تعرف على الأغنية التى أخطأت فيها (أم كلثوم) فصرخ مؤلفها من الإعجاب !
كتب : أحمد السماحي
كان الرئيس (جمال عبدالناصر) يرى أن الفن الصحيح يخدم المجتمع ويعلي من شأنه، وبالرغم من مشاغله الكثيرة كان متابعا جيدا للحركة الفنية في مصر وخارجها، وأدرك قيمة الفن واستخدمه للوصول إلى المواطنين وتمرير قراراته السياسية ورفع الروح المعنوية والانتماء إلى الدولة وحاكمها، فعندما أراد (عبد الناصر) رفع أسهم الجيش المصري لدى المواطنين اقترح على الفنان الكوميدي الراحل (إسماعيل ياسين) نظرا لحب الشعب له القيام بسلسلة من الأفلام الكوميدية عن الجيش عام 1955.
ولم تكن السينما البوابة الفنية الوحيدة التي استخدمها (عبد الناصر)، بل استخدم الطرب أيضا، فكانت (أم كلثوم وعبدالحليم حافظ) جناحيه اللذين طار بهما إلى الجمهور العريض وسخرهما لخدمة الثورة والتغني بأهدافها، ومن أهم الأغنيات التى قدمتها (أم كلثوم) أغنيتها (منصورة يا ثورة الأحرار) في عيد الثورة السادس التى تتحدث فيها عن ثورة العراق وتحيي الزعيم الخالد، وراء هذه الأغنية التى كتبها الشاعر الصوفي عبدالفتاح مصطفي الذي كان يتعاون لأول مرة مع أم كلثوم قصة، تعالوا بنا نعود إلى عام 1958 ونفتح مجلة (الكواكب) لنعرف منها هذه القصة:
والحكاية تقول أن (محمد حسن الشجاعي) مراقب الموسيقى والغناء اتصل بالشاعر (عبدالفتاح مصطفى) وطلب منه أغنية جديدة لثورة 23 يوليو، دون أن يصرح له باسم من سيغني الأغنية، فكتب عبدالفتاح مصطفى أغنية (منصورة يا ثورة الأحرار) وقدمها للشجاعي، وهو لا يعرف من سيغنيها وتركها ورجع إلى منزله.
ومرت أيام، وذات ليلة اتصلت به أم كلثوم وكان اتصالها مفاجأة للشاعر الشاب خاصة أنها لم تتعاون معه من قبل أو تتصل به، فقال لها : أهلا وسهلا
يا ست الكل، والله الزمن يظهر ضحك لنا!، فقالت له أم كلثوم مداعبة: ليه يا عبدالفتاح ما هوبيضحكلك من زمان، وفي هذه المكالمة عرف أن الست هى التى ستغني أغنيته (منصورة يا ثورة الأحرار)، وقبل أن تنهي مكالمتها طلبت منها أن يقوم بتغيير بعض الكلمات في الأغنية.
وبالفعل قام بالتغيير المطلوب وبدأ رياض السنباطي في تلحين الأغنية واستعدت أم كلثوم للتسجيل ثم حدثت انتفاضة شعب العراق، وكانت (أم كلثوم والسنباطي) قد انتهيا تماما من إتمام الأغنية وتحدد موعد التسجيل فألغت أم كلثوم الموعد، وطلبت من زوجة (عبدالفتاح مصطفى) أن يتصل بها فورا.
وقد كان، فطلبت منه تغييرا آخر بمناسبة ثورة شعب العراق فكتب عبدالفتاح مصطفي يقول :(وحدتنا ويمنها سعيد بتهني بغداد بالعيد / كام أعيادنا وكام
أمجادنا، وصفوف الأحرار بتزيد)، وكتب في منتصف الأغنية (وأدي بغداد ليلها بقى نهار) وعندما كانت أم كلثوم تسجل الأغنية بعد كل التعديلات أخطأت في كلمة ووضعت كلمة بدلا منها، ونظرا لدوران التسجيل
واندماجها في الغناء لم تشعر أنها أخطأت، ولم تتوقف عن الغناء حتى انتهت من التسجيل.
وبعد التسجيل صاح عبدالفتاح مصطفى قائلا وهو واقفا مع مهندس الصوت والموسيقار رياض السنباطي في حجرة الأستديو: (يا سلام يا ست ايه الإحساس الهايل ده، تعرفي أن الكلمة اللي قولتيها أوقع ألف مرة من الكلمة اللي أنا كاتبها)! فضحكت أم كلثوم وقالت له: كلمة إيه فقال لها أنه كتب يقول (من يوليو ليوليو أنوار، منصورة يا ثورة الأحرار)، فتم استبدال كلمة (أنوار) بكلمة (أنصار)، فضحكت (الست) وقالت له: يعني تعدي؟! فقال لها طبعا تعدي، وحتى الآن تذاع هذه الأغنية وهى تحمل هذا الخطأ الذي لم يعد خطأ!.