نكشف لأول مرة المحذوف من كلمات أغنية (قولي حاجة) لـ (حليم، وعبدالوهاب)
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهى لابد أن تتسرب إلى أعماقه وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة أو مكررة أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها أوحذفها .
كتب : أحمد السماحي
يوم الثلاثاء القادم نحيي ذكرى ميلاد العندليب الأسمر (عبدالحليم حافظ)، وبهذه المناسبة نتوقف عند واحدة من أشهر الأغنيات التى جمعت بينه وبين الموسيقار الكبير (محمد عبدالوهاب)، وهى أغنية (قولي حاجة) التى قام بغنائها في فيلم (الخطايا) الذي عرض عام 1962، ولهذه الأغنية حدوتة لطيفة للغاية، وفيها بعض الكلمات المحذوفة، تعالوا بنا نتعرف على الحدوتة وننشر لأول مرة الكلمات المحذوفة.
عام 1961 كان (عبدالحليم) يعمل في فيلم (الخطايا) وفجأة شعر بألام حادة، فسافر بصحبة صديقه الموسيقار (كمال الطويل) إلى لندن لإجراء عملية المرارة، ونتوقف الآن عند ما نشرته مجلة (الكواكب) حيث قالت: الأنغام الحالمة تبخرت تماما من رأس (عبدالوهاب) عندما أبلغه (كمال الطويل) قرار الأطباء بإجراء جراحة لـ (حليم)، وحين استطرد (كمال الطويل) قائلا: إن حالة حليم سيئة إلى حد ما، هنا انتفضت جبهة عبدالوهاب بالعرق وبعدها لم يتحرك من جوار التليفون.
أسلاك البرق وفي داخلها شحنات من لهفة عبدالوهاب ظلت تتصل بلندن لتطمئن على عبدالحليم، لحظة بلحظة، ويومها دار هذا الحوار :
عبدالوهاب : ألو ألو
حليم : أيوه يا أستاذ عبدالوهاب أنا حليم
عبدالوهاب : أزيك؟
حليم : أنا كويس
عبدالوهاب : طب اتكلم بصوت عالي، ارفع صوتك شوية
حليم : مش قادر
عبدالوهاب : إزيك يا حليم اتكلم قول أي حاجة، قول أنا كويس، قولي أخبارك قول أي حاجة!
ولم يقل عبدالحليم شيئا انقطع الخط التليفوني من لندن إلى القاهر.
وفي هذا اليوم كان الشاعر المبدع (حسين السيد) جالس بجوار (عبدالوهاب) الذي لاحظ أن صديقه الشاعر أخرج من جيبه (بلوك نوت) وكتب شيئا بعدها استأذن وخرج.
في اليوم التالي تكررت نفس المحادثة بين (عبدالوهاب، وحليم) ويومها قال له عبدالوهاب : قل لي كل حاجة عن صحتك.
فرد حليم : أنا عملت عملية المرارة ونجحت والحمد الله، وكمال ماسبنيش لحظة
عبدالوهاب : وأخبارك أيه دلوقتي؟!
حليم : أنا كويس بس متضايق من النوم والأكل في مواعيد.
عبدالوهاب : هذا عشان صحتك وشبابك، استحمل شوية.
وفي اليوم الثالث تكلم (عبدالوهاب) قائلا : يا حليم الصوت وحش اتكلم قوللي حاجة، أي حاجة؟
حليم : أنتم أخباركم ايه في مصر؟
عبدالوهاب : احنا كلنا بخير، وصحتك هي اللي شاغلانا كلنا، كان (حسين السيد) قاعد جنبي عاوز يكلمك والخط انقطع، أما يا حليم عمل أغنية جنان من كلامي وكلامك في التليفون، لكن عمل حاجة لطيفة: أخذ كلمة (قولي حاجة) وعملها مطلع أغنية للفيلم الجديد، دي مش راح تسمع كلامها بس، أنا حاسمعك لحن المطلع الأول.
وبين كوبليهات الأغنية كانت آهات الإعجاب تتردد على لسان (عبدالحليم) آتية من لندن، حتى إذا انتهى (عبدالوهاب) من الأغنية كلها قال عبدالحليم : يا سلام يا أستاذ عبدالوهاب دي جنان وماشية مع حوادث الفيلم خالص.
عبدالوهاب : فعلا اخواننا لما سمعوها قالوا كده برضوا.
حليم : أرجوك تقبل حسين السيد بالنيابة عني لغاية ما أرجع.
عبدالوهاب : حسين لو يعرف أنك حاتتكلم كان جه يجري.
حليم : أنا راجع قريب إن شاء الله.
عبدالوهاب : إن شاء الله يا حليم.
حليم : مع السلامة.
وسقطت سماعة التليفون من يد عبدالوهاب، وسقطت معها دمعة ملتهبة من عينيه، ربما هي دمعة الفرح لقرب مجئ عبدالحليم بالسلامه.
تقول كلمات الأغنية الأولى قبل قيام (محمد عبدالوهاب) بحذف شطرتين من الأغنية وجدهما بعيدتين عن باقي الكلمات، كما هو مكتوب اللون الأحمر:
قول لي حاجة أي حاجة
قول بحبك قول كرهتك قول، قول
قول وميهمكش حاجة، قول لي عايزك، قول لي بعتك
بس قول لي أي حاجة، أي حاجة يا حبيبي
عمري ما تعودت تبقى معايا وتفكر لوحدك عمري، عمري
ده إحنا الاثنين قلب واحد دقته عندي وعندك عمري، عمري
وإنت قلبي، وإنت أملي، قول لي مالك ساكت ليه، ليه
قول يا قلبي، قول يا أملي، قول مخبي علىّ إيه، إيه
قول لي حاجة أي حاجة، قول لي حاجة أي حاجة
لو في قلبك شكوى مني إشكي مني لوم علىّ
وإن لقيت الحق عندي أديه لك من عينيىّ، أديه لك من عينيىّ
ماتسبنيش للنار مين عارف
بعد النار يفضل لك ايه
رد عليه قول لحبيبك
قوله مالك ساكت ليه
وإنت قلبي وإنت أملي قول لي مالك ساكت ليه، ليه
قول يا قلبي قول يا أملي قول مخبي علىّ إيه، إيه
كل كلمة، كل همسة، روحي دايما شايلها لك
كل دمعة كل فرحة، كل دمعة
كل فرحة أجري دايما وأحكيها لك
وإنت قلبي وإنت أملي قول لي مالك
ساكت ليه، ليه، ليه، ليه