان) يعكس خللا سلوكيا وعقليا يمثل استمرارا لثقافة الجهل والبلطجة التي بات هو المسؤول الأول عن نشرها من خلال أعماله الفنية سواء التمثيلية أو الغنائية.
شخصيا: أعتقد ان رمضان هو خليط من الاثنين، فهو شخص ذكي أو فهلوي وهو تعبير دارج في الأوساط الشعبية لوصف أي صنايعي لا يجيد عمله لكنه يستطيع إقناع الزبائن بأنه قام بعمل لا يستطيع أن يقوم به غيره في الكرة الأرضية، وبمنطق الفهلوة عرف (رمضان) كيف يكسب قلوب عشرات الملايين في مختلف البلاد العربية، كما إنه في الوقت نفسه شخص سطحي استهلاكي يقدم فنا لا يملك مقومات الاستمرار أو ترك بصمة طويلة الأجل مثلما فعل الراحل (أحمد زكي) على سبيل المثال باعتبار أن رمضان يردد أنه امتداد له دون أن يدرك الفوارق الشاسعة فنيا بينهما.
أضيف إلى ما سبق اعتقادي من خلال تقييم تصرفات (رمضان) أنه شخص لا يهتم ولا ينظر إلا لنفسه، يعاني من تضخم ذاته الذي يدفعه للانتقاص من الجميع وإبراز أنه وحده فقط من يتربع على القمة، لا يتورع عن القيام بأي تصرف طالما أنه يجعله محور اهتمام وحديث الناس، فالعالم بالنسبة له هو (محمد رمضان) فقط مع جمهوره الذي يتواجد لتكملة الصورة فقط لا غير، واستشهد هنا بحادث انفجار بيروت قبل عامين حين نشر (نمبر وان) تعزية للشعب اللبناني على حسابه في انستغرام مصحوبا بصورة قديمة لشابة لبنانية ترفع لافتة مكتوب عليها (منحبك يا رمضان) دون أن يفكر للحظة في أن استخدام الصورة لا يناسب الحدث ويعكس استهتاره الشديد بمشاعر الأسى التي سيطرت على ملايين اللبنانيين وقتها، وهو الاستهتار الذي تبلور لاحقا بعدما قام باستغلال مكان الحادث في كليب أغنية له.