رسالة نجوى كرم المهمة التي أفسدها العنوان واستعراض الملابس !
كتب : أحمد السماحي
نجوى كرم من الأصوات التى تتمتع بجاذبية محببة ومميزة تشد أذن المستمع بحيث يألفها كصديق، وهى أيضا من أوسع الأصوات مساحة وتجربة وإحساسا دقيقا بالأداء المتقن غير المتوفر في كثير من الأصوات الأخرى، يخدمها في ذلك تجربتها الفنية الطويلة الجادة، كان بإمكانها – ولا يزال – أن تلعب دورا خطيرا في تطوير الأغنية اللبنانية من خلال إمكاناتها الصوتية، ومن خلال أعلى قمتها الجماهيرية التى تتربع عليها، ولكن لا أدرى ما الذي يعوق تقدمها وانتشارها أكثر؟!، ولماذا ابتعدت عن نجوم التلحين والكلمة الذين بدأت معهم الذين رسموا لها ملامح الطريق، وبدأت تتعاون فقط مع جيل جديد من الموجودين حاليا، مع استعانة قليلة وعلى استحياء ببعض الملحنيين والشعراء الذين بدأت معهم؟!
هذا التمرد الموجود في عالم الغناء في السنوات الأخيرة من كثير من المطربيين مع نجوم التلحين والكلمة الذين بدأوا معهم ليس قاصرا على (نجوى) فقط، ولكن حدث مع غيرها من المطربيين والمطربات، وهذا التمرد لم نشهده من قبل مع أساطين الكلمة واللحن والأداء، فظلت (أم كلثوم) حتى رحيلها تتعاون مع (رياض السنباطي، ومحمد عبدالوهاب، وأحمد رامي، وعبدالفتاح مصطفى، وصالح جودت) مع إضافة بعض العناصر الشابة التى أضافت لمشوارها، كذلك كان (عبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش)، جرأة ( نجوى كرم) في تشجيع المواهب الشابة تستحق التقدير ولكنها لا تعفيها من مسئوليتها في اختيار ما يناسبها شكلا ومضمونا، بدليل عدم نجاح أغنياتها في السنوات الأخيرة نفس نجاح أغنياتها القديمة.
منذ أيام طرحت (نجوى كرم) كليب جديد لأغنية بعنوان (الدّنيي حلوة) كلمات وألحان جهاد حدتشيتي، توزيع روبير الأسعد، ميكس وماستر فادي جيجي، وتم التسجيل في استوديو جو باروتجيان، وقامت بتصوير الأغنية بأسلوب اليوتيوب Shorts أو الـ Music Shots، لتكون بذلك أول فنانة عربية تعتمد هذه التقنية لطرح أغنيتها.
والأغنية اجتماعية مليئة بالأمل وبث الطاقة الإيجابية في الشخص الذي يسمعها، وتحمل رسالة إجتماعية هامة للغاية ملخصها أن الحياة حلوة مهما مر على الإنسان من ظروف، وأن نعم الله على الإنسان كثيرة ويجب أن يشكر الله عليها، حيث تقول في أحد كوبليهاتها: (عندك إشيا كتيرة ما عندو ياها غيرك، كلّ لحظة قول يا ربّ، يا ربّ كتّر خيرك، نفَسَك، عقلك، نظَرَك بعدو بشوف اللّون، يعني تأكّد إنّك أغنى حدا بالكَونْ).
أدت (نجوى) الأغنية بمعلمة وبحرفنة وبأداء متميز للغاية، لكن أفسد هذه الرسالة الاجتماعية المهمة عدة أشياء أولا إسم الأغنية كان لابد أن يتم تغييره لأن إسم (الدنيا حلوة، أو حلوة الدنيا) مستهلك وقديم ويجعل المستمع يتباطأ في الاستماع إلى الأغنية، وقد حدث معي هذا الشيئ، لأن العنوان جعلني أعود بالذاكرة إلى أرشيف العناء منذ قدمت مطربة القطرين (فتحية أحمد) أغنيتها (يا حلوة الدنيا يا حلاوة) في العشرينات، وتكرر العنوان في كثير من الأغنيات مثل أغنية شادية (الدنيا حلوة)، وبعدها قدم نفس العنوان فريد الأطرش مع تغيير طفيف حيث غير اسم (الدنيا) وجعل عنوان أغنيته (الحياة حلوة بس نفهمها) وكذلك غنى لنفس الدنيا الحلوة (محمد فوزي) وغيرهم الكثير حتى وصلت (الدنيا الحلوة) للمطربة اللبنانية (نانسي عجرم) مع اختلاف التناول والمضمون في كل أغنية.
كان على المطربة صاحبة الحنجرة المطلية بالقوة والجمال بحكم خبرتها الطويلة أن تغير العنوان، ثانيا أفسدت إطلالات المطربة بـ 15 طقم مختلف ما بين فساتين وملابس رياضية وملابس كجوال عصرية رسالة الأغنية المهمة، حيث انشغل المشاهد خاصة المشاهدات من الجنس اللطيف بعد عدد (الأطقم) والأكسسورات التى ظهرت بهم المطربة عن التركيز في الاستماع إلى مضمون الأغنية المتميز للغاية، وبالتالي تاهت وضاعت رسالة الأغنية والغرض منها.