عبدالعزيز السكري يفجر مفاجأة في ذكرى السندريلا : سعاد حسني كانت بطلة (ألف ليلة وليلة) !
كتب : أحمد السماحي
نحيي اليوم الذكرى الـ 21 لرحيل سندريلا السينما المصرية سعاد حسني، هذه الأيقونة النادرة ذات الألف وجه، الفلاحة الصغيرة التى دخلت قلوبنا دون استئذان في (حسن ونعيمة)، والمراهقة التى تدفع شقيقها إلى مصارحة حبيبته المتكبرة بحبه الصامت في (البنات والصيف)، والطالبة الجامعية ابنة ()العالمة التى لا تخجل من أصولها وتقف لتصرخ أمام العالم الذي يرفض انتماءها وفخرها وكبريائها بأن تكون كما هى دون زيف ودون خداع في (خلي بالك من زوزو).
وهى السيدة العاشقة التى وجدت نفسها مكبلة بقيود من ذهب لرجل لا تحبه، طاغية، أعمى، يساهم في قتل الفتى العاطفي الرقيق الذي وهبته قلبها، وقررت أن تحطم قضبانها الذهبية من أجله وتسمم نفسها وزوجها وابتسامة غامضة تضيئ وجهها وتنير كافة الظلمات المتراكمة القابعة في أعماقها في (موعد على العشاء).
وهي (شفيقة) الأسطورية التى تتقاذفها أمواج القدر، وهى.. وهى.. وهى.. وهى..، حتى أفلامها الخفيفة البسيطة جدا لا أحد يستطيع أن يقدمها بهذه الخفة اللذيذة المقبولة.
عام 1983 بدأت بعض المجلات والصحف تعلن على استحياء عن خوض (سعاد حسني) تجربة العمل التليفزيوني لأول مرة، دون أن تذكر أي تفاصيل، ثم بدأت الرؤية تتضح بعض الشيئ عندما كتبت أن المسلسل هو (شهرزاد)، وتوقف الحديث عن المسلسل، ومنذ فترة جمعني لقاء جميل بالمخرج المتميز (عبدالعزيز السكري) في منزله، وسألته عن أول أعماله مسلسل (ألف ليلة وليلة) وكان الغرض أن أوثق لأول (تتر) تغنيه الديفا (سميرة سعيد) وظروف غنائها لهذا التتر الناجح الذي كان سببا في انتشارها في مصر.
وفي أثناء الحديث قال لي: هذا المسلسل له حدوتة كبيرة وكواليسه أكبر، فهو أولى تجاربى الفنية بعد عودتى من فرنسا، وحصولي على شهادة (الإيديك) التى لم يحصل عليها قبلى سوى الفنانين (محمود مرسى وحسين كمال وتوفيق صالح)، حيث تم ترشيح (سعاد حسني) للعب بطولته، وتعاقد معها وزير الإعلام (صفوت الشريف)، وبدأنا عقد جلسات عمل، وتم ترشيح النجم (أحمد زكي) للوقوف أمامها حيث كانت تعشق موهبته، وبدأت الجلسات تطول وبصفة منتظمة وأثناءها كانت تسأل عن أدق التفاصيل، وبدأ الخلاف مع (سعاد حسني) حيث تفاجأت بأنها ترسل الحلقات للشاعر (صلاح جاهين) ليقيمها، لكنى رفضت هذا الأمر، رفضت أن يكون هناك مشرف من أصدقائها علينا.
وليس (صلاح جاهين) فقط، ولكن فوجئت بأن كل أصدقائها سيشاركون فى تنفيذ العمل، فأرسلت مذكرة لرئيس التليفزيون (سامية صادق) طالبتها بالاعتذار لسعاد حسنى وإلغاء التعاقد، ورغم أنها رفضت فى البداية لكن (صفوت الشريف) قال لها: اتركى له الفرصة يقدم العمل كما يريد، وكان شرطي الوحيد أن اختار فنانة سينمائية لم تقدم عملا تليفزيونيا من قبل، وبالفعل اخترت (نجلاء فتحي)، والنجم حسين فهمي.
وأضاف السكري: في العام التالي لعرض مسلسل (ألف ليلة وليلة) قدمت (سعاد حسني، وأحمد زكي) مسلسل (هو وهي) .
ومنذ أيام كنت أتصفح الأعمال الكاملة للمبدع (صلاح جاهين) خاصة المجلد الخاص بمسلسل (هو وهي) ففوجئت بوجود كلمات تتر مسلسل (ألف ليلة وليلة) الذي لم يخرج للنور، لكن ابنه الكاتب والشاعر الكبير (بهاء جاهين) كتب تحته: (إنه الكلمات الأولى على ما يبدو لـ (تتر) مسلسل هو وهي)، وأعتقد أن أستاذنا (بهاء) لا يعلم بحدوتة مسلسل (ألف ليلة وليلة) وأن والده كان عنصرا رئيسيا فيها، فليس من المنطق ولا الحكمة أن تغني (سعاد حسني) في العام التالي مباشرة لعرض مسلسل (ألف ليلة وليلة) لشهرزاد وشهريار في مسلسل عصري عن حكايات متفرقة هو (هو وهي)، وتذكر الناس بمسلسل ناجح قدمته قبلها زميلة بعام واحد فقط! (مش كده ولا أيه!).
تقول كلمات تتر مسلسل (ألف ليلة وليلة) :
الجميع : شهرزاد 84.
سعاد : أنا شهر بنت زاد، والشهرة شهرزاد، خالي يبقى علي بابا وستي عبلة وجدي، عنترة بن شداد (بالفصحى)، سلام شهرزاد.
الجميع : سلام شهرزاد (تيمة كورساكوف).
سعاد : كويس! فين هو شهريار شديد الأنفجار، اللي بيقولوا عنه الطاغية الجبار، عايزة ألاغية وأعالجه من عقدة جلبهار.
الصراف : هو أنتي؟
سعاد : هو انا.
الصراف : تعالي من هنا.
الأم : أنا أمه وعايزاه يتعالج، عايزاه مودي مش شهريار.
طبيب1: كده عمره ما ح يتعالج، واحنا عاملين له على الكسار.
طبيب2 : مجنون شهريار، نجيب له شهرزاد.
طبيب3 : يعني لو قال أنا قمحة، نلبس له فراخ يا ولاد.
الجميع : نبقى بنجننه أكتر.
الأم : قال حقه يا دكتور.
سعاد : أبدا أبدا أبدا، وح أعالجه بأحدث لاكتشافات، حواديت عصرية جميلة جدا، وح يدخل وسط الشخصيات حبة بحبه يبقى معاصر، مسئول عن نفسه مش قاصر.
الأطباء : إبقى قابلينا.
سعاد : ح يتعالج.
الأطباء : في المشمش.
سعاد : لأ لأ في الحاضر، يا اخواننا سيبوني وحاسبوني.
الأم : حسابك عندي يا عيوني.
الجميع : مولانا شهريار، شديد الأنفجار، يوماتي يقتل واحدة، ومايعرفش الهزار.
الصراف : كل ده كومبارس متكلم، وأجورهم تكوي وتعلم، أنا ح أعمل اللي في مقدوري وربنا يشفي ويسلم.
أحمد : اتشاهدوا يا بنات على روحكو، واحدة ورا واحدة ح اريحكوا، أنا كان لي تجربة، ذكراها مهببة، مع واحدة اسمها ما أعرف هبه ولا ببه.
سعاد : مولاي.
أحمد : نعم.
سعاد : يئذن لي عطفك بالنهوض؟
أحمد : حلوة ومكحلالي كمان عيونك بالغموض، إعدام! (طبول الإعدام) واللا اسمعوا خلوها حبة، لحسن تعمل م الحبة قبة، إنتي هنا ليه؟
سعاد : باحكي حواديت.
أحمد : فيها عفاريت.
سعاد : مافيهاش عفاريت.
أحمد : ماشي.
سعاد : حواديت عصرية، حواديت حقيقية، النقطة منها تعمل سباعية.
أحمد : ماشي.
سعاد : طب لما أنت كده هادي بالدرجة دي، اتفضل احضر ويانا في الحكايا دي.
أحمد : وأنا وأنتي ح نخش في أحداثها.
سعاد : ونبقى ناس من جملة ناسها.
أحمد : ماشي.
معا : خمسة، أربعة، تلاتة، اتنين، واحد، صفر.