بقلم الإعلامية الكبيرة : هدى العجيمي
تحدثنا من قبل عن إنتاج فيلم راوية عام 1945، وفي لبنان حضرنا تصوير فيلم (أول نظرة) بطولة صباح، وكانت صباح لاتزال في السنة الأولي من حياتها الفنية، وكان يحضر التصوير الأستاذ (جورج شماس) والد ابنها (صباح)، وحضره أيضا المخرج (أحمد جلال) وزوجته (ماري كويني) وابنهما الطفل (نادر جلال)، وكانت الحرب العالمية الثانية قد انتهت ففكر السينمائيون في عمل فيلم عن الطبقة التي ظهرت أثناء فترة الحرب هم أغنياء الحرب، وكان فيلم (غني حرب) بطولة (بشارة واكيم وليلي فوزي وحسن فايق وعزيز عثمان) وتم التصوير في استوديو مصر.
يقول المخرج نيازي مصطفي عن ذكريات هذا الفيلم إنه جاء إليه شاب صغير يهوي الفن، وكان يعمل مدرسا للرسم وكان اسمه (كمال الشناوي) وأعطيته دورا في الفيلم واستقبله الجمهور استقبالا طيبا بعدها انطلق في أفلام كثيرة في عام 1947، كانت الأفلام البدوية قد نالت نجاحا كبيرا خصوصا في الدول العربية فعملت فيلم (سلطانة الصحراء) بطولة (كوكا ويحي شاهين ومحمود المليجى) وكان من سيناريو الفيلم وجود طيارة صغيرة تهبط هبوطا اضطراريا في الصحراء، وكان هناك عدد من المصريين لديهم طائرات وكان أحدهم يهوي الفن فتطوع أن يقوم بالطيران وينزل في الصحراء وسط النخيل كجزء من الفيلم، وكان (ستوديو الأهرام) قد تم تأسيسه واستكمل معداته كاملة فعملت فيه لتصوير فيلم جديد هو (الهوي والشباب)، مضمونه أن الانسان يبدأ من الصفر ويتعلم حتي يصل إلى المرتبة التي يريدها والبطل كان رجل له ابن فاسد ومدلل أراد أن يعلمه ليبدا من البداية.
الفيلم من بطولة (ليلي مراد وانور وجدي وحسن فايق) وكان يتميز بالأغاني وهو فيلم مرح وخفيف وقد نجح نجاحا كبيرا، وفي نفس العام 1948 أكملت سلسلة الأفلام البدوية وكان فيلم (ليلي العامرية) وهى قصة (قيس وليلي) المعروفة، وكان هذا الفيلم إنتاج شركة أفلام سورية لبنانية، وقد استعنت في هذا الفيلم بأحد كبار رسامي دار الأوبرا اسمه (كاميلو) لكي يرسم المشاهد المحيطة بالمشاهدة في الفيلم فعمل داخل الاستوديو خلفية 500 مترمربع تمثل السماء بكل تدرجات الضوء عليها من الصباح إلى المساء، وعمل المغارة التي يلجأ إليها الممثلون في الصحراء بالرسم أيضا ولما عرض الفيلم اعتقد الناس انني صورته في لبنان او سوريا.
كان يمثل دور (ورد زوج ليلي) محمود المليجي، وكانت تقوم بدور ليلي (كوكا) أما قيس فكان من نصيب (يحي شاهين)، وقد نجح الفيلم في البلاد العربية أكثر من مصر، وفي عام 1949 عملت فيلم (سر الأميرة)، وهو فيلم غير مألوف وأنا خليت الحادثة تقع في مقبرة فرعونية، حيث تتحرك مومياء وتستيقظ وتخرج من المقبرة، والفيلم بطولة (كوكا وكمال الشناوي).
الغرابة أن الفيلم لم يجد هوى في نفوس المتفرجين لأن موضوع الفيلم شاذ علمني بعدها ألا أعالج إلا موضوع يخضع للمنطق، لكنني بعد ذلك عملت فيلم غريب جدا وهو (قمر 14) وأخرجته في استوديو مصر، اخترت قصة كوميدية طريفة، وكانت (كاميليا) علي قيد الحياة حتي ذلك الوقت ومعها (محمود ذو الفقار)، ولما كان هذا الفيلم يعتمد علي الحوار أنجزته في مدة قصيرة وبسرعة وبتكاليف قليلة، وفي نفس السنة وفدت إلى القاهرة بعثة من فرنسا ومعها طريقة لصنع الأفلام الملونة، وكان استوديو نحاس قد اكتملت تجهيزاته وأضيفت إليه أجهزة تكييف، وكانت نعمة كبيرة للعاملين في الاستوديو وكانت الأفلام الملونة بدون استعمال، افلام ملونة بل تصور بطريقة الأبيض والأسود وفي الطبع يتحول إلى فيلم ملون.
وكان الاستوديو في البداية يصور فيلم ( بابا عريس) إخراج حسين فوزي وبعده عملت أنا فيلم استعراضي من ألف ليلة وليلة وهو (ست الحسن) بطولة (ليلي فوزي وكمال الشناوي) ولأول مرة (هدي سلطان)، كانت قد قدمت أغنية للإذاعة سمعت صوتها ووجدتها شابة جميلة لديها موهبة وذكاء، وفي نفس الوقت جاءنا فريد شوقى واخترته ليقوم بدور الشرير، وبعد ذلك تزوجا هو وهدي سلطان، أيضا الفيلم كان من نجومه (سامية جمال)، في نفس الوقت وفي (ستوديو نحاس) عملت فيلم عام 1951 وكان لأحد عازفي الكمان، وهو (سامي الشوا)، أردنا أن نستغل مواهبه وهو فيلم (حبيبتي شوشو!)، وكان من أسوأ الأفلام التي أخرجتها لكنني في هذا الفيلم اكتشفت طفلة عمرها ثمان سنوات وكانت هى (الفنانة لبلبة)، كانت طفلة موهوبة جدا وكان اسمها (نونيا).
وفي نفس العام 1951 وفي (ستوديو الأهرام) عدت إلى سلسلة الأفلام البدوية، فاخرجت فيلم (وهيبة ملكة الغجر)، بطولة (كوكا)، في هذا الفيلم اكتشفت (جمال فارس) وكان مذيعا بالقسم الأوروبي بالإذاعة.