بقلم الإعلامية الكبيرة : هدى العجيمي
من ذكريات المخرج الفنان زكي طليمات بعد أن ترك الفرقة المسرحية قدم استقالته من كل شيء، يقول زكي طليمات: لولا هذه الاستقالة لما حققت شيئا من طموحاتي ولما أسهمت في نشر الحركة المسرحية في الدول العربية مثل تونس والامارات والكويت، وكان ذهابى إلى البلاد العربية وإنشاء الحركة المسرحية في كل البلاد العربية تأكيد لانطلاقة المسرح المصري خارج الحدود و اعتراف الدول بفضل مصر، وكانت رحلتي الأولي إلى تونس فوجدت شعب تونس شعبا عربيا عريقا تواقا لأن يعمل شيئا.
درست الحالة هناك فوجدت الجمهور متقدم عن الجمهور المصري ذلك بسبب تعودهم علي الفرق المسرحية الفرنسية التى تترددعليهم فى المواسم، وفي أول خمس شهور قضيتها في تونس عملت مسرح مدرسي نجح نجاحا كبيرا وطلبوا معهد تمثيل، لكنني وجدت نفس الأمراض التى كنا نشكو منها في المسرح المصري هى نفس العقبات هناك، وبعد خمس سنوات من الجهاد فى تونس رجعت إلى مصر وكلفت من وزارة الشئون الاجتماعية بعمل مسرح للفنون الشعبية فدرست الموضوع وهو أن اقدم مسرحا من الرقص والغناء وعمل استعراض، والفضل يرجع الي الكاتب الكبير يحي حقي الذي اختار موضوع لعرضه في أكبر عرض للفنون الشعبية.
وأنا ايضا كنت قد قرأت عن الفنون الشعبية قراءات كثيرة في ذلك الوقت فعملنا أوبريت غنائي راقص هو أوبريت (يا ليل ياعين) كان فكرة يحي حقى، وكان الأستاذ (حمد الرجيب بن عيسي الرجيب) الكويتي من تلاميذي فى معهد التمثيل في القاهرة وتخرج وعاد إلى بلاده وأصبح وكيلا لوزارة الشئون الاجتماعية في الكويت وأصبح له شان كبير هناك، وطلب مني الإسهام في إنشاء حركة مسرحية في الكويت، وكنت قد انفصلت عن زوجتي وتم طلاقنا فسافرت إلى الكويت عام 1961 وبدأنا في انشاء المسرح وكان الرجال يقومون بأدوار النساء في مسرح الكويت من أجل التقاليد.
واستمر الحال هكذا فقلت لهم إلى أن يحدث التطورفي المجتمع الكويتي عليكم الاستعانة بممثلات من الأقطار العربية الأخرى قالوا: (نجيب من مصر) فاستعانوا بـ (زوزو حمدي الحكيم) وفنانة ناشئة اسمها (جيهان رمزي) في المسرحيات المختلفة أمام الرجال، ووجدت أن شعب الكويت يحب التطور ويتطلع الي الأمل وهذا هو الجمهور الذي أريده، فهو الجمهور الذي يسبقنى في البحث عن التطوير، قمنا بتكوين فرقة من الشباب الكويتى وقام الأستاذ (حمد عيسي الرجيب) بتقديم كل التسهيلات مما يسر لي كل المجهودات .. والنجاح الحركة المسرحية.
واستمر عملي في الكويت من عام 1961 إلي عام 1971 أو 1972 إلى أن شرف الرئيس محمد أنور السادات الكويت وعقد اجتماع بينه وبين المصريين العاملين هناك وعرف الرئيس ما قمت به في الكويت فقال لي: (كفى هذا تعالي إلى مصر بلدك عاوزاك)، وسعدت جدا كأنني أعيش في الأحلام فعدت إلى مصر وفي مصركرمني الرئيس السادات ومنحني الدكتوراة الفخرية ووسام الاستحقاق، ولهذا حققت البلاد في عهده نهضة فنية واسعة النطاق وبعد هذه التجربة الكبيرة التي عشتها والأحداث التي مرت بي فأنا أنصح الشباب أن يحبوا فنهم، فالذي يحب يعطي وسوف ينال ثمرة جهده وعطائه وإن حب التمثيل هو الباب المؤدي إلى الرقي وإلى نهضة مسرحية تستحقها البلاد.