الملك فاروق يشيد بصوت نجاة الصغيرة ويطلب منها غناء (ولد الهدى)
كتب : أحمد السماحي
دارت أقاويل كثيرة عن فترة حكم الملك فاروق لمصر، فهناك من قال أن نظام حكمه فاسد وظالم وقد حدثت الهزيمة التى منيت بها الجيوش العربية في حرب 1948 أثناء فترة حكمه والتي أدت الي قيام دولة إسرائيل، وهناك من رأى أن الملك فاروق ظلم تاريخياً واتهم بكثير من الأشياء التي لم تكن فيه، بعيدا عن هذه الآراء أو تلك من الأشياء التى حققت فيها وكتبتها في كتاب سيصدر قريبا تحت عنوان مؤقت (مصر تغني الملك فاروق) وجدت بالمستندات والوثائق أنه كان منصفا للفن المصري ومتحيز له بقوة ويشجع كل ما هو جميل ومصري
ولم يترك عرض مسرحي واحد قدمه (نجيب الريحاني، ولا سليمان نجيب) إلا وحضره.
كما كان دائم الاستماع إلى أم كلثوم، ومشجعا لها، كما شجع الطفلة (نجاة الصغيرة) وهذا ما سنعيد نشره في هذا التقرير الذي نشر في مجلة (الاستديو) عام 1950 فإليكم ما جاء في نص التقرير:
أقيمت في الأسبوع الماضي بنادي الصيد الملكي حفلة ساهرة اشترك في إحيائها كثيرون من الفنانيين والفنانات ومن بينهم المطربة نجاة الصغيرة، وكان من حظها أن شرف الحفلة حضرة صاحب الجلالة الفاروق راعي الفنون الذي استمع إليها فأبدى جلالته دهشته من إجادتها الإلقاء والتعبير وهى في هذه السن المبكرة.
وأمر باستدعائها فلما مثلت بين يدي جلالته تعطف وتبسط معها في الحديث وسألها عن الأغاني الثانية التى تقدر تغنيها؟ فأجابت نجاة أي أغنية لأم كلثوم يا مولاي، فقال جلالته: كده على طول أي أغنية؟! فأجابت : نعم، فطلب منها جلالته حفظه الله أن تغني قصيدة (ولد الهدى) فلبت نجاة أمر جلالته وغنت القصيدة فنالت عطف جلالته واستمعت إلى تهنئته الكريمة.
وهكذا يحظى الفنانون المجتهدون برضاء الفاروق وسامي رعايته وتشجيعه، فهل لنا بعد هذا أن نأمل من المسئولين أن يحتضنوا هذه المطربة الصغيرة السن، كبيرة الموهبة، وأن يعنوا بتوجيهها ودراساتها الفنية فتحفظ لمصر ولتاريخ مصر الموسيقى، وللأجيال القادمة صوتا جميلا جديرا برعاية المسئولين وتقديرهم وقد سبقهم تقدير الفاروق العظيم.