بقلم : محمد حبوشة
وحدها بوابة (اليوم السابع) هى التي تغرد خارج السرب، سواء عبر موقعها الإلكتروني أو تليفزيونها الذي يركز في تقارير حية من قلب الشارع المصري المفعم بالشابات القادرات على تحدي المستحيل، وقد لفت نظري مؤخرا، تركيز (تلفزيون اليوم السابع) على فتيات مشرفات من مصر المحروسة، بينما غالبية فضائياتنا لا تبرز تلك الرزهرات اليانعة من فتيات أردن إثبات جدارتهن في أعمال وتجارب حياتية تفتح بوابات الأمل وتصنع المعجرات وسط ركام الجهل والتخلف الذي أصاب إعلامنا بالعطب، وهنا سوف أعرض بعضا من تقارير (تلفزيون اليوم السابع)، الأول: خلال الأيام الماضية حيث عرض مشاريع تخرج الدفعة الرابعة فنون والدفعة الثانية عمارة بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، والتي حظيت بإشادة كبيرة من قبل أساتذة الجامعات المصرية، لما قدموه من أعمال فنية تتسم بروح الفن والإبداع والابتكار.
(كل حاجة مستمرة في الكون سواء أنت قبلت أو لا، الزمن مش هيقف مهما حاولت ولا الأرض بعظمة تكوينها وطاقتها غير المحدودة هتبطل تدور في مسارها)، بهذه الكلمات بدأت الفنانة (منة الله علي منصور) خريجة قسم النحت الميداني بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة حديثها لـ (اليوم السابع)، فقالت إن الفضاء هو الحياة، دائرة ليس لها نهاية، يدور بداخله كل شيء من أوقاتنا وتكويننا الداخلي، مشيرة إلى أنها نجحت من خلال مشروعها أن توضح جزء من حكمة الله في علم الفلك بمنحوتة فنية أطلقت عليها عنوان (الاستمرارية)، وأوضحت أنها لاحظت أن الناس اكتفت من وصف المشاعر، كونهم أصبحوا يدركون تماما كل أحاسيسهم ومشاعرهم ولا يحتاجوا لمن يصورها لهم، بينما يمكن جذب انتباههم لعلم جميل بصورة مبسطة ومنظمة مريحة للعين، راقية في تفاصيلها ورسالتها، مشيرة إلى أنها تمنت أن تحقق رسالتها من خلال مشروع تخرجها وهي أن تضفي الجمال وتسر الناظرين بمنحوتة فنية جميلة تبعث روح التفاؤل والفرحة في نفس كل من يشاهدها.
وأوضحت أنها اعتمدت في مشروعها على خامة الحديد؛ كونه من الخامات القادرة على توصيل المعنى ببساطة ووضوح، كما أن خامة الحديد جعلت من مشروعها منتج نهائي دائم، لا يحتاج إلى مواد وخامات أخرى للحفاظ عليه وعرضه دون خسائر، كما اهتمت بألوان المشروع من خلال إحداث دمج بين درجة من درجات أشعة الشمس غير المزعجة وفي نفس الوقت استخدمها أجدادنا في القبة السماوية لمعبد دندرة، واللون الأزرق والذي يرمز ويعبر عن كوكب الأرض كونه كوكب مائي، مشيرة إلى أنها دمجت بين اللونين بطريقة تظهر كل عنصر بقيمته الحقيقية.
وأشارت (منة الله) إلى أن مشروع تخرجها كان بمثابة تحد كبير لها، فكون المشروع يتحدث عن الفلك والكون بطبيعته في حركة دائمة ومستمرة، فقررت أن تتحدى نفسها والجميع وتلتحق بمجال النحت الحركي وتدرس وتتعلم وتكتسب الخبرة التي تمكنها من الانتصار على كل من أحبطها ولم يكن واثقا فيها وفي وإمكاناتها، حتى نجحت وتميزت في تنفيذ مشروعها بالرغم مما تعرضت له وواجهته من يأس وإحباط، قائلة: (كتير أحبطوني وقالولي هتفشلي والحجم كبير وانتي مش عندك خبرة في الميكانيكا، لكن انا درست المواتير وسألت و جربت مواتير كتير في التجربة لحد ما وصلت لنوع الماتور اللي هيتحمل الوزن ويتحرك ببطئ، والحمد لله نجحت، وبدعم دكتورة واحدة بس كانت بتشجعني وبتقولي دايما هيتحرك وهتنجحي، الفضل ليها بعد ربنا ووالدتي الحمد لله نجحت وعملت المشروع بماتورين لعكس تيار الحركة وتوصيل المعنى للعمل الفني بجانب الأساس العلمي للعمل).
تقرير ثان، يتحدث عن التنمية فى الصعيد بأنامل فتيات مصريا تعلن عن نفسها بانطلاق أول مصنع لصناعة الأدوات المنزلية والتى تحمل شعار (صنع فى مصر) داخل المنطقة الصناعية بمدينة سوهاج الجديدة، فكل المكونات للمنتجات مصرية والعمالة مصرية والمنتج يباع فى الأسواق المصرية وفى طريقه للأسواق الخارجية بأسعار تنافسية بجودة تنافس المستورد الفرنسى أو الصينى وتتفوق عليه، حيث أن المنتج المصرى الذى ينتج على أرض سوهاج ضمان 5 سنوات استبدال وغير قابل للكسر وذلك من خلال تجربة عملية على المنتج أمام الجميع، وذهب هذا التثقرير المبهج حقا إلى القول: فى البداية المنطقة الصناعية بمدينة سوهاج الجديدة بعد تطويرها فى ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية وفى ظل الاهتمام غير المسبوق من القيادة السياسية الحريصة على المضى قدما نحو التنمية والإنتاج وخلق فرص عمل للشباب من الجنسين حوت العديد من المصانع بمختلف المنتجات ما بين ملابس وصناعات بلاستيكية حتى وصلت إلى الصناعات الثقيلة وهى صناعة السيارات.
تقرير ثالث، يسرد قصة (يمنى عياد) بطلة مصر فى الملاكمة التي قالت لـ (تليفزيون اليوم السابع): بدأت القصة منذ 8 سنوات، عندما ذهبت لأداء بعض التمرينات كانت تحاول البحث عن ذاتها في ممارسة لعبة تضعها على طريق البطولات، لم يقتنع البعض وقتها بقدرتها على تحقيق إنجاز، ولكنها تحكمت في الأمور فصارت كما تريد هي، (يمني عياد) ابنة محافظة دمياط، تحديدا قرية كفر العرب التابعة لمركز فارسكور، بدأت مشوارها مع لعبة الملاكمة منذ أن كان عمرها 11 عاما، اشتركت في الكثير من البطولات حتي أصبحت أول فتاة مصرية تحقق إنجازا في تلك اللعبة، كان طريقها تملؤه الصعاب والتحديات، رسائل سلبية وجهها الكثيرين لها في بداية الطريق، حاولوا أيضا أبعادها عن تلك اللعبة رفض بعض أهالى القرية فكرة ممارسة الفتيات لألعاب القوى لاسيما الألعاب القتالية، ولمن أمام كل هذا استكملت الفتاة (يمني عياد) طريقها حتى أصبحت البطلة (يمنى) صاحية الميدالية البرونزية في دورة ألعاب البحر المتوسط المقامة حاليا بوهران في لعبة الملاكمة.
تقرير رابع، يلقي أضواء كاشفة على (كارمن محمد القبرصلى) طالبة من أبناء محافظة دمياط، حصلت على جائزة الدولة للمبدع الصغير فى الدورة الثانية من المسابقة بمجال الأدب والقصة القصيرة، وبالرغم من صغر سنها وأنها مازالت فى مقتبل العمر وتخطو خطواتها الأولى، والتى لا يتعدى عمرها 15 عاما، إلا أنها حفرت اسمها فى عالم الإبداع الأدبى، ولقبها البعض بـ (بنت النيل) لموهبتها الأدبية فى كتابة القصة، قالت كارمن القبرصلى لـ (اليوم السابع): جائزة المبدع الصغير جائزة خصصتها مصر تمنح للأطفال والنشىء للاهتمام بالمواهب ورعايته وتشجيعهم، وقالت: هذه المسابقة تقدم لها 2676 مبدعا من 27 محافظة ويتم اختيار 34 فائزا يتم اختيارهم من المجلس الأعلى للثقافة ويتم اختيار فائز لكل فرع عبارة عن الفرع الأدب، والفنون، فرع الابتكار والإبداع.
وأضافت (كارمن القبرصلى): حاليا أتجه لكتابة الرواية الأولى من عملى بعنوان (سبحة وربابة)، وهى رواية اجتماعية عن الحياة فى دمياط، أجمل ما جاء على لسانها: أدين بالفضل بعد الله لأبى وأمى، أتاحوا لى مناخا إبداعيا ومكتبة زاخرة بالكتب تضم مختلف صنوف المعرفة، مشيرة إلى أن طموحها هو دراسة الهندسة النووية والمشاركة فى المشروع المصرى للطاقة النووية السلمية، وفى مجال الأدب أتمنى عمل مجموعة قصصية للأعمال الفائزة فى المسابقة، وأكدت (كارمن) قائلة: أوجة رسالة إلى طلاب مصر بضرورة ممارسة كافة الأنشطة التربوية بالمدارس، لأنها تنمى الشخصية وتبنى القدرات وتحفز الإبداع، وتابعت: كما أوجة الشكر للأديب الدمياطى (سمير الفيل) والدكتورة منال عوض محافظ دمياط والدكتور خالد خلف وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط على دعمهم وتحفيزهم لى لتحقيق هذا الفوز.
أكتفي بهذه التقارير الأربعة من بين عشرات التقارير التي استعرض فيها (تلفزيون اليوم السابع) قصصا وحكايات من قلب الشارع المصري المكتظ بالمواهب وأصحاب التجارب الشخصية بعيدا عن الدوائر الرسمية، ولعله يبدو ملحوظا أن أهلنا الطيبين هم من يدفوعون بناتهم للاعتماد على أنفسهن، وبجهود بسيطة استطاعوا تحدي المستحيل وتمكنوا من صناعة الإنجاز الحقيقي، فاستحقوا إلقاء الضوء على مشاريعهم وبطولاتهم .. تحية تقدير واحترام لـ (بوابة اليوم السابع وتلفزيونها) الذي يعمل بإمكانات بسيطة بينما تزدحم قنواتنا بالغث تاركة مهمتها لكيانات متواضعة، بينما هم مشغولون بأخبار (الترند) وغيرها من مظاهر (السوشيال ميديا) البغيضة، غير مدركين وظيفتهم في التوعية والتقثقيف وصناعة دراما مفيدة لا تجنح لعرض أسوأ ما فينا بدلا عرض النماذح الإيجابية في مجتمع هو أحوج لمن يزرع في نفوس شبابه روح المغامرة والتحدي، وأخيرا تحية تقدير واحترام لزهراتنا من الفتيات المتفتحات بالأمل وسط تيارات العنف والعشوائية.