بقلم : سامر عوض
تابع البعض ورشة عمل نظمها وحضرها رئيس الوزراء والوزراء المعنيين وذلك في دمشق الأسبوع الماضي، حول واقع الدراما حيث تتالى على الحديث الكثير من الفنانين بمختلف مشاربهم، ظهرت الكاريزما والعمق بفراس إبراهيم، واللفتة النبيهة بعباس النوري، والسطحي محمد قنوع وغيرهم.
نجم مثل هذه اللقاءات هو السيد (محمد قبنض) الذي يعد نفسه من رواد الدراما السورية وأحد مداميكها، الذي يعرفه الناس كعضو في مجلس الشعب (نائب الجاهلين كما سمى نفسه) كشخصية هزلية مثيرة للغرابة والريب.
لا أعرف إن كان من الحكمة أن يكون شخص جاهل بلا مشروع أو نهج، هو عراب الدراما السورية في مثل هذا الظرف التاريخي الحساس بمثل هذه الظروف، قد يكون السبب فراغ الساحة أو تفريغها، ليملء الفراغ فراغًا آخر. لا أعرف إن كان وجود مثل هذه النوعية من الأشخاص كصاحب قرار في قضية جوهرية كهذه.
الدراما تصنع مجتمع وهى بحاجة لمنظومة إنتاجية، فأي مجتمع هذا الذي سيسهم إنتاجه شخص يدمر مجتمع؛ لأنه يحمل حفنة من النقود والنفوذ.
إقصاء هكذا حالات غير متاح وإصلاحها شبه مستحيل، لذا ليس من الممكن معالجة هكذا تقهقرات، إلا عن طريق طرد العملة الجيدة لتلك القذرة.
لا أعرف الرجل وأحترم عصاميته والجهل ليس عيبا، لكن العيب الحقيقي هو أن يٌسمح ويرخص لشخص عاجز ثقافيًا أن يضع يده على تلافيف مقود بهذه الحساسية.
عندما أسمع (فراس إبراهيم وقبنض) كمنتجين أشعر بالحيرة والحسرة؛ لأن ليس بالمال وحده يحيا الإنسان، ومن باب أولى الأوطان، والجهة المسؤولة عن وجود (قبنض)، تتحمل عبء عدم الرقابة والارتقاء بالواقع.
قال لي الأستاذ (زهير رمضان) أن ذلك ليس مسؤولية النقابة، لكن باختصار فإن سوريا نبع الحضارات ستعود للمربع الأول بهذه الذهنية الساذجة التعيسة.
أتمنى لقبنض التوفيق بالخير والحق والجمال، وأن يكون شخص ناضج، وأن تعج الساحة الإنتاجية بأشخاص لديهم فكر وقدر من المعرفة.