تعرف على أغنية سميرة سعيد التى أهداها بليغ حمدي لنجاة، وأغنية القيثارة التى غنتها الديفا !

كتب : أحمد السماحي

في منتصف الثمانينات كان الموسيقار العبقري (بليغ حمدي) هو الجواد الرابح في عالم التلحين في مصر والعالم العربي، وكان كل المطربيين يتسابقون لتعانق حنجرتهم ألحانه، وفي هذه الفترة كانت الديفا (سميرة سعيد) تبدأ مشوارها الفني في مصر بخطى ثابتة و آمال وأحلام عريضة بعد قدومها من بلدها المغرب التى شهدت انطلاقتها الكبرى وهى طفلة، وكانت تربطها بالموسيقار (بليغ حمدي) علاقة صداقة وطيدة حيث كان يعرفها منذ كانت طفلة موهوبة  تغني في حفلات العرش المغربي، ويطلق عليها (أم كلثوم المغرب) وشهد بنفسه الملك (الحسن الثاني) يقود الأوركسترا لها، وكان يجلس وقتها بجوار زميله (عبد الحليم حافظ).

لهذا كان من الطبيعي أن تتعاون (سميرة سعيد) مع عبقري عصره في العديد من الألحان التى بدأتها وهى صبية صغيرة في برنامج (جديد في جديد) الذي كان يقدمه (بليغ حمدي) في أبوظبي، حيث غنت له في هذا البرنامج العديد من أغنيات البدايات، فضلا عن ثنائيات غنائية مع المطرب (محمد ثروت) مثل (عزيزة ويونس، ويا خسارة الكلام).

وفي منتصف الثمانينات لحن (بليغ حمدي) أغنية رائعة لـ (سميرة سعيد) من كلماته بعنوان (واقفين على المحطة) وغنتها الديفا بالفعل وأعطت نسخة منها للإذاعة المغربية، ولم تقم بغنائها في مصر، في أي حفلات، ولم تطرحها على شريط كاسيت، وبالتالي لم يشعر بها أحد، خاصة وأن ثورة التكنولوجيا لم تكن دخلت بعد، وأثناء ذلك استمعت من (بليغ حمدي) إلى أغنية كان يجهزها لقيثارة الغناء العربي (نجاة الصغيرة) بعنوان (سيداتي.. آنساتي.. سادتي) وطار عقلها بكلمات ولحن الأغنية، خاصة أنها وجدت فيها نوع من التمرد الذي كانت تحلم بصنعه في عالم الأغنية، بعد أن قضت عدة سنوات في تقديم اللون الكلاسيكي من الغناء خوفا من المجازفة بتقديم لون عصري سريع لا يعجب جمهور المستمعين الذين كان معظمهم مازالوا يحتفون بالأغنية الكلاسيكية الطربية ويرفضون ما سواها.

ووقتها اقترح (بليغ حمدي) أن تتنازل (سميرة) عن أغنيتها الجديدة (واقفين على المحطة) التى سمعتها منه (نجاة الصغيرة) على العود، وتمنت غنائها بقوة وألحت في طلبها، دون أن تدري أن الديفا سبقتها في غنائها، وبالفعل تنازلت الديفا بصدر رحب عن أغنية (واقفين على المحطة) لنجاة، وأعطى (بليغ) أغنية نجاة (سيداتي آنساتي، سادتي) لـ سميرة سعيد، وحققت الأغنيتين نجاحا كبيرا، وإن كانت السيدة (نجاة الصغيرة) لا تغني إلا مطلع وكوبليه من أغنية (واقفين على المحطة) وسنقوم بنشرها كاملة وكما غنتها (سميرة سعيد) الأسبوع القادم في باب (محذوفات الأغاني).