لمصلحة من يتم تغييب النجمة الكبيرة سميرة أحمد ؟!
كتب : أحمد السماحي
نحن نغض الطرف كثيرا – للأسف – عن بعض من رموز الفن المصري من الكبار ونجوم الزمن الجميل ونبعدهم تماما عن الشاشة، وذلك بعدم إسناد أدوار البطولة لهم، أوالاكتفاء أحيانا بمنحهم أدوار ضيوف الشرف من حين لآخر في الأعمال الفنية، وهذا يعد نوعا من التهميش والإقصاء بعد عقود من التعب والأدوار المميزة التي قدموها في مشوارهم، في الوقت الذي تعتمد فيه الأعمال الفنية على النجوم الشباب ومنحهم الملايين بدعوى تسويق الأعمال بأسمائهم، دون توفير مساحات وأدوار للنجوم الكبار، ما يدفعهم لحالة من الاكتئاب والغربة وعدم التناغم والإحساس بغياب التقدير وعدم إدراك قيمتهم وما حققوه طوال مشوارهم من قبل الأجيال الجديدة ومن القائمين على صناعة الأعمال الفنية.
وفي الوقت الذي نتباهي بالفنانين في كل احتفالاتنا، وبمواقفهم الداعمة للدولة المصرية في كل الأزمات والتحديات، ونعتبرهم أحد أدوات التنوير وتوعية المجتمع ونفخر بأدوارهم الوطنية على امتداد التاريخ وبمواقفهم الشجاعة، نجد أن المسئولين في كل الجهات الحكومية حتى في الصحف الكبرى في السنوات الأخيرة، يتعاملون مع النجوم كوردة يضعونها في عروة الجاكت في كل مناسبة مهمة، ما إن تنتهي المناسبة حتى يقذفون بتلك الوردة على الأرض!. لأن هؤلاء المسئولين لا يعرفون قيمة الجمال، ولايدركون أولئك الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الفن سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج أو الإنتاج، بل إنهم شكلوا القوى الناعمة الحقيقية التي تعكس جوهر الفن المصري الأصيل عبر سنوات طويلة.
فالحقيقة عندما يحدث شيئ لأحد النجوم أو الفنانين أو يمر بأزمة نبتعد عنه ونلفظه بعيدا، كأنه مصاب بمرض معدي قاتل سيفتك بالجميع بدلا من مساندته والوقوف بجواره، والعمل على حل مشكلته التى جعلته يسلك هذا السلوك المشين أو الخطأ الذي سلكه رغما عنه أو بسبب ظروف قاهرة وضعته في أزمة، والأصعب من كل هذا أن يتعامل الفنان عندما يكبر في السن – وأنا آسف لقول هذا – كخيل الحكومة، والفرق شاسع بين الإنسان وخيل الحكومة، إن رصاصة الاستغناء التي تصيب الإنسان مجهولة المصدر، وفى الغالب تكون من آخر شخص يتوقعه فى حياته، والضربة لا تأتي من الأمام لكن من الخلف.
أذكر هذا الكلام بمناسبة التقرير الذي نشرناه منذ يومين تحت عنوان (سميرة أحمد:عودة محمد فاضل للإخراج أسعدتني، ومصير بالحب هنعدي مازال مجهولا) حيث تعاطف مع نجمتنا الكبيرة (سميرة أحمد) كثير من نجومنا الكبار في الجزء الذي تحدثت فيه عن مسلسلها المتعثر إنتاجيا حاليا، كما حقق التقرير قراءات مرتفعة لم نكن نتوقعها، لأن ما حدث لهذه الأيقونة الفنية وعدم خروج مسلسلها (بالحب هنعدي) للآن (عيب) على جبين شركات الإنتاج المصرية على رأسهم (المتحدة للخدمات اللإعلامية) التي أعلنت مبادرة سابقة لتبني هذه الرموز الفنية وصفق لها الجميع حينها، ولكن دون جدوي تذكر على أرض الواقع المر!، حيث يعاني هؤلاء الأمرين (الإنكار والإهمال).
والله إنه العيب القاتل والمحبط لأن (سميرة أحمد) صاحبة (الخرساء، قنديل أم هاشم، وأم العروسة، والشيماء، وإمرأة من زمن الحب، وأميرة في عابدين) وغيرها من الروائع التى لا تنسى، لا يجب أن تتعامل بمثل هذا الشكل، ولا يجب أن تجلس في منزلها تنتظر مكالمة من أحد المسئولين عن الإنتاج الحالي، ولا يتصل بها هذا المسئول، وتذهب هكذا في طي الكتمان دون بارقة أمل تعيد لها الثقة في وطنها الأم التي عملت طويلا من أجل وبذلت الغالي والنفيس من أجل رفعته .. فهل من نظرة جادة تفتح بوابات الأمل أمام أحد رموزنا الفنية؟.
هل من عين فاحصة وضمير حى ينتبه إلى سميرة أحمد؟، تلك التى تم اختيار ستة أفلام من أعمالها اشتركت فيهم ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام 1996، وهي (ريا وسكينة، صراع الأبطال، أم العروسة، الجبل، قنديل أم هاشم، ليل وقضبان) والتى أسعدتنا على مدى سنوات عمرها الفني، ومن ثم يجب أن نحتفي بها وبجديدها ونسارع بتنفيذه فورا لأنها (إمرأة من زمن الحب) وأعطت الكثير من عمرها وفلوسها للفن المصري.
والسؤال الذي أريد طرحه: لمصلحة من يتم تغييب فنانة كبيرة مبدعة أسعدتنا على مدى 60 عاما بأعمالها التى لا تنسى، ولم تكتفي بالتمثيل فخاضت تجربة الإنتاج وقدمت مجموعة كبيرة من أهم أفلام السينما المصرية منها (عالم عيال عيال، إمرأة مطلقة، البحث عن سيد مرزوق) وغيرها الكثير؟!.
يا جماعة الخير (سميرة أحمد) تستحق كل الحب والدعم، وعليه نتمنى أن يتم تنفيذ مسلسل (بالحب هنعدي) ويخرج للنور، لأنه يحمل توقيع أكبر نجوم في مصر مثل (سميرة أحمد وحسين فهمي، وحسن يوسف)، فضلا عن اسم مؤلفه الكاتب المبدع (يوسف معاطي) وغيرهم من الزهور الجميلة التى تحيط بهؤلاء المخضرمين في دراما تليفزيونية من المؤكد أنها ستكون قيمة وجديرة بالاحترام والتقدير.