جمهور الأوبرا يهدي (الفخراني) أمس ليلة من (ألف ليلة وليلة)
كتب : محمد حبوشة
على ذات إيقاع الموسيقى وعلى نفس دقات المسرح الرهيب في كبريائه وجبروته الطاغي في ليلة من (ألف ليلة وليلة) التي جسدها الفنان القدير (يحيى الفخراني) مسرحيا تحت عنوان (ياما في الجراب ياحاوي)، استقبل جمهور الحاضرين بدار الأوبرا المصرية النجم الكبير باحتفاء كبير وتصفيق من الحضور استمر على مدار عشر دقائق، وذلك لحظة دخوله المسرح الصغير بالأوبرا حيث تكريمه بالاحتفالية التي بدأت بعزف السلام الوطني، والمقامة بعنوان (يحيا الفن .. يحيا المجد .. يحيا الفخراني)، وفي كلمة من النجم الكبير لجمهوره، قال الفخراني: (كل سنة وأنتوا طيبين وبخير، وبعد كل هذا الكلام مش عارف أقول إيه ما تيجوا خلاص نقفل، الأمر الذي أثار ضحكات الحضور).
وفي بداية الاحتفالية عرض فيلم وثائقي متضمنا مقتطفات من حياة الفنان الكبير الفنية يحمل مجموعة من أبرز مشاهده، كما عرض فيلم تسجيلي من إخراج الدكتور (أشرف أبو النجا) يتناول المشوار الفني للنجم الكبير وأهم أعماله والمحطات الفنية في حياته، وقامت بتقديم الاحتفالية التي حظيت بالحب والتقدير للفنان القدير، الإعلامية الكبيرة (شافكي المنيري)، والتى ألقت كلمة افتتاحية عن مشوار الفخرانى، وحرصت الكاتبة الدكتورة لميس جابر زوجة الفنان يحيي الفخراني وأحفاده على التواجد معه في ليلة تكريمه بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.
كما حضر عدد كبير من الفنانات والفنانين ولفيف من رجال السياسة والفكر والثقافة من بينهم وزير الخارجية السابق عمرو موسى، والدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، والدكتور أحمد زكي بدر، وزير التعليم الأسبق، و أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق والمفكر السياسي، الدكتور مصطفى الفقي والكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى للإعلام والمخرج عمر عبدالعزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، والدكتور مسعد فودة، نقيب السينمائيين، والدكتور أشرف زكي ، نقيب المهن التمثيلية، والمهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق والدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين والمخرج مجدي أبو عميرة والاعلامي حسن حامد، والناقد الأمير أباظة، والدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، والنجم السوري الكبير جمال سليمان، والفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، وسهير المرشدي وليلى علوي، بشرى، حنان مطاوع، نجلاء بدر، جومانة مراد وميرنا وليد، وغيرهم من رموز المجتمع.
وفي حديث ذو شجون عرج الفخراني في حديثه عن ذكرياته عن مسلسل (يتربى في عزو) الذي يعد أيقونة الكوميديا المصرية خلال الثلاثة عقود الماضية، وقام الفنان هشام عباس بغناء تتر مسلسل (يتربى في عزو)، وكذلك تحدث عن كواليس وذكريات مسلسل (زيزينيا)، ونوه الفخراني إلى فكرة اختياره للنجوم التي تعمل معه، وقال: أي ممثل كويس يعد إضافة لي، أنا لما اشتغلت في (أرض الأحلام) مع سيدة الشاشة فاتن حمامة سألتها عن اختيارها لي، وقالت: علشان أنا عايزة أعمل دوري كويس مش علشانك أنت على فكرة، وأضاف: لما يبقى ممثل قوي بيعطيك شحنة إيجابية عالية.
وقال الفخراني ردا علىى سؤال (شايف مصر ازاي دلوقتي؟): (أنا متفائل.. والخطوات سريعة واحنا في حتة أعلى وطبيعة شخصيتي متفائلة، وأضاف: الدنيا بتبان من العناوين وإن شاء الله تكمل بكل حاجة حلوة بتحصل).
وعلى هامش تكريمه بملتقى القاهرة للسينما والدراما العربية فى دار الأوبرا، قال الفخراني، إن الفنان القدير (صلاح السعدنى) صديقه المقرب، مقدما له رسالة خاصة قائلا: (أنت وحشتنى جدا، يلا تعالى نشتغل سوا، وربنا يديك الصحة)، وأضاف (الفخرانى) أن الراحل ممدوح عبد العليم يعد واحدا من أبنائى، وكان الأجدر أن يستكمل (ليالى الحلمية) بمفرده، لأنه قدم 4 أجزاء باحترافية شديدة، بالإضافة لارتباط الجمهور به.
وجدير بالذكر أن قد توافد أعداد كثيره من الجمهور لحضور الاحتفالية حيث كتب على الدعوة أنها عامة فى موعد الاحتفال فى السابعة والنصف مساء، وتفاجئ الجمهور أن أبواب الأوبرا قد أغلقت نظرا لاكتمال العدد فى المسرح الصغير بناء على كلام أفراد الأمن، وهذا أدى إلى استياء الكثير من الناس اللذين لم يتمكنوا من الدخول حيث لم يسمح لهم بالدخول، وحدث اشتباك بين أحد الصحفيات والصحفيين وبين أفراد الأمن الذى منعهم من الدخول وغيرهم، وهو ما يؤخذ على إدارة الأوبرا التي كان ينبغي أن تتوقع أعدادا غفيرة في تكريم واحد من أهم وأكبر وأصدق فناني مصر، والذي يحظى بجماهيرية طاغية، لذا كان ينبغي أن تقام الاحتفالية في المسرح الكبير لاستيعاب أحباء الفنان العظيم.
وفي هذا الصدد أعتب على دار الأوبرا المصرية جراء هذا التصرف الذي يتسم بعدم الحكمة في التعامل مع احتفالية تكريم لأحد الكبار من فنانينا وخاصة الفنان الكبير والقدير (يحيى الفخراني)، والذي كان ينبغي أن تفهم إدارة الأوبرا أن هذا (فنان بروح مصر)، والدليل أنه يملك معطيات الشخصية المصرية ويفهمها عن قرب، لذا نجد أنه الأقدرفي تجسيدها على الشاشة، فهو الصعيدي ابن الدقهلية الذي لم يسافر إلى الصعيد أبدا، وهو شيخ العرب همام، وهو جحا، وهو الملك لير، وكل أنماط الشخصية المصرية وغيرها التي يختزنها في كيانه ووجدانه ومخيلته، لذا فإن صح التعبير فيحيي الفخراني (فنان بروح مصر)، وهو ما كان ينبغي أن تفهمه إدارة الأوبرا وتتوقع أعدادا مهولة لحضور احتفاليته.
كما كان ينبغي أيضا أن تفهم إدارة الأوبرا أن فنانا بهذا الحجم يستحق الإعداد الجيد للاحتفاء به في ليلة من (ألف ليلة وليلة) على المسرح الكبير وليس الصغيركما حدث للأسف، لقد توافد الجمهور الغفير على احتفالية فنان تميز برحلة عظيمة في السينما والمسرح والدراما التليفزيونية، لم يدرك مسئولي الأوبرا أن هذا الرجل أحبه الجمهور كثيرا في (ليالي الحلمية) التي تعد رحلة صعود الفخراني إلى قمة العبقرية، فعبر عدة مسلسلات قام بأدوار مختلفة في التلفزيون، فتارة يكون الرجل المدلل المستهتر (حمادة عزو) الذي يعيش في حضن أمه، وتارة يكون (شيخ العرب همام) ذلك الرجل الأسطوري صاحب الشكيمة القوية، وتارة أخرى يكون المحامي البارع الذي كادت أن تنتهي حياته المهنية والذي كان مولعا بحفلات الأوبرا حتى يظهر نبوغه في قضية شهيرة.
وتبقى تحفته الفنية البديعة (الخواجة عبد القادر) واحدة من تابلوهات الدراما المصرية الراقية حتى أنه لايوجد في مصر سابقا أو حاليا أحدا كان يستطيع أن يؤدي هذا الدور كما أداه (الفخراني)، فهذا دور ينبغي أن تتوقف الدراما المصرية من أجله كي تؤدي له عظيم السلام والاحترام، لقد كانت شخصية (الخواجة عبد القادر) في المسلسل بالنسبة بمثابة لنا رسالة محبة سلام، استقبلها الجهور بقلب امتلأ بالرجاء، وكأنها رسالة من رب العالمين للجمهور المصري أراد المولى عز وجل أن يلهمها بعلم من لدنه لينتبه الناس، ولكن الناس سيظلون في غفلتهم يعمهون، فسلام عليك يا عبد القادر، سلام على قلبك المطمئن، سلام على نفسك الراضية، وسلام على العبقري يحيى الفخراني الذي كان كأنه عبد القادر، ذلك الخواجة الذي لم تفهم إدارة الأوبرا قدر حب جمهوره له في يوم تكريمه.