نكشف مع (الإبياري) كواليس فيلم (الهوى والشباب) وسر اختفائه من السينما المصرية
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو (سيلفي) بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
قدمت ليلى مراد عبر مشوارها السينمائي القصير الذي بدأ عام 1938 بفيلم (يحيا الحب) وانتهى عام 1955 بفيلم (الحبيب المجهول) 27 فيلما غنائيا واستعراضيا مبهرا لم نشاهد مثلهم حتى الآن، ومن بين الـ 27 فيلما التى عرضت جميعا في الفضائيات، يوجد فيلمين لم نشاهدهما حتى الآن، الأول (شادية الوادي) الذي قدمته مع المطرب إبراهيم حموده عام 1947، والفيلم الثاني (الهوى والشباب) قصة وحوار أبوالسعود الأبياري، وإخراج نيازي مصطفى، بطولتها مع (أنور وجدي، حسن فايق، ستيفان روستي، فردوس محمد، محمود شكوكو، عزيز عثمان، محمد سليمان، محمد كمال المصري، سامية رشدي، ماري باي باي، رفيعة الشال، فتحية شاهين).
وقد عرض الفيلم في 5 يناير 1948 في سينما الكورسال، وهو مأخوذ عن قصة فيلم (البائعة الصغيرة) تمثيل (ماري فيكتور، وشارلز روجرز)، وقد ذكر دليل الأفلام للناقد (محمود قاسم) أن الحوار لمخرج الفيلم نيازي مصطفى، لكن الناقد والباحث السينمائي الراحل (محمد عبدالفتاح) أثبت من خلال مجلة (الصباح) التى كانت تصدر في الأربعينات أن القصة والحوار للكاتب العبقري (أبوالسعود الأبياري) الذي دافع عن الفيلم بعد الهجوم الذي شن عليه باعتباره كاتب القصة والحوار، ولم ينكر (نيازي مصطفى) هذا.
وقد كتبت مجلة (الصباح) أن (أنور وجدي) فرض نفسه على الفيلم، لكي يوافق على قبول (ليلى مراد) العمل في الفيلم، وهى سياسة حاول نجم الأربعينات الشهير اتباعها بعد زواجه من سندريلا السينما الغنائية، وقد هاجم أحد النقاد الفيلم وأكد أن به تهريج وإسفاف واغتصاب لضحكات الجمهور، وقال أن الفيلم من النوعية الكوميدية القائمة على سوء الفهم التى تؤدي إلى مواقف ضاحكة نابعة من الموقف المغلوط !
(شهريار النجوم) توجه بسؤال للمنتج والكاتب الكبير (أحمد الأبياري) عن سر اختفاء هذا الفيلم فقال ساخرا: فيلم (الهوى والشباب) إنتاج الفنانة (كوكا) التى أسست شركة إنتاج تحت اسم (رابحة)، وإخراج نيازى مصطفى زوج كوكا، وهو الفيلم الوحيد الذي أخرجه (نيازى لأنور وجدى) 1948، أما بالنسبة لسر اختفاء الفيلم فهو أنه اختفى مثل أفلام كثيرة اختفت ولا أحد يدري سر اختفائها ولا ماذا حدث لها للأسف الشديد؟!
بهذه المناسبة ينشر (شهريار النجوم) صورة من كواليس الفيلم تجمع بين أنور وجدي وليلى مراد وبينهما مخرج الفيلم نيازي مصطفى، كما ننشر صور أخرى من الفيلم.