ممثلة قوية نجحت في لفت الأنظار إلى موهبتها منذ بداياتها الفنية
أتيح لها من خلال المسرح فرصة التعاون مع نخبة متميزة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جي.
نجحت في تجسيد أدوار الفلاحة والصعيدية بنفس كفاءة ومهارة أدوار المرأة الارستقراطية أو المرأة المثقفة المعاصرة.
بقلم الناقد المسرحي الكبير الدكتور : عمرو دوارة
الفنانة المبدعة (رجاء حسين) والتي رحلت عن عالمنا يوم الثلاثاء الموافق 9 أغسطس (2022) ممثلة قديرة ورائعة وسيدة مسرح من طراز فريد، وقبل كل هذا وذاك إنسانة عظيمة من أهم سماتها الإخلاص والوفاء والقدرة على العطاء، وأحمد الله أن منحني فرصة الاقتراب من عالمها الفني والمسرحي، فهي صديقة غالية جدا امتدت صداقتي بها منذ مايزيد عن ثلاثين عاما، وقد بدأت صداقتنا بإعجابي بها فنيا وترجمة ذلك بحرصي على مشاهدة جميع عروضها المسرحية وتناولها نقديا، ثم توثقت صداقتنا جدا مع بداية الألفية الجديدة، حينما شاركت في تكريمها مع نخبة من كبار المسرحيين بالدورة الثالثة لمهرجان المسرح العربي (الذي نظمته الجمعية المصرية لهواة المسرح وشرفت بتأسيسه ورئاسته) في مارس عام 2004، ثم أتيح لي مرة أخرى تكريمها بفعاليات الدورة السابعة عشر لمهرجان (مسرح الهواة) عام 2019 الذي تنظمه (الهيئة العامة لقصور الثقافة) وشرفت برئاستها، خلال السنوات بينهما شرفت بتكليفي عام 2016 من قبل (المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية) بإعداد الكتيب الخاص بتكريمها مع كتابة المادة العلمية والسيناريو الخاص بالفيلم الوثائقي الخاص بسيرتها الشخصية ومسيرتها الفنية، وهي بلا شك جديرة بكل تكريم.
وبداية لابد من الاعتراف بتقصيرنا الشديد جميعا أمام هذه الفنانة العملاقة صاحبة الموهبة المتفردة، وعدم استغلال وتوظيف موهبتها الكبيرة بالصورة الأمثل، قد يدهش القارئ إذا سجلت حقيقة مهمة وهى أن أدوار البطولة المطلقة لم تتح لها خلال مسيرتها الفنية إلا بعدد محدود جدا من الأعمال الفنية، ولكنها مع ذلك نجحت في أن تصبح البطلة المتوجة والنجمة بجميع أدوارها مهما صغرت مساحة دورها، لم تتصارع يوما للحصول على فرصة ولم يكتب لها أدوار بصفة خاصة ومع ذلك لم تخش منذ بداياتها من الوقوف أمام كبار عمالقة الفن، وذلك لأنها كانت تؤمن بموهبتها وقدراتها كما تؤمن بأهمية البطولات الجماعية، هى بالفعل عصب متوهج ووتر فني شداد تستطيع أن تتقمص مختلف الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وتؤدي أدوار الفلاحة والصعيدية بنفس كفاءة ومهارة أدوار المرأة الارستقراطية أو المرأة المثقفة المعاصرة، كما كانت تجيد التمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس درجة إجادتها للتمثيل باللهجة العامية.
ممثلة مبدعة وقامة وقيمة
فهي بكل أمانة ممثلة مبدعة وقامة وقيمة فنية سامية، ولا يمكن لأحد أن يختلف عن مكانتها الفنية بصفة عامة والمسرحية الرفيعة بصفة خاصة، فهي إحدى سيدات المسرح المصري اللاتي استطعن المشاركة في إثراء مسيرته بموهبتهن وثقافتهن وخبراتهن ودأبهن، جدير بالذكر أن أسمها طبقا لشهادة الميلاد: (عيشة رجاء حسين ذكي إسماعيل) وأنها من مواليد أول فبراير عام 1936 بكفر طحا بشبين القناطر بمحافظة القليوبية، وقد بدأت هوايتها للتمثيل من خلال المسرح المدرسي، وبالتحديد خلال فترة الدراسة الثانوية بمدرسة (طنطا الثانوية للبنات)، ثم قررت صقل موهبتها بالدراسة الأكاديمية فتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحيةعام 1959 ضمن دفعة ضمت مجموعة من الموهوبين الذين حققوا نجوميتهم بعد ذلك ومن بينهم: (عزت العلايلي، عايدة عبد العزيز، عبد الرحمن أبو زهرة، إبراهيم الشامي، عبد السلام محمد، والمخرج التلفزيوني أحمد توفيق، ومخرجي الإذاعة مصطفى الشريف وإسلام فارس). كانت بدايتها الفنية المبكرة بانضمامها إلى فرقة (المسرح الشعبي) عام 1957، ثم بفرقة (الريحاني) عام 1958، وذلك قبل أن تنضم إلى فرقتها وبيتها المحبب إليها (المسرح القومي) عام 1959، والذي قدمت من خلاله أجمل أدوارها.
عرفت الفنانة (رجاء حسين) طوال مسيرتها المسرحية بصدقها الفني ومهاراتها وقدراتها الأدائية في تجسيد عدد كبير من الشخصيات الدرامية المتنوعة، والتي قدمت أغلبها من خلال فرقتها الأم (فرقة المسرح القومي)، حيث شاركت ببطولة ثماني وعشرين مسرحية من أهمها المسرحيات التالية: (الناس إللي فوق، اللحظة الحرجة، عيلة الدوغري، بيت برنارد ألبا، السبنسة، مشهد من الجسر، كوبري الناموس، رحلة خارج السور، سكة السلامة، بير السلم، النار والزيتون، غبي في الفضاء، بداية ونهاية، المهاجر)، وجدير بالذكر أنها شاركت أيضا ببطولة خمسة عشر مسرحية بفرق أخرى لعل من أهمها (عسكر وحرامية، قسمتي، مولد وصاحبه غايب)، بفرقة (المسرح الكوميدي).
مكانة خاصة في قلوب الجمهور
ويحسب في رصيد هذه الفنانة القديرة مشاركتها بأداء بعض الأدوار الرئيسة في ثلاثة وثلاثين فيلما منذ عام 1960، من أهمها أفلامها مع المبدع يوسف شاهين مثل: (العصفور، عودة الابن الضال، حدوتة مصرية)، ومن أفلامها الهامة الأخرى: (أريد حلا، أفواه وأرانب، عائلة ميكي، نوارة)، وكذلك قدمت ما يزيد عن خمسة وسبعين عملا تلفزيونيا ومن أهمها: (أحلام الفتى الطائر – نعيمة، الشهد والدموع – إحسان، رحلة أبو العلا البشري، زيزنيا – أم العربي، عايزة أتجوز – الجدة). وكانت آخر مشاركاتها التليفزيونية والسينمائية عام 2017 وبالتالي فإن مسيرتها الفنية تزيد عن ستين عاما، ساهمت خلالها في تقديم مايقرب من ثلاثمائة عملا فنيا بمختلف القنوات الفنية (المسرح، السينما، الإذاعة، التليفزيون)، وقد استطاعت خلالها أن تلفت الأنظار إليها منذ مرحلة البدايات، وأن تحفر لنفسها خلاله مكانة خاصة في قلوب الجمهور بأدائها العبقري المتميز، خاصة وأنها تتميز بوجه مصري أصيل شرقي السمات، يمكننا بسهولة أن نلمح في تفاصيله الأصالة المصرية.
وبصفة عامة يتميز أداؤها بالصدق والطبيعية، خاصة بعدما أمدتها ثقافتها وخبراتها الطويلة بوعي وحساسية في تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، وبالتالي يمكن وصف أدائها بالسهل الممتنع، سواء في أدائها للأدوار باللغة العربية الفصحى بالنصوص العالمية المترجمة أو الأعمال التاريخية والدينية الجادة أو في أدائها للأدوار الاجتماعية الخفيفية التي تتسم بخفة الظل والقدرة على رسم الابتسامة أو تفجير الضحكات، وأداؤها بصفة عامة يتسم بالقدرة على ضبط المشاعر والتحكم في الانفعال، مع لمسة خفيفة من الأداء المسرحي الرصين، خاصة وقد ظل المسرح هو مجال عشقها الأول والأساسي الذي تستمتع بالوقوف على خشباته والتبتل في محرابه، ولذا فقد حرصت منذ أول مشاركاتها المسرحية على أداء تلك الأدوار الرئيسة التي تضيف إلى رصيدها وتضيف هي إليها، فاستطاعت أن تثبت وجودها وتضع لاسمها مكانة متميزة وسط سيدات المسرح العربي.
إجادتها للتمثيل الكوميدي
ويحسب للفنانة رجاء حسين – بخلاف ما سبق – إجادتها للتمثيل الكوميدي بنفس درجة إجادتها للتمثيل التراجيدي، ولعل أوضح الأمثلة على مهاراتها في الأداء الكوميدي مشاركتها ببطولة بعض العروض الكوميدية سواء بفرق مسارح الدولة أو ببعض الفرق الخاصة، ومن بين هذه العروض على سبيل المثال بمسارح الدول: (مقالب سكابان، عازب وثلاث عوانس، غبي في الفضاء، عسكر وحرامية، قسمتي)، وأيضا بالفرق الخاصة: (الصول والحرامي، نحن نشكر الظروف، إمبراطور يبحث عن وظيفة)، كذلك يحسب لها إجادتها وتميزها في تمثيل الأدوار العالمية باللغة العربية الفصحى بنفس درجة إجادتها لتمثيل أدوار بنت البلد باللهجة العامية الدارجة، ولذا فقد تميزت خلال مسيرتها المسرحية بأداء كثير من الأدوار المتنوعة لبعض نماذج الفتاة والمرأة المصرية من الطبقتين الشعبية والمتوسطة سواء بالمدينة أو القرية.
وبصفة عامة كانت أغلب أدوارها تجسيدا واقعيا لشخصية الفتاة أو المرأة المصرية الأصيلة، وذلك بخلاف تميزها ببعض السمات التي تجعلها تأسر القلوب بسرعة خاطفة، ولعل من أهمها قدرتها على التعبير عن مختلف المشاعر، وتوظيف مفرداتها الفنية المختلفة ومن بينها اللياقة الحركية مع التمتع بعذوبة الصوت ذو النبرات المتميزة، مع قدرتها على تقديم الأداء المعبر والتلوين النغمي الذي ينجح في شد انتباهنا ويمتعنا بصداه الجميل، مشاركاتها المسرحية: يجب التأكيد في البداية على أن المسيرة المسرحية للفنانة (رجاء حسين) مسيرة مشرفة فعلا بكل المقاييس، وذلك بالرغم من عدم حصولها على فرصة البطولة المطلقة إلا من خلال عدد قليل جدا من المسرحيات التي قد تعد على أصابع اليد الواحدة، ومع ذلك يحسب لها عدم مشاركتها إلا بأداء تلك الأدوار التي استطاعت من خلالها تأكيد موهبتها وقدراتها الفنية، وذلك لإيمانها بتلك المقولة الشهيرة: (ليس هناك دور كبير أو صغير، ولكن هناك فنان كبير وفنان صغير).
حرصها الشديد على تنوع أدوارها
كذلك يحسب لها حرصها الشديد طوال مشوارها المسرحي على تنوع أدوارها، ويستطيع الناقد المتخصص أن يرصد ويسجل لها مدى مهاراتها في أداء مختلف الأدوار، وعلى سبيل المثال استطاعت أن تجيد في أداء بعض الشخصيات الدرامية بالنصوص العالمية مثل أدوارها بمسرحيات: (مقالب سكابان، الضفادع، دون جوان، بيت برنارد ألبا، مشهد من الجسر، تاجر البندقية، دائرة الطباشير القوقازية، المهاجر)، كذلك أجادت في تشخيص عددا كبيرا من الشخصيات المحلية ومن بينها أدوارها في مسرحيات سعد الدين وهبة: (المحروسة، كفر البطيخ، كوبري الناموس، سكة السلامة)، ومسرحيات نعمان عاشور: (عيلة الدوغري، مولد وصاحبه غايب)، وألفريد فرج: (النار والزيتون)، ومسرحية رشاد رشدي: (رحلة خارج السور)، ويوسف إدريس: (الفرافير)، ورائعة نجيب محفوظ: (بداية ونهاية).
وفيما يلي رصد وتصنيف أعمالها طبقا لاختلاف الفرق مع مراعاة التتابع الزمني، فرقة (المسرح الشعبي): (وراء الأفق، صلاح الدين الأيوبي، شعب الله المختار – (1957 ، فرقة المسرح القومي: (مقالب سكابان – 1955)، الناس إللي فوق – (1958، العشرة الطيبة، بيت من زجاج، صنف الحريم، عودة الشباب – 1959)، اللحظة الحرجة، في بيتنا رجل – 1960)، المحروسة، دون جوان – 1961)، كفر البطيخ، عيلة الدوغري، بيت برنارد ألبا، السبنسة – 1962)، مشهد من الجسر، تاجر البندقية، كوبري الناموس – 1963)، رحلة خارج السور، الفرافير – 1964)، سكة السلامة – 1965، بير السلم – 1966)، كوابيس في الكواليس – 1967)، دائرة الطباشير القوقازية – 1986)، النار والزيتون، حجة الوداع – 1970)، غبي في الفضاء – (1972 النسر الأحمر – 1975)، بداية ونهاية – 1976)، المهاجر – (1981.
فرقة مسرح الجيب: (الضفادع – 1965)، عازب وثلاث عوانس -(1972، بفرقة المسرح الكوميدي: (عسكر وحرامية – 1966)، قسمتي – 1982)، مولد وصاحبه غايب – الكوميدي 1985)، بفرق أخرى لمسارح الدولة: (الحرب والسلام – وزارة الثقافة 1974)، حفلة طلاق – الحديث 1977)، إمبراطور يبحث عن وظيفة – التلفزيون 1989)، والأداء الصوتي بمسرحية الرحلة العجيبة – القاهرة للعرائس 1999)، بفرق القطاع الخاص: (يا مالك قلبي بالمعروف – المدبوليزم 1979)، باي باي كمبورة – الفنانين المصرييين 1980)، نحن نشكر الظروف – مصر المسرحية – 1987، الصول والحرامي النيل – 1987)، وذلك بالإضافة إلى بعض المسرحيات المصورة التي أنتجت خصيصا للعرض التليفزيوني ومن بينها: (العريس – (1985، العصمة في إيد حماتي – 1995)، جحا وبنورة.
مع نخبة متميزة من المخرجين
وقد أتيح لها من خلال الأعمال المسرحية السابقة فرصة التعاون مع نخبة متميزة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل من بينهم الأساتذة: (زكي طليمات، فتوح نشاطي، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، حمدي غيث، كمال يس، نور الدمرداش، كمال حسين، سعيد أبو بكر، سعد أردش، د.كمال عيد، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، حسن عبد السلام، السيد راضي، أحمد زكي، سمير العصفوري، عبد الغفار عودة، د.هاني مطاوع، زغلول الصيفي، محمد صبحي، رشاد عثمان، د.عوض محمد عوض، فتحي الحكيم، نبيل أمين). ويطيب لي تسجيل ملاحظة هامة في صدد الحديث عن مشاركاتها المسرحية وهى أن تلك الشخصيات الدرامية التي أجادت في أدائها قد ارتبطت في الأذهان والوجدان بتجسيدها لها، حتى حفظ النقاد والجمهور على السواء اسم كل شخصية، وهذا وحده دليل كبير على النجاح والتوفيق، فهي على سبيل المثال: (عائشة) الأخت الصغرى بعيلة الدوغري، (سامية) بمسرحية في بيتنا رجل، (كريمة) زوجة رشوان بالسبنسة، (نادية) بالمحروسة، (أفندية – مطلقة خميس) بكوبري الناموس، (إلهام) الزوجة الخائنة في سكة السلامة، (زوجة الفرفور) بالفرافير، (محاسن) في رحلة خارج السور، (ناتالي) في النار والزيتون، (نفيسة) ببداية ونهاية (1976)، (شربات) في قسمتي، (ميمي) الموظفة ذات النفوذ بعسكر وحرامية، (جيسيكا) ابنة شايلوك بتاجر البندقية، (كاترين) في مشهد على الجسر، (مارتيريو) في بيت برنارد ألبا، (ماريا) في المهاجر.
ومشهود لها برصيدها المسرحي مشاركتها البطولة من خلال المسرحيات التي سبق ذكرها لنخبة من كبار نجوم المسرح في مقدمتهم الأساتذة: (أمينة رزق، سميحة أيوب، حسن البارودي، شفيق نو الدين، توفيق الدقن، محمود عزمي، عايدة عبد العزيز، سهير البابلي، عبد المنعم إبراهيم، محمود الحديني، ملك الجمل، أحمد الجزيري، عبد السلام محمد، عبد الرحمن أبو زهرة، أشرف عبد الغفور، سميرة عبد العزيز، سهير المرشدي، إبراهيم الشامي، وبالفرق الأخرى: عباس فارس، فريد شوقي، فؤاد المهندس، إحسان القلعاوي، عبد الحفيظ التطاوي، آمال رمزي.
التكريم والجوائز:
كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية للفنانة القديرة (رجاء حسين بحصولها على العديد من الجوائز والدروع وبعض مظاهر التكريم ومن أهمها: (جائزة أحسن ممثلة دور ثانى عن فيلم (أريد حلا – عام 1975)، جائزة النقاد لأفضل ممثلة عن دورها فى (عودة الابن الضال – 1976)، جائزة أحسن ممثلة دور ثانى عن فيلم (أفواه وأرانب – عام 1977، جائزة المهرجان والنقاد لأفضل ممثلة عن دورها فى (حدوتة مصرية – 1982)، تكريم مهرجان المسرح العربي (الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح) بدورته الثالثة مارس – 2004، تكريم بالدورة الثانية والعشرين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي – 2010 عن مجمل أعمالها المسرحية، وكذلك بالدورة السابعة والعشرين عام -2020 .
تكريم الأمهات المثاليات بمناسبة (عيد الأم)، وذلك على هامش الدورة الثالثة لمهرجان (الأقصر للسينما الأفريقية – 2014 (مع المخرجة/ إنعام محمد علي، تكريم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية – 2016 بمنحها درع وزارة الثقافة وإعداد كتيب وفيلم تسجيلي عن مسيرتها الفنية – تكريم قطاع الإنتاج الثقافى برئاسة الفنان/ خالد جلال لأمهات الدراما المصرية فى عيد الأم 21 مارس عام 2016، ومن بينهن الفنانة القديرة/ عايدة عبد العزيز.
بفعاليات الدورة السابعة عشر لمهرجان (مسرح الهواة – 2019)، الذي تنظمه (الهيئة العامة لقصور الثقافة)، وذلك بخلاف تكريمها بعدد من المهرجانات المسرحية والسينمائية ببعض الأقطار العربية الشقيقة.
حقا إن هذه الفنانة الكبيرة ظلت جديرة بكل التكريم في حياتها كما أصبحت بعد رحيلها جديرة أيضا بتكريم اسمها وإحياء ذكراها، فهي نموذج مشرف يجب أن يحتذى من الأجيال التالية، خاصة وأنها تعد نموذجا عمليا لأهمية صقل الموهبة بالدراسة وكذلك لإمكانية تحقيق الفنانات للنجاح والتألق مع التزامهن الكامل في السلوكيات.
ومما سبق يتضح مدى أهمية المسيرة الفنية للفنانة الكبيرة (رجاء حسين)، والتي يمكن وصفها بأنها مسيرة عطرة ومثمرة ومثال جيد ورائع للجودة والعطاء، ولا يسعني في النهاية إلا أن أدعو الله لها بالرحمة والمغفرة وأن يسكنها جنة الخلد جزاء إخلاصها في حياتها الشخصية وفي عملها، الذي اجتهدت فيه كثيرا لتحقيق تلك المكانة الفنية المتميزة، خاصة وقد لمست وشاهدت عن قرب مدى اهتمامها وعشقها للفن، ومدى احتفاظها بروح الهواية الصادقة.