بقلم : محمد حبوشة
لا يصل الممثل دفعة واحدة إلى مرحلة المعاناة الحقيقية للدور، بل يصل إليه من خلال العمل الدؤب والمحاولة المتكررة والاحتشاد الذهنى الطويل ومن الخطأ الاعتقاد بأن جهد الممثل مقصورا على المشاركة فى التدريبات مع الممثلين الآخرين، فهو مطالب فى الوقت ذاته بأن يواصل إعداد دوره على انفراد باحثا عن أنسب الأشكال والوسائل التعبيرية لكل جزء من أجزائه، وهو أيضا مطالب بأن يحول سيرة البطل إلى سيرة ذاتية وأن يتحسس الضرورة الكامنة وراء عبارة يقولها البطل أو تصرف يأتيه، وخلال التدريبات التى تجرى مع بقية الممثلين تحت اشراف المخرج يتبلور إحساس الممثل بالدور وتزداد معاناته عمقا ويكتسب أداؤه الايقاع المنسجم مع ايقاع العمل الدرامي وتتضح لديه بالتدريج الأشكال الفنية المناسبة للتعبير عن عالم بطله الداخلى ومن هنا كان تركيز ستانسلافسكى على أهمية التدريبات المتواصلة.
وضيفنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع الفنان القدير (يوسف فوزي) واحد من الممثلين الذين لديهم القدرة من خلال العمل الدؤب على الاحتشاد الذهنى الطويل، وفي ذات الوقت قادر على إعداد دوره على انفراد باحثا عن أنسب الأشكال والوسائل التعبيرية لكل جزء من أجزائه، وهو بحسب منهج (ستانسلافسكي) يستطيع أن يؤلف فى ضوء ما لديه من معطيات سيرة كاملة للشخصية التى يؤديها وأن يجعل فى ذهنه صورة حسية دقيقة لسائر ظروفها المرتبطة بما يجرى في العمل الدرامي ولو ارتباطا غير مباشر، وهذه مهمة صعبة ولكنها ممكنة إذا اكتملت فى الممثل شروط الاعداد المهنى بحيث يستخدم أدواته كممثل عبر كل أعضائه وفطرته ويركز على العمل ويعايشه فكريا وحدثيا وعاطفيا وبكل تلقائية وحركة طبيعية، أى أن يدمج روحه فى العرض الدرامي من أجل إرساء الفن الدرامى على القانون الطبيعيى والحقائق الإنسانية .
يؤدى دوره أداء جيدا
ومن خلال متابعتي لمسيرة الفنان الكبير يوسف فوزي أستطيع القول بأنه ليس بأقل من جندى يجب خضوعه لنظام صارم كأنه من حديد من خلال البحث عن لحظة الإبداع والإمساك بها متى وجدها مهمها تكون صغيرة وفى أى وقت حتى أنه قد يؤدى دوره أداء جيدا، وقد يؤديه أداءا رديئا، ولكن المهم أن يؤديه أداء صادقا؛ ومعنى أن يؤديه أداء صادقا أن يؤديه أداء صحيحا، ومنتظما، ومتماسكا، وأن يكون كل تفكيره وجهده وشعوره في الإمساك بجوهر الشخصية، ومن ثم يأتي تمثيله متقنا والدور الذى يؤديه؛ وهو ما يسمى بالحياة فى الدور، وليس مهمة الفنان أن يعرض الحياة الخارجية للشخصية التى يؤديها بل لابد أن يلائم بين حياته الانسانية وحياة ذلك الشخص الآخر .
يؤمن (يوسف فوزي) إن الهدف الأساسى الذى يهدف إليه فننا هو خلق الحياة الداخلية للروح الإنسانية والتعبير عنها بصورة فنية، ولكن التعبير عن حياة باطنية ولا شعورية دقيقة لابد أن تكون لك السيطرة التامة على جهازك الجسمانى والصوتى ولهذا فهو لا يستخدم القوالب الجاهزة التى تؤدى إلى الآلية، بل إن أى فعل على الشاشة لابد وأن يكون له ما يبرره داخليا ولا بد أن يكون فعلا منطقيا ومتصلا ببعضه اتصالات معقولة وواقعية، إن كلمة (لو) تعمل كرافعة تزج بنا إلى من عالم الواقع الى عالم الخيال؛ ولكى تحقق القرابة بين الممثل والشخص الذى يصوره على الممثل أن يضيف بعض التفاصيل الملموسة ، ومجرد أن ترسى هذه الصلة بين الممثل وبين حياته ودوره سوف نجد أن هذا الدافع أو الحافز الداخلى وإذا أضاف سلسلة من هذه الأغراض والأحداث الطارئة الناتجة من التجربة الشخصية والحياتية سيجد الممثل مثل (فوزي) أنه من اليسير أن يؤدى ما يمكن تكليفه بأدائه على الشاشة وعليه أن يقوم بدراسة دور كامل على هذا النحو لكى يحقق هذه التجربة .
ممثل فطن ويقظ
إن عين الممثل (يوسف فوزي) هى التى تنظر إلى الشئ وتراه تجذب انتباه المشاهد وتسطتيع بذلك أن تكون علامة تحدد للمتفرج ما ينبغى أن يراه وما يسعى إليه الممثل، أما العين الفارغة فعلى العكس تماما من ذلك فهى تشتت الانتباه المتفرج وتصرفه عن العمل الدرامي، ومن هنا يبدو (يوسف) ممثلا فطنا يقظا كما يتجلي ذلك من حركاته الانفعالية بالعين والرأس وسائر الجسد الذي كثيرا من صنع له أسوبا خاصا في الأداء، إن كل ممثل بصفته بشرا لا محيص من أن يكون عرضة للتوتر العضلى أمام الجمهور هذا التوتر الذى يحدث كلما ظهر أمام الجهور وهو يستطيع ما أن يتخلص من الضغط أو التقلص الذى يحس به فى ظهره وسرعان ما ينتقل إلى أكتافه ثم إلى أماكن أخرى متفرقة من جسده، وهو ما يبدو من طريقة تشنجه تارة وتارات أخري يرسم ضحكة مجلجة تحرض على الابتسام، كما هو كائن في أفلامه السينمائية التي تنتمي للكوميديا.
وبهذه الطريقة تصبح روح الشخصية التى يصورها مزيجا من العناصر الحية التى تتكون منها شخصيته هو، إن نوع الابداع الذى يؤمن به (يوسف فوزي) هو خلق وميلاد كائن جديد وهو شخص الممثل ممزوجا بالدور، إنها عملية تشبه ميلاد كائن بشرى جديد وإذا تتبعنا كل ما يحدث فى نفس (فوزي) خلال الفترة التى يعيشها فى دوره أقررنا بصحة ذلك؛ فكل صورة درامية وفنية يتم ابداعها من جانبه هى شيئ فريد من نوعه ولا يمكن أن يتكرر، وذلك ما يحدث فى الطبيعة سواء بسواء .
الممتع في الممثل المجتهد (يوسف فوزي)، هو قدرته على عرض وإضافة أفعال بشرية، وتوليد مشاعر إنسانية محددة وواقعية بالتأكيد (سلوك/ فعل)، بواسطة مهاراته الفنية، وضمن ظرف حياتي معطى، ولأنه من الممثلين الموهوبين فإنه يمتلك القدرة على فهم وخلق طبيعة بشرية حقيقية، وتوليد مشاعر وأحاسيس صادقة، وإعادة إنتاج شخصيات وأنماط إنسانية لا حدود لها، وهنا تبرز أهمية الجسد عنده، إن التعبير الانفعالي لدى (فوزي) هو اللغة غير الشعورية التي تحدث للإنسان، وخاصة عندما نراه يستعمل جسده للتعبير عن مشاعره، وما يجيش في نفسه، وهذه اللغة اللاشعورية تعبر (عن الجوانب الأكثر حقيقية من ذواتنا من مشاعرنا وانفعالنا وحاجاتنا واتجاهنا، وهذه اللغة الأكثر صعوبة بكتابتها لكنها الأكثر أهمية في العلاقات الشخصية المتبادلة بيننا، وهى لغة جديرة بالاهتمام على نحو خاص من جانب الممثلين والراقصين والميميين أو الممثلين بالاشارات mimits وغيرهم من الفنانين المؤدين.
عمل باستديو مصر
إن الممثل هو من يقوم بتنبيه المتلقي واستثارة حواسه وحالته النفسية، وانفعالاته من خلال ما يؤديه أمامه، وعلى هذا الأساس يتعلم (يوسف فوزي) من المتلقي وهو يقيس درجة الانفعال والإثارة التي أحدثها عند المتلقي، ويبقى الخطاب المونولوجي الذي يؤديه (فوزي) وهو يخاطب نفسه، يبين عن أمرين أولهما: مخاطبة الجمهور، وثانيهما: الاعتراف الصادق أمام النفس، وكل هذا الخطاب الموجه من الممثل إلى المتلقي تزيد من حالة التيقظ لما يدور على الشاشة، والعمل على ربط وتوثيق العلاقة بين الممثل والمتلقي، ومن خلال هذه العلاقة بين الممثل والمتلقي لابد أننا سنلحظ مبدأ أفق التوقع، إن أفق التوقع يقيس درجة انتباه المتلقي من عدمه، وربما يقيس مرة ثانية مدى الانزياح في أفق التوقع، وقد يتفق المتلقي مع الممثل وقد لا يلتقيان.
ولد الفنان (يوسف فوزي) بالقاهرة، والده مصري وكان يعمل مهندس صوت في (ستوديو مصر) في فترة الأربعينات ولكن والدته إنجليزية، أحب التمثيل منذ صغره ودرس في كلية التجارة جامعة القاهرة وتخرج منها بشهادة البكالوريوس، سافر إلى إنجلترا لكي يستكمل دراسته كما طلب منه والده ثم عاد بعد خمسة أعوام وعمل في قسم الصوت في (ستوديو مصر) مع والده، ثم التقى بأصدقاء الدراسة الفنان (حسين فهمي، المخرج علي بدرخان، أحمد يحيى) ومن هنا عاد إليه حلم التمثيل الذي رفضه والده في البداية، قرر يوسف أن يعمل في مجال التمثيل وساعدته والدته في ذلك لأنها كانت عاشقة للفن ودرست التمثيل في (معهد رادا) في إنجلترا، ومن ثم دخل إلى عالم التمثيل وقدم العديد من الأعمال الفنية المتنوعة والمتميزة، وكان بدأ بالفن منذ طفولته فلقد طلبه (أنور وجدي) ليشارك بعمل وهو طفل رضيع، إلا أن هذا الفيلم تم حرقه، وفي عمر الرابعة عشر كان (يوسف فوزي) يجيد السباحة والملاكمة والتنس أيضا.
(النمر الأسود) أبرز أعماله
وفي ما بعد عندما كان في الإعدادية عرض عليه زملاؤه، منهم المخرج أحمد يحيى، العمل بالفن لكن والده رفض ونصحه بالتركيز على دراسته أولا، أما مسيرته فقد بدأت من خلال الفيلم الإيطالي (سندباد وخليفة بغداد)، وعلى الرغم من بدايته في السينما العالمية إلا إنه لم يقدم أدوارا كبيرة في مصر، فشارك عادل إمام في فيلم (الغول وعنتر شايل سيفه وحتى لا يطير الدخان وأنا اللي قتلت الحنش وحنفي الأبهة وبوبوس)، ومع فريد شوقي (فتوة الناس الغلابة ووحوش الميناء والموظفون في الأرض ولا يا عنف) وقدم مع أحمد زكي شخصية الشاب الألماني في فيلم (النمر الأسود) وأثناء تصوير أحد المشاهد وهو يضرب احمد زكي، جاءت الضربة سريعة وقوية في الكلى فوقع أحمد زكي مغمى عليه وخرجت رغاوي بيضاء من فمه، فظن أنه توفي وخشي كثيرا عليه بالرغم من أن المشهد أعجب المخرج.
وكذلك شارك مع أحمد زكي في فيلم (المخطوفة والهروب وأيام السادات)، كما شاركه في آخر أفلامه (حليم)، وعلى مدار مسيرته الفنية الحافلة التي استمرت أكثر من 30 عام قدم خلالها أكثر من 150 عمل فني متنوع، حيث شارك في 1981 في فيلم (اللعبة القذرة)، تألق الفنان يوسف فوزي بعد مشاركته في الفيلم الشهير (النمر الأسود) أمام النجم الراحل أحمد زكي، فقدم أدوار متنوعة أمام كبار النجوم أمثال الفنان عادل إمام، الفنانة نادية الجندي وغيرهم، كما شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية ومن أبرزها مسلسل (أوبرا عايدة) مع الفنان القدير يحيى الفخراني، توالت أعماله الفنية حيث شارك في أفلام (حنفي الأبهة – عام 1990، الشطار- 1993، أمن دولة – 1999، أيام السادات – 2001، ظرف طارق – 2006، بوشكاش – 2008، عش الزوجية – 2012، سوء تفاهم – 2015.
وشارك يوسف فوزي في مسلسلات: (قاسم أمين – عام 2002، مشوار امرأة – 2004، لحظات حرجة – 2007، شاهد إثبات – 2010، آدم وجميلة – 2013، سرايا عابدين – 2014، أستاذ ورئيس قسم – 2015، كما شارك في مسرحية (الإسكافي ملكا) عام 2008.
شارك نادية الجندي أفلامها
وبالرغم من أن الفنان القدير (يوسف فوزي) لم يقدم أدوارا بطولية، إلا أنه كان يشارك بأدوار ثانوية في أعمال مهمة ويعتبر من الوجوه المعروفة في التمثيل، وأصبح ترند عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعد الفيديوهات التي ظهر فيها، وهو يعاني من مرض (الشلل الرعاش)، ويعلن إبتعاده عن الفن ورفضه العودة، وتصدر اسم الفنان القدير يوسف فوزي، تريند منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية؛ وذلك بعدما شاركت النجمة نادية الجندي جمهورها صورة قديمة تجمعها به، وطمأنته على حالته الصحية، وعلقت (الجندي) على صورتهما عبر فيسبوك، وقالت: (سعيدة أني أطمنت اليوم، على الفنان الجميل يوسف فوزي، والحمدلله إن صحته في تحسن، وإن شاء الله يبقي زى الفل ويرجع لفنه وجمهوره، في القريب العاجل فنان محترم وقدير)، وأضافت: (عملت معاه أجمل الأعمال وكان مثال الزميل الملتزم، والصديق المهتم بعمله وزملاؤه وذكرياتنا في أعمالنا لاتنسى فنان لايعوض بتمناله الشفاء العاجل من كل قلبي).
أشهر أقوال يوسف فوزي:
** منذ صغري وأنا أحب التمثيل وكان حسين فهمي ومصطفى فهمي والمخرجان علي بدرخان وأحمد يحيى، زملائي في الدراسة ونحن صغار في مدرسة كوبري الجلاء الخاصة.
** دخلت مجال التمثيل على يد المخرج العبقري الراحل (نيازي مصطفى)، الذي كان متحمسا لي جدا وكانت البداية في فيلم (المشاغبين في الجيش)، ثم عملت مع الأستاذ حسن الصيفي في فيلم (وحوش المينا) مع فاروق الفيشاوي والراحل الكبير فريد شوقي؟
** دائما وأبدا الدور الذي أقدمه هو الذي يسعى إلى فأنا أحب وأعشق التمثيل وأعمل بروح الهواية بكل صدق مع الورق وما التوفيق الا من عند الله.
** أنا أهتم بدوري وأحب أن أترك بصمة في العمل بأكمله وقد اختبرت أدوار البطولة في ستة أفلام تلفزيونية مع ياسين اسماعيل ياسين، أهمها (الماسات الخضراء) وشاركت فيها الراحلة ماجدة الخطيب وحسن مصطفى وسحر رامي ورشوان توفيق.
** كنت أحب السينما والتمثيل بشكل غريب، وكنت أتعجب أن الممثل يشتغل شغلانة بيحبها فتكون هواية ويأخد عليها فلوس عليها، وكنت مندهش من فكرة إنى أعيش بالتمثيل حياة ناس غريبة لا أعيشها فى الحقيقة، مرة ملك مرة وزير مرة غفير ومرة مجرم.
** ياسلام على (أحمد زكى) ممثل عجيب الشكل وموهبة خارقة، فيلمه (النمر الأسود) حقق نجاح كبير و عجبنى في أدواره الشريرة لأن شخصيته بتشغلك، بيتكلم ازاى وبيمشى ويتصرف ازاى.
** أنا نضجت أكتر بعد المرض وتقربت أكثر إلى الله ودائما أضع أمام عينى دعاء (ربنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ونسألك حسن الختام)، وأقدر المعنى ده جدا.
** (لن أعود للتمثيل مرة أخرى وهذا قرار اتخذته منذ إصابتى بمرض الشلل الرعاش، خاصة أن عمرى أصبح 75 عاما والعمر جرى بيا والسكينة سرقتنى، شغلانة الفن والتمثيل بتسرق العمر، لأن كل يوم تروح تؤدى شخصية معينة وترجع تنام وتصحى تجسد شخصية تانى، وفضلت طول عمرى كده لغاية لما العمر جرى ومحسيتش بيه، لكن الحمد لله رب العالمين على ما وصلت إليه).
** (أنا حاليا أقضى حياتى فى منزلى وأشاهد الأفلام والمسلسلات من خلال التليفزيون ومش بخرج إلا نادرا، وأصدقائى فى الوسط الفنى جميعهم لهم الخيرعليا فنيا وكلهم قريبين منى).
** وصيتى للجمهور بأنه عندما يرى فنانا يحبه على الشاشة، وقد رحل عن عالمنا، أن يقرأ له الفاتحة، لأن هؤلاء أفنوا حياتهم فى سبيل سعادتهم، وعملوا على حل مشكلاتهم من خلال تناول قضاياهم فى أعمال فنية، لذلك أوصيهم: (اللى يشوفنى على الشاشة وكان مبسوط منى، يبقى يقرا لى الفاتحة على روحى بعد ما أموت).
لم ينل المرض من قوته
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للفنان القدير (يوسف فوزي) والذي يمتلك الموهبة بالفطرة ويتسم أداؤه بالتلقائية الشديدة وله حضور متميز أمام كاميرات السينما والتلفزيون، فهو فنان حقيقي ومبدع ملتزم طوال حياته، ويمتاز بصفات يندر وجودها في زمننا هذا، وقد أكد موهبته على خشبة المسرح القومي من خلال أدائه لدور ملك الجان في مسرحية (الإسكافي ملكا)، لذا ستبقى صورته راسخة كفنان تغلب على خوفه من مواجهة الجماهير واستطاع فرض نفسه بوضعه الجديد، ولأنه كان أمينا وصادقا مع نفسه، فقد أعلن وبكل شجاعة أنه مصاب بمرض (الشلل الرعاش)، ولم ينل المرض من قوته ولم يقلل من شموخه، فقد جمع بين القوة والحكمة والرضا وعزة النفس والتصالح معها .. حيا الله الفنان القدير .. لكم كان قويا، عفويا وراسخ الايمان وكم كان ماهرا في التقاط وفهم الإشارات الربانية بشكل لا لبس فيه .. شفاه الله وعافه وأعاده لجمهوره المحب لأدائه العذب في الكوميديا والتراجيديا على حد سواء.