بهاء الدين محمد يفجر مفاجأة : هدى سلطان كانت ستغني (تتر) لن أعيش في جلباب أبي
كتب : أحمد السماحي
من المسلسلات التليفزيونية التى حققت نجاحا ساحقا أثناء عرضها، ومازالت تحقق نجاحا أثناء عرضها على الفضائيات مسلسل (لن أعيش في جلباب أبي) قصة الكاتب والروائي الكبير إحسان عبدالقدوس، سيناريو وحوار مصطفى محرم، وإخراج أحمد توفيق، وبطولة مجموعة كبيرة من النجوم منهم (نور الشريف، عبلة كاملة، عبدالرحمن أبوزهرة، ياسر جلال، ناهد رشدي، منال سلامه، حنان ترك، محمد رياض، سهير الباروني) وغيرهم، هذا المسلسل أعتبره بعض النقاد نقطة تحول في مسار الدراما التليفزيونية.
لهذا المسلسل كواليس كثيرة لا يعرفها الكثيريون، أولها: أن المنتجة (ناهد فريد شوقي) عندما طلبت من المبدع الراحل (مصطفى محرم) كتابة السيناريو والحوار لهذه القصة لم يتحمس لها كثيرا، ووجد أنها على الأكثر تصلح لأن تكون سهرة تليفزيونية، فالحدث الرئيسي محدود ويدور عن ابن رجل ثري يريد أن يسافر إلى أمريكا هربا من شهرة أبيه التى تلاحقه، وهو يريد أن يبني نفسه، ويصبح شخصية مستقلة لأنه لا يريد أن يعيش في جلباب أبيه.
وحاول (مصطفى محرم) وكما ذكر لي أن يعتذر للمنتجة (ناهد فريد شوقي) ولكنها أصرت عليه وأخبرته بأن لا أحد يستطيع أن يكتب هذا الموضوع غيره، وتراجع عن قراره بالرفض مجاملة لصديقه الفنان (فريد شوقي) فقد كان من أقرب الناس إليه، وخشى (محرم) أن يغضب منه لأنه خذل ابنته في أمر لجأت فيه إليه، وقامت (ناهد) بالتعاقد معه، وقام السيناريست البارع بكتابة المعالجة، وتم ترشيح مجموعة من النجوم لبطولة العمل كان أولهم (محمود عبدالعزيز) في دور (عبدالغفور البرعي) و(يسرا أو معالي زايد) في دور (فاطمة كشري)، أما الأبن البطل الحقيقي في القصة ومعالجتها فتم ترشيح (خالد النبوي)، و تم ترشيح (حسن حسني) لدور الحاج سردينه.
وبعد كتابة الحلقات الأولى اجتمع (محرم) مع (ناهد) ورئيس قطاع الإنتاج في التليفزيون وتم ترشيح (نور الشريف ومعالي زايد)، وأرسلت المنتجة القصة والمعالجة إلى النجم (نور الشريف) وبعد القراءة اتصل بـ (مصطفى محرم) واعتذر عن تأدية الدور، حيث يجد أن البطولة في المسلسل للإبن، والأب دوره ثانوي، فطلب منه التمهل حتى يكتب الحلقات الخمس الأولى، وبعد أن أرسل له الحلقات الأولى، رحب (نور الشريف) بالبطولة، وتحمس (ممدوح الليثي) بحسه الفني لهذا المسلسل، ووقف إلى جانبه بقوة، رغم وجود مسلسلات أخرى مهمة تصور لشهر رمضان مثل (نصف ربيع الآخر) و(من الذي لا يحب فاطمة).
وكان (الليثي) يجتمع مع فريق العمل الذي انضم إليه المخرج (أحمد توفيق) الذي رشح (عبلة كامل) لدور (فاطمة كشري)، و(محمد رياض) لدور الإبن، وبعد أن بالغ (حسن حسني) في أجره وقع الاختيار على الفنان القدير (عبدالرحمن أبوزهره).
بالمصادفة كنت أمس أتحدث مع صديقي الشاعر عبقري الكلمة، المجدد في قاموس الغناء (بهاء الدين محمد) ونحكي عن بعض كواليس أغنياته، ورأيه الحقيقي في كثير من الشعراء والملحنيين المسيطرين على الساحة، ويشرح لي الحالة الجنائية للمرحلة الغنائية الراهنة و(دور يا كلام على كيفك دور)، فإذا بنا نتكلم عن الموسيقار الراحل (حسن أبوالسعود) شريك النجاحات الأولى لمبدعنا الكبير (بهاء الدين محمد)، الذي تذكر أنه كتب له (تتر) مسلسل (لن أعيش في جلباب أبي) بطلب من مخرج المسلسل (أحمد توفيق) الذي كان متحمسا جدا لموهبة (بهاء) وأصر أن يفكر خارج الصندوق، ويأتي بأحد الشعراء الجدد بعيدا عن الشعراء المسيطرين على تترات المسلسلات.
وبالفعل كتب (بهاء) التتر، ولحنه الموسيقار (حسن أبوالسعود)، وتم ترشيح الفنانة الكبيرة (هدى سلطان) للغناء، لكن المسئولين بالتلفزيون رفضوا فكرة أن يستعين المخرج أحمد توفيق بشاعر خارج الصندوق مثل (بهاء الدين محمد) ، وأصروا أن يكتب (التتر) واحد من اثنين إما (سيد حجاب) أو (عبدالرحمن الأبنودي)، فرفض (أحمد توفيق) الاثنين، وحتى يخرج من هذه المشكلة بحكمة، ويعرض مسلسله في شهر رمضان في أمن وسلام، استغنى عن الكلمات التى كتبها (بهاء) واكتفى باللحن الذي وضعه بتميز واضح المبدع الراحل حسن أبوالسعود، الذي مازال واحد من أجمل التترات الموسيقية في تاريخ الدراما التليفزيونية.