بقلم الإعلامية الكبيرة : هدى العجيمي
يقول المخرج الكبير (نيازي مصطفى): كانت السيدة عزيزة أمير من أوائل المشتغلات بالسينما، وقد اقترحت علينا أن ننتج فيلماغير عادي واقترحت فيلما يعتمد على الحيل السينمائية ففكرنا في فيلم (طاقية الإخفاء) علي اعتبار أنها فكرة شعبية معروفة ومحببة إلى الجمهور، وكان الهدف منها هو عن فعل الخير والشر بواسطة طاقية الإخفاء كتب هذه الفكرة في سيناريو الاستاذ عباس كامل وأنا بدأت أعمل لأول مرة فيلما يعتمد علي الحيل السينمائية، وهذه ليست شطارة ولكنه علم مدروس وقمنا بتصوير الفيلم في ستوديو (ناصيبيان) في الفجالة بالقاهرة، والأبطال كانوا ( بشارة واكيم، تحية كاريكا، محمد الكحلاوي محمود إسماعيل،) وغيرهم وحسن الإمام كان مساعدا لي.
عرض هذا الفيلم ولاقي نجاحا خرافيا وقد اكتسبنا في هذا الفيلم الممثل محمود إسماعيل كاتبا ومخرجا، وقد نجح فيلم (طاقية الإخفاء) على المستوي الشعبي نجاحا كبيرا، وأتذكر أنه عن طريق تلك الأفلام أصبح الأستاذ محمد الكحلاوي مطربا وممثلا أيضا، بعد ذلك تناقشنا مع السيدة (عزيزة أمير) وكانت العلاقة قد تطورت بيننا واخترنا موضوعا تاريخيا كتبه الشاعر أحمد رامي عن قضية مشهورة لها علاقة بأحد الملوك القدماء، صورنا الفيلم وكان أبطاله هم: (محمود ذو الفقار ويحي شاهين وفردوس حسن وعبد العزيز خليل)، وكان الفيلم باللغة العربية والموضوع لم يكن مالوفا بحيث اعتبرت الأفلام التاريخية لا تنجح. وعندما فكرت في تقديم فيلم تاريخي آخر ترددت كثيرا لكن الفيلم كان مليئا بالحركة وهو فيلم (عنتر وعبلة)، وهذا الفيلم له ذكريات وحكايات كثيرة جدا وقد قمنا بالاستعانة مرة أخرى بالأستاذ بيرم التونسي مع الأستاذ عبد العزيز سلام لكتابة الحوار والأغاني، وتم التصوير في الصحراء والبادية وبين النخيل، ولم تكن هناك أجهزة تصلح لكي يستعملها أي مخرج إلا في ستوديو مصر.
كانت سنة 1944 ولم تكن الحرب قد انتهت فكان من المتعذر استيراد أي أجهزة فوجدنا شابا عبقريا هو السيد (أوهان جورج) يجيد الميكانيكا والخراطة .. وجدناه وقد أكمل صنع جهاز للتصوير يصور ويسجل الصوت، فكانت مفاجأة سارة وجميلة نجحت التجربة وتعاقدنا معه على استخدام الجهاز في تصوير الفيلم، وذهبنا الي الصحراء مع أبطال الفيلم كوكا (عبلة) وسراج منير (عنتر) وفؤاد الرشيدي والسيد سليمان الكوميدي المعروف في دور (شيبوب)، وقد قررنا الاستعانة بفرقة سيرك محمد الحلو وأسرته للقيام بأعمال الحركة مثل المعارك وركوب الخيل واستمر معنا إلأ ان توفي محمد الحلو في حادثة الأسد المشهورة وكانت مأساة، وقام بوضع ألحان أغاني الفيلم محمد الكحلاوي ومحمود الشريف بألحان بسيطة ومحببة للناس، وعندما عرض الفيلم عام 1944 نجح نجاحا فاق الوصف واستمر عرض الفيلم في العراق عامين كاملين وعرض في كل البلاد العربية بنجاح منقطع النظير.
هذا الفيلم أرجع لي الثقة في نفسي وخصوصا أننا لاقينا معاناة كبيرة في تصوير الفيلم ونحن نصور في الصحراء على الرمال والتراب، والمعاناة الأكبر كانت في عمل المونتاج، ولم تكن هناك آلات للمونتاج فقام (أوهان جورج) بتركيب الفيلم وقام بتركيب ماكينة للطبع تعمل بطريقة يدوية وربنا أكرمنا بالنجاح فنسينا المتاعب و المعاناة.
بعد ذلك انتقلنا إلى ستوديو آخر في شبرا بدلا من ستوديو (الأهرام)، وبدأنا في إنتاج فيلم جديد عن الأخذ بالثار اسمه (راويه بنت العرب) بطولة كوكا ويحيى شاهين) وزوزو حمدي الحكيم، وكان هذا الفيلم هو التعامل المستمر مع (يحيى شاهين حيث كان هو وكوكا متوافقين وكانت (كوكا) هى زوجتي منذ عام 1937.