بقلم : محمد حبوشة
الفن يسمو بالروح ويهذب الأخلاق، فالإحساس العفوي الصادق بالفن يؤثر بالضرورة على السلوك الإنساني ويرتقي به إلى أعلى درجات السمو في التعامل والمعاملات بين البشر بعضهم البعض؛ فيصبح الجمال والأخلاق كأنهما وجهان لعملة واحدة، وأيقونة تكاد تصل إلى درجة التقديس عند النشء والأجيال الصاعدة؛ فيتخذون من سيرة مشاهير الفنانين وسلوكياتهم ـ كل في مجاله ـ مثلا أعلى وقدوة يحتذى بها في مسيرتهم الحياتية.
من أجل هذا فإن العلاقة بين الفن والأخلاق والسلوكيات الحميدة؛ لابد أن تكون علاقة وطيدة كالحبل السري بين الأم وجنينها الذي تمنحه نبضات الحياة في أحشائها، فالأمل والأمنيات أن نجد (الفن) هو الذي يمسك بمقود الحياة على الأرض لتهذيب الواقع المعاش في المجتمع وليس لتقليده أو النقل حرفيا عنه؛ من أجل أن يحوذ الرضا من فئة أو شريحة معينة، لا تمثل سوى قاع الحواري والشوارع الخلفية، فإذا ما قام الفن بهذا الدور التقليدي؛ فقل على الفن والمجتمع والأخلاق وبأعلى الصوت: على الدنيا السلام!
قابض على جمر الأخلاق الحميدة
وضيفنا هذا الأسبوع في باب (بروفايل) الفنان الكبير والقدير أمير الغناء العربي (هاني شاكر)، هو واحد من القلائل أو النادرين في زماننا ممن يقبضون على جمر الأخلاق والسلوكيات الحميدة، وقد ينبري البعض ـ من وجهة نظرهم ـ بالتساؤل المشروع: ما كنه تلك العلاقة الوطيدة بين الفن والأخلاق وبين من يعملون به من الفنانين؛ وبخاصة من المطربين الذين يواجهون الجمهور كل ليلة بالحفلات العامة أو على خشبة المسرح أو شاشة السينما؟، فالمقصود ليس المعنى الحرفي للأخلاق، فلم أطلب أن يخرج الفنان أو المطرب على الجمهور وهو يمسك بـ (مسبحة) بين يديه مثلا؛ فالعرف السائد القائم على القيم في المجتمع هو الذي يجب أن يحكم تلك اللقاءات الجماهيرية؛ لأن القيم الأخلاقية متغيرة ومتنوعة ومختلفة بحسب كل مجتمع وتركيبته وطريقة ممارسته لسلوكياته، فالذي يحدث في المجتمعات الأوروبية والأمريكية بالذات؛ لا يمكن أن يحدث داخل قاعات الفنون بالمجتمعات العربية المحافظة، وإلا كان تقليدا ممسوخا ومستهجنا، قد يقبله البعض من الشباب اللاواعي ولكن ترفضه ـ حتما ـ الأغلبية الواعية برسالة الفن الهادف وعلاقته بمكارم الأخلاق.
ودعونا نتفق جميعً أن الفن رسالة سامية؛ والفنان الملتزم هو حامل مبادئ تلك الرسالة وخير موصل لها ولبنودها الراقية؛ ولهذا تظل تصرفاته وسلوكياته دائما تحت أنظار جماهيره وعاشقي فنه، فإذا ما خرج عما هو مألوف في مضامين التواضع دون غرور أو تعالٍ على تلك الجماهير، فإنها تقوم بإسقاطه من حساباتها إلى غير رجعة، وكم من فنانين حازوا الكثير من الشهرة والمجد؛ لكنهم ضاعوا في زوايا النسيان جراء ممارسة داء التعالي والغرور الذي يصيب ضعاف النفوس البشرية في كل زمان ومكان.
ميثاق أخلاقي غير مكتوب
ومن هنا يلتزم أيقونة الغناء العربي الحديث (هاني شاكر) في حياته المهنية والفنية بمواد الميثاق الأخلاقي غير المكتوبة، تلك التي ترسخ في وجدانه وضميره، فهى لا تحتاج إلى صحائف مكتوبة في متن دستور الوطن؛ ولا إلى الإعلان عن عقوبات مغلظة لمن يخرج عن إطارها؛ ولا تحتاج ولا تحتكم إلا إلى يقظة الضمير الإنساني الذي تعنيه مصلحة الوطن والمواطن، هذا الضمير الذي يظهر واضحا وجليا، ابتداء من الاختيار الراقي لكلمات العمل الذي يخرج به الفنان إلى ساحة الجماهير في الحفلات العامة أو الأعمال المسرحية والسينمائية، دون اللجوء إلى ممارسة الإسقاطات الحركية الفجة التي تنسف مقاصد اللفظ والدلالة المتعارف عليها؛ وتعطي المستمع أو المشاهد ما يشي بعكس الاتجاه على طول الخط، فالجماهير الواعية تعرف جيدا كيف تضع الفنان بأخلاقياته وسلوكياته في الميزان.
ومن خلال متابعتي لمسيرة (هاني شاكر) الغنائية على مدار نصف قرن من الغناء لاحظت أنه يؤمن يقينا بالقول: (إن العمل الفني جيد من الناحية الجمالية أو له قيمة جمالية، يختلف عن القول أن لديه القدرة على التأثير في الناس لجعلهم أفضل من الناحية الأخلاقية، ومع ذلك، وعلى الرغم من اختلاف الحكمين، إلا أنهما يظلان غير منفصلين تماما عن بعضهما بعضا)، وربما هنا ينطلق (هاني) من قول (جون هوسبرز): إن الوظيفة الأساسية للفن أنه خادم للأخلاق، لكن قد ينظر إليه بريبة من قبل حراس الأخلاق والتقاليد، وهو مزعج لهم؛ لأنه يغرس في الناس أفكارا غير تقليدية، ويميل إلى تأكيد الفردية بدل الامتثال للسائد؛ لأنه غالبا ما يتم إنشاء الأعمال الفنية بدافع التفرد أو خيبة الأمل من النظام الاجتماعي، وبالتالي، فقد يقوض الفن المعتقدات والمواقف التي تستند إليها رفاهية المجتمع حسب اعتقاد حراس الأخلاق!
ارتباط الفن بالأخلاق
ارتبط الفن بالأخلاق طوال مسيرة (هاني شاكر) مطربا ونقابيا، وفي الواقع، نجد بين الفن والأخلاق ارتباطا وثيقا، ولا يعمل أي منهما دون الآخر، ولكن تتبع العلاقة الدقيقة بينهما ليس بالأمر السهل، ولا يوجد مصطلح أفضل من (التفاعل) لتسمية وجهة النظر القائلة إن القيم الجمالية والأخلاقية لكل منها أدوار مميزة تلعبها في العالم، ولا يعمل أي منها بشكل مستقل عن الآخر، ومن المسلم به، أولا وقبل كل شيء، أن الأعمال الأدبية يمكن أن تعلم دروسا أخلاقية قيمة، ولكن معظم الأعمال الأدبية غير موجودة لتلقين الدروس الأخلاقية؛ لأن شكسبير مثلاً، ربما لم يكتب (عطيل) فقط لمهاجمة التحيز العنصري؛ لأن الأدب يعلم، ولكن بطريقة أفضل بكثير من الوعظ الصريح: فهو يعلّم، كما قال (جون ديوي)، من خلال الوجود، وليس عن طريق النية الواضحة.
وإذا كان على الفن استيعاب الأخلاق، فإن على الأخلاق أيضاً أن تأخذ الفن بعين الاعتبار، فتقريبا كل ما هو واقعي أو خيالي في الفن من وجهة نظر هاني شاكر يؤثر على الأخلاق، وأمثلة من اليونان القديمة وحدها تؤكد ذلك، فماذا يمكن أن تكون الأخلاق اليوم دون تأثير المسرحيين كإسخيلوس وسوفوكليس، ودون سقراط، كما هو موصوف في حوارات أفلاطون؟، وإذن، من خلال الأعمال الفنية العظيمة، يتم الحصول على المفاهيم الأكثر وضوحاً لسلوك طرق الحياة المختلفة، وفي الواقع، نجد بين الفن والأخلاق ارتباطاً وثيقاً، ولا يعمل أي منهما دون الآخر، ولكن تتبع العلاقة الدقيقة بينهما ليس بالأمر السهل، ولا يوجد مصطلح أفضل من (التفاعل) لتسمية وجهة النظر القائلة إن القيم الجمالية والأخلاقية لكل منها أدوار مميزة تلعبها في العالم، ولا يعمل أي منها بشكل مستقل عن الآخر.
لامست أنفاسه أعماق نفسه
الاستماع الى الصوت العذب والغناء الجميل شيء مثير ومفرح، إلا أن الأحاسيس التي يختبرها من يترجم بصوته اللحن والكلمة، لا يعرفها سوى من خاض تجربة الغناء بنفسه وتعرّف الى حلاوة وقع صوته في أذنه وكيانه كهاني شاكر، وتجربة الغناء عرفها الإنسان منذ القدم، منذ أن رفع صوته بداعي الخوف والحزن والتواصل مع الغير عبر المسافات، آنذاك لامست أنفاسه أعماق نفسه المضطربة فهدأتها، وخففت من حدة وحدته وضياعه في عالمه البدائي، ومع الوقت نمت مواهبه وقدراته، وتعلّم كيف يستخدم طبقات صوته ليولّد الألحان، بهذا أصبح الغناء الذي تطور مع الزمن جزءا من الكيان البشري وأحد أهم عوامل الإنصهار الجماعي والحضار، كما سرسخ دائما في وجدان الفنان الجميل (هاني شاكر).
عاصر عمالقة الغناء العربي
ولد شاكر في وسط القاهرة وتحديدا في شارع شامبليون، لوالده عبد العزيز شاكر وكان موظفاً في مصلحة الضرائب في مصر وقد توفي عام 1970، كما أن والدته كانت موظفة في وزارة الصحة وتوفيت عام 2009، له شقيقين الأكبر (ماجد) وهو طبيب وتوفي عام 1998، وشقيقه الأصغر (محمد) وهو مهندس، درس شاكر في معهد الكونسرفتوار حتى المرحلة الإعدادية، كما اشترك ببرامج الأطفال خلال تلك الفترة، وينتمي إلى جيل عاصر عمالقة الغناء العربي مثل عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب ونجاة الصغيرة، وكانت برامج الأطفال كانت بوابته الأولى للظهور والغناء، حيث مجالسة ومرافقة عمالقة الإذاعة والتلفزيون الذين أثروا في شخصيته ونشأته الفنية؛ لينطلق لعالم الشهرة في سن صغيرة، وكان أول دخول له في عالم الفن في فيلم (سيد درويش) في عام 1966، حيث أدى شخصية سيد درويش في صغره.
ومن برامج الأطفال، كان (هاني شاكر) يشارك في تصوير بعض الأغاني والأوبريتات الغنائية وحينها كان يشترط تخصيص مقطع صولو له بمفرده، وفقا لما قاله في لقاءه مع الإعلامية منى الشاذلي، ضمن حلقته ببرنامج (معكم) على فضائية cbc، إذ قال: (كنت بشترط في برامج الأطفال سواء مع ماما سميحة أو أبلة فضيلة إن لو هنصور عايز أغني صولو ولو مغنتش مش هاجي، وده أكيد حصل بعد ما عرفوني وسمعوا صوتي)، وبعد فترة من مشاركة برامج الأطفال ظهر (هاني شاكر) وهو بعمر الـ 8 سنوات مع الفنان إسماعيل يس، خلال أغنية أداها مع مجموعة من الأطفال ضمن أحداث فيلم (بحبوح أفندي)، وبعد ذلك كانت الانطلاقة بتجسيد دور (سيد درويش) وهو صغير تحديدا في العام 1966؛ إذ تذكر أمير الغناء العربي كواليس الأمر: (اختاروني في الأول عشان أغني أغاني الفيلم لكن المخرج أحمد بدرخان عملي تست كاميرا ونجحت وأديت الدور غناء وتمثيل).
تعامل مع كبار الشعراء والملحنين
وبعد أن أدى شخصية سيد درويش بطفولته في فيلم بنفس الاسم في عام 1966، كان من ضمن فريق الكورال الذي غنى مع عبد الحليم حافظ أغنية بالأحضان، وفي نهاية عام 1972، غنى أغنية بعنوان (حلوة يا دنيا) وذلك بعد أن اكتشفه الموسيقار (محمد الموجي)، وهى من ألحانه، ظن الناس في بادئ الأمر أنها اغنية جديدة للفنان عبد الحليم حافظ، وأول ألبوماته كان بعنوان (تسلملي عيونه)، وفي نفس العام ظهر في فيلم (عندما يغني الحب)، ومن ثم أصدر هاني شاكر ألبوم (يا ريتك معايا)، كما ظهر في فيلم (عايشين للحب)، و صدر له ألبوم بعنوان (كده برضو يا قمر)، وظهر من جديد في فيلم (هذا أحبه وهذا أريده)، بالإضافة إلى ظهوره في مسرحية (سندريلا والمداح)، وظهر أيضا بمسرحية (مصر بلدنا).
وأصدر هاني شاكر عدة ألبومات غنائية منها (تسلم لي عيونه الحلوين، كده برضه يا قمر، وصلنا لفين، هو يا قلبي اللي اختار، الحب مالوش كبير، صدقيني، حكاية كل عاشق، بعشق ضحكتك، علي الضحكاية، معاك، شاور، الحلم الجميل، قلبي ماله، بحبك أنا، ولا كان بأمري، تخسري، بحبك يا غالي،يا ريتني، جرحي أنا، أحلى الليالي) وغيرها، كما تعاون من خلال هذه الألبومات مع (محمد الموجي، بليغ حمدي، محمد سلطان، منير مراد، خالد الأمير، حلمي بكر، محمد ضياء، صلاح الشرنوبي) وغيرهم من الملحنيين.
ورطة نقابة الموسيقيين
في مطلع عام 2017، قدم (شاكر) استقالته من منصب نقيب الفنانين، وذلك بسبب اشكالية إلغائه حفلاً لما يسمى بعبدة الشيطان، رفض المجلس استقالته، مما جعله يتراجع عنها، وخلال مسيرته الفنية التي تزيد علن (600 أغنية) حصل (هاني شاكر) على العديد من الجوائز والتكريمات، منها وسام الاستحقاق في تونس الذي قدمه له الرئيس السابق زين العابدين بن علي، كما حصل على جائزة فلسطين وقدمها له صائب عريقات، وفي عام 2015، حصل في المغرب على الوسام العلوي من درجة قائد، وقلّده إياه الملك المغربي محمد السادس، كما نال العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية، وتعد أشهر أغانيه التي مانزال راسخة في وجدان المستمع العربي: (غلطة، ياريتني، علي الضحكاية، لو بتحب، إنت السبب، جرحي أنا، كده برضه يا قمر، ولا كان بأمري، و شارك هاني شاكر في آخر نسخة من برنامج اكتشاف المواهب العربية (ذا فويس سينيور) في شهر نوفمبر لعام 2020، الذي ظهر على شاشة قناة أم بي سي السعودية.
أشهر أقوال هاني شاكر:
** نقابة الموسيقين قادرة على انها تعمل على الضبطية القضائية بكل حياد وشفافيه وتحدثت من قبل لمجلس أدارة النقابة، أن حتى لو أنا مشيت من النقابة أنا واثق تماما ان أي أحد سيتولى كرسي النقيب الكرسي الذي جلست عليه السيدة أم كلثوم والأستاذ عبد الوهاب تماما انه سيكون بنفس القيمة والقدر وسيحافظ على الشكل العام للموسيقى وعلى ثقافتنا وحضارتنا وعاداتنا وتقاليدنا فعمره مايكون سلاح ضد أحد.
** الحمدلله خلال السنتين الماضيتين لم نقصر مع أي أحد والمعاشات تزيد والعلاج موجود للكل وكل شيئ جيد جدا.
** صحياً تعبت جدا ونفسيا تعبت وطبعا ابعدتني النقابة عن عملي وعائلتي والتعب الأخيرمن شهرين ودخلت المستشفى كان نتيجة الضغط العصبي على حد قول الأطباء، والمجهود والأطباء نصحوني بأن أحصل على راحة و أبعد عن ممارسة العمل النقابى.
** مايفرحني هو تحقيق العدالة والنجاح، ويحزني الظلم والاستهتاروعدم تحمل المسؤولية، ودائماأ قول لأولادنا المطربين أنتو لازم (تعرفوا ان ربنا أعطاكم نعمة كبيرة وهى الوقوف على المسرح والجمهور يسمعك ولازم تتحمل هذه المسؤولية)، يعني كل حركة وحرف لازم أكون مسؤول عنه، فأنا أحزن عندما أرى أحد ربنا أعطاه النجاح و هو يستغله ويتعامل معاه غلط .
** بكل تأكيد نشكر سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الفترة الماضية على للفتة الإنسانية بالنسبة للموسقيين والتأمينات الإجتماعية لهم ولأسرهم، ولا أحد عمل هذا بكل صراحة فكل الشكر لفخامة الرئيس وانه حاسس بأولاده الفنانين وأسرهم ، ربنا يحفظه ويخليه، وبسبب هذا أقول (اننا لازم نكون على مستوى الجمهورية الجديدة الذي يرسخ لأساساتها حاليا لأنه كل شيئ بيعمله حاليا بيعمله للمستقبل فلا يصح أن تكون كل حاجة حلوة والفن وحش).
** مصر تفتقد لزمن الفن الجميل، عندما كانت تجتمع الأسرة من المحيط للخليج أمام شاشة التلفزيون لمتابعة الحفلات والأعمال الهادفة، لكن للأسف فإن الناس أصبحت تعتبر الفن الذي يقدم على منصات التواصل الاجتماعي هو الفن الحقيقي، وليس الذي يقدم على الإذاعة والتليفزيون.
** مصر قادرة على إعادة تقديم حفلات (أضواء المدينة، وليالي التليفزيون) وتنظيم هذه الحفلات في كل المحافظات وفي بلدان عربية، ولدى سؤال مهم : (هل الفن والموسيقى والأغاني اتعملوا علشان يساعدوا اللي عاوز يرقص بس؟ .. دي كارثة.. دور الفن مش كده خالص).
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام لأمير الغناء العربي وأيقونته في العصر الحديث (هاني شاكر)، صاحب مشاعر صادقة لا يرضى لجمهوره إلا كلمات منتقاه راقية و ألحانا عذبة و رسالة خالدة ، فلقب أمير الغناء العربي لم يكن من فارغ، بل جاء جراء مشوار طويل و تاريخ حافل بالنجاحات، ليس فقط أمير الغناء العربي، بل هو أمير الحب السامي و العطاء الفني و الغنوة الطربية و الشبابية و الوطنية و الإنسانية، غنى فأبدع فأمتع فطلع جيل وراء جيل تربى على إحساسه ونبل مشاعره، لذا فقد آل على نفسه ألا ضبط وعمل كونترول على الساحة الفنية، وذك لأنه ببساطة كان هاني شاكر آخر مطربي الزمان الجميل احتفاظا بهوية الأغنية العربية والمقاتل الأخير من أجل الدفاع عنها برقته المعهودة وعباراته المجاملة وصوته المميز.