بقلم : علي عبد الرحمن
ثورة الشعب على الفئة الباغية، الجماعة المتطرفه، اللذين نصبوا أنفسهم حماة للدين وكفروا المجتمع بأسره، ولما رفضهم قتلوه وأرهبوه وحرقوا كل شئ، فخرج الشعب في الشوارع والميادين رافضا حكم الجماعة، بل ورافضا لفكرها المتطرف الداعي إلي العنف والإرهاب، خرج وهتف وفوض وانتخب واختار واستقرت أم الدنيا ودارت عجلات التنميه وتغير شكل الحياه في ربوع مصر.
وتباينت الآراء بين ماهو مهم وما هو أهم، وأتت كلمات الشعب وأصبحت كلمة الشعب: أين أهل الخبرة والكفاءة؟، أين الفرص المتكافئة؟،أين أبو الإعلام؟،أين القدوة وأين التربية؟، أين التعليم، أين التثقيف،أين التنوير،أين الولاء،أين العدالة الإجتماعية؟، أين صحيح الدين وأين مجتمعنا المتسامح الرافض للعنف والقتل والتشويه؟، أين روافد ثقافتنا وأين قوتنا الناعمة وأين اكتشاف مواهبنا وأين تشجيع البحث العلمي وأين جودة التعليم؟، أين سلامة الغذاء وأين جودة العلاج؟، أين الصوت الآخر وأين الاحزاب؟،وأين وأين؟ أمور كثيره تشغل بال أهل مصر وسط هذا الكم من الإنحيازات العمرانية والصحية والاجتماعية والتسليح والاستقرار والدور المتنامي إقليميا ودوليا؟.
فهل كان للشعب صوتا عندما رفض الجماعة وفكرها فخرج عليها وفوض وانتخب؟!، وهل تم سماع كلمة الشعب حينها والعمل بها؟، وهل تم الاستناد إلي كلمة الشعب وقتها وهل صوت الشعب الخافت من فتره لم يعد مسموعا؟، وهل لم يعد الالتفات إلى كلام الشعب أمرا ضروريا أم أن دعوات الشعب لم تجد من يسمع لها أم أن الشعب لم يعد له كلمة في وسائل إعلامه على الأقل؟.
طبعا لا، فالشعب هو السيد وهو مصدر التفويض وهو أصل العقد الاجتماعي وهو صاحب الأرض والخيرات والسلطات وهو الذي دعم ثورة 30 يونيو 2013، وهو الذي قاوم الحرق، وهو الذي صمد وتحمل الإرهاب وهو الذي ضحي بخيرة أبنائه من الجيش والشرطه والمدنيين شهداء فداء لخلاص الوطن من الجماعة والإرهاب، وهو الشعب المحتمل لكل تبعات القرار الاقتصادية وكل تبعات خطوات الإصلاح، وهو الشعب الذي تحمل الغلاء والوباء وهو المنتظر بعد الأفضل والمترقب ظهور من يفهمه.
ماذا يحدث في مصر ولماذا، وهو الراغب في من يشرح له أجندة العمل الوطني في الإعلام والفضائيات؟ وماهو التالي منها وهو الآمل في تحسن قريب لضغوط الحياه الاقتصاديه ودخول الغد الأفضل ومعيشة الجمهورية الجديدة والاطمئنان علي مستقبل أبنائه وهو صاحب الفضل في استقرار مصروإصلاحاتها؟، ولكنه أصبح ترس في عجلة..عجلة كسب العيش صباحا ومساءا ليكسب فقط قوت يومه ونقود دروس الأولاد، ولبسا بسيطا في مناسبة سعيدة وراحة لسويعات في آخر الليل.
إنه شعب عظيم صبور داعم يستحق أن نسمعه خيرا في فضائياتنا الناطقة بكل ماهو سلب وضار، ونشرح له مانفعل ونربط له مايتم بمستقبله وبأمور استراتيجية قد لا تبدو واضحة له.. شعب يجب أن نحنو عليه فهو يستحق وهو ينتظر، وها قد حانت فرصة رئاسيه لمناقشة كلام الشعب وشكواه وترتيب أمنياته وجدولتها زمنيا من خلال ممثليه من الكوادر والخبرات الوطنية التي ستنصت لصوت الشعب وكلامه وهمومه وأمانيه.
ولعل الحوار الوطني فرصة سانحه لاعادة ترتيب الأولويات الداخلية في القضايا الاقتصادية وقضايا تسعير الخدمات ودخول أصحاب المعاشات والفئات محدودة الدخل، وقضايا الهويه والانتماء والقوة الناعمة، وقضايا أهل الخبرة وأهل الثقه، وقضايا دمج الأحزاب وتفعيلها يمينا ووسطا ويسارا، وقضايا عودة السياحة، وليختفي من قاموسنا المعاصر سكوت الذهب وكلام الفضه فنحن لانزرع الخوف من إبداء الرأي، وليس صحيحا ان ثمن السكوت هو السلامة الشخصية أو البقاء في المنصب.
فمصر دولة المائة مليون ويزيد ومعظمهم وطنيون، ومنهم الفاهمون العالمون، ومصرنا تحتاج كل فكرة ورأي دون إقصاء أو تخوين، ولتدور عجلة المواهب والمختصين بفكرهم الداعم لخطط مصر الطموحه نحو مستقبل أفضل في جمهورية جديدة ومواطن ملائم لها، وظروف عيش جديدة وشعارنا دوما تحيا مصر وتحيا كلمة الشعب المسموعة، وتحيا رايته المرفوعة بفضل الله وكرمه.. اللهم آمين.