بقلم : علي عبد الرحمن
تعد صناعة الأخبار وجمعها وتوزيعها أحد أهم مهارات الإعلام في العالم أجمع، كما تعد الأخبار مادة جاذبه لملايين المشاهدين، ومن ثم ظهرت قنوات الأخبار ومحطاتها من كل دول العالم الكبري، ونظرا لاهمية المنطقه العربيه عالميا فقد انتشرت نسخا عربيا من قنوات الأخبار مثل BBC، france 24 والحرة، وروسيا اليوم، وcctv الصينيه، وDw الألمانيه، وCNN، وسكاي نيوز، والجزيرة.
هذه القنوات المؤثرة عالميا في توزيع الأخبار والمساهمه في توجيه وتشكيل الرأي العام، ورغم ثقل حجم مصر إقليميا، ورغم سبقها إعلاميا، ورغم كوادرها المتخصصة في شتي مجالات الإعلام، ورغم تاريخ انطلاق إذاعتها عام 1934، وتليفزيونها عام 1960، ورغم أن العرب كانوا يسألون محلات بيع الراديو قديما قائلين: (عايز أشتري راديو بيجيب صوت العرب) تلك الإذاعه التي ارتبطت بها أسماع أهل لغة الضاد قاطبة، ويبدوا أن كل هذه المميزات لم تشفع للإعلام المصري في تقصيره وإختفائه من عالم الأخبار، فلم ينافس (الجزيرة) قناة قطر الإخبارية، ولا (سكاي نيوز) النسخه العربيه الإماراتيه، (ولا العربيه والحدث) السعوديتين، والسبب مجهول رغم كل المحاولات المضنية لتقديم خدمة إخباريه مصرية منذ محاولات تطوير نشرة التاسعه، ثم إطلاق قناة النيل للأخبار ومحاولة تطويرها مرتين، ومحاولة الخدمة الإخباريه في قناة النيل الدوليه، واطلاق مركز أخبار مصر، ثم إطلاق راديو مصر الذي يقدم خدمة إخباريه متواصلة.
وأمام هذه المحاولات الرسمية التي لم تفرز كيانا تنافسيا يلائم قامة مصر وقامتها، دخل القطاع الخاص السباق عله يفعل ما عجز عنه الإعلام الرسمي، فجاءت Extra News،وOnNews، ولم تشفيا غليل المشاهد المصري فعاد يبحث عن الأخبار في قنوات الدنيا حتي يمن الله علينا بمصدر إخباري موثوق فيه وينافس ويسد لهف المصريين علي مشاهدة أخبار الدنيا.
ولما كانت مصر دولة مؤثرة إقليميا ودوليا، ولما كانت مركزا لصناعة القرار، ولما كانت رائده في إعلامها، ولما كانت زاخرة بكوادرها، ولما كانت في حاجة لقناة أخبار جيدة، ولما كانت لم تبخل إنفاقا علي تطوير صناعة الأخبار ولا على إطلاق قنواتها الإخبارية، حيث تكلفة (قناة النيل للأخبار) إطلاقا وتطويرا مايربو علي 32 مليون جنيه، وتطوير الخدمه الاخباريه في النيل الدوليه 5 ملايين جنيه، وإطلاق مركز أخبار مصر 8 مليون جنيه، وإطلاق راديو مصر ٤ملايين جنيه، وتطوير استديوهات وتدريب كوادر وشراء معدات وتعاقدات مع وكالات الأنباء والمراسلين مايفوق الـ 20 مليون جنيه، أضف إلي ذلك 120 مليون جنيه نفقات إطلاق ؤcbc extra، وتكلفة محاولات on ، ورغم كل ذلك مازلنا نستقي أخبارنا من حولنا
من قنوات دوليه وإقليميه!.
ويبدو أن الحل عند (جهينه) التي عندها الخبر اليقين كما تقولت العرب قديما، وأصبح حديث الأخبار شعارا نردده كلما أردنا ان نطلق شعارا يخفي ورائه خيبة أمل لامبرر لها، وسمعنا مرارا عن إطلاق خدمات إخباريه مصرية تارة قناة (مصر الإخبارية)، وأخري قناة دولية للأخبار، وتارة قناة (الحدث) للأخبار، وأيضا نسمع عن تبادل خبرات إخباريه مع الـ BBC، أو مع أشقائنا
في دبي و أبو ظبي، رغم أننا أهل صناعة الأخبار وخاصته، ورغم أننا ننفق إعلاميا مايوازي إنفاق العالم أجمع، ورغم وجود هذه القنوات الرسميه والخاصة، ورغم وجود قطاع حكومي للأخبار، ورغم أننا نادينا مرارا بضرورة وجود خدمة إخباريه مصريه رائدة، ورغم حاجتنا الي مركز إخباري وقناة أخبار لمصر وعالمها العربي وللأزهر وعالمه الإسلامي إلا أننا فوجئنا باعلان الشركه المتحدة (أم الإعلام وحاضنته)عن إطلاق
قطاع خبار خاص بها تكون مسئوليته إطلاق القنوات والخدمات الإخباريه المصريه؟.
وبالرغم من رعاية وتوجيه (الشركه المتحدة) لكل وسائل إعلامنا الرسمية والخاصة، وأنها بإمكانها ضم قنوات ومحطات الأخبار كلها في كيان حديث مطور تنافسي، يستطيع بهياكله وكوادره ومعداته وخبراته أن يصل إلي الهدف المصري المنشود في عالم الاخبار وقنواته، إلا أن ذلك لم يحدث وكأنما
تم ترك هذا الإرث للزوال، ودار الحديث حول بروتوكولات لتبادل الخبرات مع أشقائنا العرب الذين ذهبنا إليهم قديما لنشر ثقافة البث عندهم وتدريب كوادرهم، ولكن سبقونا في الانتاج والمنوعات والدراما والوثائقيات والأخبار وصناعة الأحداث ومدن الإنتاح ومناطق التصوير المفتوحو، وأشياء كثيرة في فنون ومهارات الميديا.
فهل يعقل هذا؟!، وهل يصح تعدد القطاعات والقنوات ذات
الصلة بالأخبار؟، وماهو موقف القنوات الإخباريه القائمه وقطاع الأخبار في ظل هذا القطاع الجديد والقنوات الجديدة، ولماذا نهمل ماسبق وأن أنجزناه ونعيد المحاولات من الصفر، رغم أن صناعة الأخبار نصفها أرشيف وذاكرة ونصفها أخبار وتحليلات.
ولما تعاونت (المتحدة) مع (ماسبيرو) في التراث وإطلاق منصتها (واتش إت)، وتعاونت في البث الرياضي، وتعاونت في
التسويق الإعلاني، وتعاونت في نقل الأحداث الكبري، ولما جاء وقت التعاون الإخباري أغمضت عينيها، وهل عندما تطلق قطاعها وقنواتها الإخبارية لن تجد نفسها في حاجة ماسه للأرشيف المهم سياسيا وإخباريا لدى (ماسبيرو)، أشك أن لاتحتاج ذلك لأن قنوات الأخبار روحها لقطات الأرشيف التاريخيه والوثائقيات، وهذا ما يمتكله (ماسبيرو) وستحتاجه حتما (المتحدة) بقطاعها الإخباري وقنواتها المتوقعه وخبرائها من المنطقه العربية.
ارجو إعادة النظر في دمج وتنظيم وإعادة هيكلة خدمات الأخبار في مصر تحت كيان وطني واعد يرضي بسبقه ومهنيته أهل مصر وأشقائها، ويحسن إستخدام الأرشيف والمعدات والكوادر، ويروي ظمأ الوطن نحو خدمة إخباريه تنافسيه رائدة .. عندها سنكون في أول طريق الأخبار السليم بدلا من تناثر القطاعات والقنوات وتعددها مثل أحزابنا الـ 84 دون فائدة وطنيه تذكر، فدمج المتشابه هو الحل إخباريا وهيكليا وحزبيا، وللحديث بقايا ولمصر الحب كله، وتحيا دوما مصر.