سؤال : أين ذهبت الصورة الغنائية التليفزيونية (نفرتيتي) لفايدة كامل وصلاح جاهين ؟
كتب : أحمد السماحي
المتابع لقناة (ماسبيرو زمان) لابد أن يصيبه العجب والدهشة، ففي الوقت الذي بدأ فيه التليفزيون في عام 1960، وقدم آلاف من المسلسلات والتمثيليات والسهرات الدرامية، نجد أنه لا يذيع ولا يعرض إلا حوالي 20 عملا تليفزيونيا، وما أن ينتهوا حتى يُعيد ويُكررعرضهم مرة أخرى، والكارثة أن معظم هذه المسلسلات العشرين قدمت في التسعينات، أي أن المسئولين عن (ماسبيرو زمان) لغوا حوالي 30 عاما باستثناء مسلسل من هنا في الستينات وآخر في السبعينات، وثالث في الثمانينات وكان الله بالسر عليم!.
وهذا طبعا راجع إلى إفلاس مكتبة التليفزيون حيث سُرقت معظم المسلسلات والبرامج، بدليل أن كبار مقدمي ومعدي برامج التليفزيون في الستينات طالبوا عشرات المرات بالبحث عن برامجهم التى قدموها في الستينات والسبعينات والثمانينات، وقد اكتشفوا أنها سرقت وتعرض في القنوات العربية التى تشبه قناة (ماسبيرو زمان)!
أما عن البرامج الغنائية فحدث ولا حرج فقدم منها التليفزيون الكثيرجدا، لأنه عند نشأة التليفزيون المصري تقدم مسئول باقتراح أن يقوم كبار المطربيين المصريين والعرب بتصوير أغنياتهم بطريقة سينمائية وعمل قصة لها أي تشبه أغنيات الفيديو كليب التى ظهرت بعد ذلك في التسعينات للتفريق بين الأغنية الإذاعية والتليفزيونية، كما قدم العديد من المخرجين والمطربين والمطربات برامج غنائية على غرار البرامج الغنائية التى كانت تقدمها الإذاعة في الخمسينات.
والدليل على صحة ما نقوله هذا التقرير الذي نشرته مجلة (الكواكب) في شهر إبريل عام 1964 عن صورة غنائية جديدة بعد النجاح الذي قدمته عشرات البرامج الغنائية السابقة، والصورة الجديدة بعنوان (نفرتيتي) كتبها الشاعر صلاح جاهين، وتلحين سليمان جميل، وغناء فايدة كامل، وجاء في التقرير ما يلي: (فايدة كامل وسليمان جميل يقدمان صورة غنائية في التليفزيون تعود فيها (نفرتيتي) إلى الحياة وتطوف في النيل على كل البلاد تغني لها، (فايدة) عوضها التليفزيون عن السينما التى لم تعمل فيها إلا 4 أفلام فقط.
وتضيف محررة التقرير (عائشة صالح): كان أحسن مكان أستطيع أن أعثر فيه على (فايدة كامل) هو منزل شقيقها سليمان جميل، فهي مشغولة بالتدريب على الصورة الغنائية التى لحنها أخوها وكتبها صلاح جاهين، ومن الباب كان الصوت يصل إلى يشدو قائلا:
النيل العملاق الجميل، فايت على البلدان نشوان ويميل
ينعس تحت النخيل، وينادي على أسوان بحنان
كليوباتره، كليوباتره، يا حمام رخام
وحدي جاي من قلب صحرا، وعطشان كلام
عطشان يا صبية، وأنا مية سلسبيل
ويفوت لابس لولي وياقوت
النيل أبوصولجان سلطان ويروح
لقصر وينوح ويبوح، بكلام ماقالوش إنسان ولا جان
نفرتيتي نفرتيتي يا بنت الأيه
وحدي جاي وسط البراري
وعطشان حياه، عطشان يا صبية
وأنا ميه سلسبيل
أسيوط أم النبق زغنطوط، ومنفلوط رمان حران
وهناك ملوي في الشباك، والنيل فايت غضبان، فيضان
نفرتيتي نفرتيتي، فينك من زمان
رحتي فين وفين مشيتي، ده أنا جاي لك عطشان
عطشان يا صبية، وأنا ميه سلسبيل
هذه الصورة الغنائية ستصور للتليفزيون، وتمثل (نفرتيتي) وقد بعثت من جديد، وبدأت تستعرض نهضتنا، وتسير في النيل تتوقف عند كل بلد، هذا وسيشترك في هذا العمل الفني حوالي 40 صوتا من فرقة الكورال، ومجموعة من راقصات البالية.
وتقول فايدة كامل: أنا سعيدة جدا بهذا العمل فقد كنت أتمنى أن أحقق الأغنية المتكاملة الغنية بعناصرها الموسيقية الشعبية وقد حققت أملي في الأغنية مع أخي الملحن (عبدالرحمن الخطيب) في أغنية (الكلمة الحلوة)، ومع الملحن الكبير (محمود الشريف) في أغنية (بيتنا والقمر)، وأحقق الصورة الغنائية الآن مع أخي (سليمان جميل) في (النيل أو نفرتيتي).
الطريف أن شاعرنا الكبير (بهاء جاهين) نجل شاعرنا العبقري (صلاح جاهين) عندما قام بجمع تراث والده وأرشفته بصورة جميلة، ونشره في مجلدات، وضع هذه الأغنية ضمن الأغنيات التي لم تغن، ويبدو أنه لا يعلم أنها تغنت وصورت أيضا للتليفزيون المصري!.