بقلم : بهاء الدين يوسف
على غير عادتي في متابعة أخبار الفنانين تابعت خلال الأيام الماضية أخبار زواج الممثلين (جنيفر لوبيز وبن أفليك)، ولم تكن متابعتي للزفاف الميمون أن العروسين انفقا حوالي 180 دولار فقط لتأجير القاعة التي تم فيها عقد القران، وأن العروس ارتدت فستانا سبق أن ارتدته في أحد أفلامها، وأن العريس ارتدى جاكت من دولابه بحسب تعبير وكالات الأنباء، أي أنه لم يشتريه بشكل خاص للزفاف، رغم أن ثروة العروسين معا كما ذكرت تقارير امريكية تناهز 550 مليون دولار، في وقت لا يمانع فيه عشرات الآلاف من العرسان المصريين وأهلهم للاستدانة من أجل إقامة زفاف مترف في فندق فخم، أو أن تشتري العروس فستانا مخصوصا للزفاف بعشرات الآلاف من الجنيهات ترتديه مرة واحدة ثم ترميه في دولاب غرفة النوم للأبد.
لم يلفت انتباهي أيضا في أخبار الزفاف أن العروسين يخططان للإقامة مع أولادهما الخمسة في قصر واحد، حيث أنجبت (لوبيز) توأمين من زوجها السابق (مارك أنتوني)، بينما لدى (أفليك) 3 أولاد من زوجته السابقة الممثلة جنيفر جارنر، وأن الأخيرة لم تمانع علاقة طليقها السابق مع حبيبته (الجديدة/ القديمة)، وإنما قالت أن كل ما يهمها أن يبقى الأولاد الثلاثة على علاقة طيبة مع أبوهم ومعها، وأن الأولاد الخمسة وهم في سنوات المراهقة تقريبا لا يمانعون العلاقة ولا الزواج ولا يعيشون العقد الاجتماعية التي تفرض على الأولاد في مثل ظروفهم في المجتمعات العربية وخصوصا في مصر.
لكن الذي أثار اهتمامي في الأمر هو أن الحب يمكن أن يعيش لسنوات طويلة حتى وإن توارى خلف ظروف كثيرة، وهو ما يجعل قصة (لوبيز – أفليك) قريبة الشبه جدا بأحداث أروع روايات الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز (الحب في زمن الكوليرا) التي تحكي قصة حب بين شاب وفتاة فشلت في الصمود وهما في العشرين من العمر، لكنها صمدت 50 سنة كاملة افترقت فيها الطرق بينهما لكنهما عادا إلى بعضهما وهما في خريف العمر ليتذوقا معا ربيعه الذي ضاع منهما من قبل.
في قصة الممثلين العاشقين الكثير من التفاصيل المتشابهة، فهما ارتبطا بعلاقة عام 2002 كنت أتابع أخبارها بحكم عملي في ذلك الوقت مسؤولا عن صفحات المنوعات اليومية في جريدة الخليج الإماراتية، وهى علاقة كنت تشيع البهجة على من يعرفهما لكن فجأة قررا الانفصال قبل أيام قليلة من موعد الزفاف المقرر دون إبداء أسباب، وفي نفس عام الانفصال تزوجت لوبيز من مارك أنتوني بينما تزوج أفليك من جنيفر جارنر في العام التالي، وبعد 20 عاما من الحب الأول اكتشف الاثنان وهم في الخمسين من العمر أن الحب لم يمت فقررا العودة إلى بعضهما وإحياء ما تبقى من جذوة المشاعر القديمة.
الملفت للانتباه أن أفليك مثل بطل رواية ماركيز هما من احتفظا بالحب لسنوات طويلة، وهو ما يدعو للتساؤل عما إذا كان الرجال أكثر إخلاصا في مشاعرهم من النساء؟!، والأمر الثاني أن بطل الرواية قرر أن يعمل أي شيء من أجل الثراء وهو ما حدث بالفعل، كما أن بن أفليك ثري أيضا وهو يدعو لتساؤل ثاني عما إذا كان الحب لا يستطيع العيش في قلوب الفقراء باعتباره شعور مرفه يحتاج الى أجواء وظروف مصممة خصيصا له لكي يعيش ويستمر؟!