بقلم : سامر عوض
التقى الإعلامي جورج قرداحي بطلاب كلية الإعلام بجامعة دمشق في لقاء تفاعلي من القلب منذ يومين. قرداحي إعلامي كبير يؤمن بالقضايا، لذلك هو راسخ في سوريا.
في الوقت الذي تبارز وتبارى فيه كثرٌ على عداء بلدنا من مواقعهم أو مواقفهم، عرب أو غربيين أو من رقصوا كالبهلوان مثل صاحب نظرية (خلصت)، أو من فتحوا النار من بعيد بعد أن كانوا ضمن منظومة الدولة وعظمهم من خيرها، تجد في المقلب الآخر جنود فنوا أنفسهم من أجل سوريا وفدوها بروحهم أو مالهم كجورج قرداحي.
يعرف العرب والغرب هذا الإعلامي الناجح، ذا الكاريزما الواثقة والثقافة الواسعة والأخلاق الرفيعة، النبيل، الشهم الذي وضع كل شيء جانبًا ولفظ كلمة الحق التي يؤمن بها، ودفع فواتير باهظة لم يكن مضطرًا البتة لدفعها، لكن حبّه لسوريا وشغفه بالحق الذي يؤمن دفعه ليواجه الدنيا بكلمة حيث يصدق راسين (الكلمة كالرصاصة).
اعتقد ان كلّ سوريٍ نبيل مدانٌ لكلِّ شريفٍ آمن بسوريا وسعى لتفعيل ذلك. هنا نتحدث عن الوطن وليس منظومة الدولة كمؤسسة حكومية، الوطن أي الشعب والأرض ورموزهما الدستورية.
حين باع سوريا من صنعتهم لم يؤول قرداحي جهدًا للدفاع عن سوريا بالتعبير عن خوالجه تجاهها، هو من صنع نفسه بنفسه.
هو شاهدٌ للحق، وكما يقول المطران جورج خضر (الإعلاميون رسل هذا الزمان).
في هذا الظرف القاسي الجنوني الذي تواجهه سوريا، ترك كل شيء وجاء إلى طلاب كلية الإعلام في جامعة دمشق وسقاهم من خبرته، فلم يكن حديثه اعتياديًا يطال الشعارات والاتهامات؛ لأنّ الضّيفَ استثنائي على مستوى الوطن العربي والعالم، حيث قدّم كل ما عنده من تقنيات وأدوات حسب الظرف المتاح، وأجمل ما قال كان عندما سئل عن مرتكز الإعلام فقال (الإعلام أخلاق).
شكرًا استاذ جورج؛ لأنّك آمنت بسوريا ولذلك تكلمت.. شكرًا لأنّك آمنت أصلًا ولم تغرّك أضواء الشهرة وعبق ثروتها واخترت أن تكون إنسان أولًا وأخيرًا.
قد لا أوافقك الرأي، رغم أنّي معجبٌ بإيمانك… لكني شديد الإكبار للاثنين معًا. طوباك لذكائك، وتنسيلك الخيط الأبيض من الأسود والرمادي بفطنةٍ ومناقبية
في ليل سوريا الحالك هذا، نفتقد لبدرك!
شئنا أم أبينا، ما قدمتَة نموذج الإعلامي الناجح والإنسان النبيل، التصحر السوري إعلاميًا بحاجةٍ لأمثالك، وصدقتَ أنّ الإعلام صناعة، وصدقَ كليمانصو أنّ الصحافة (ورق، وحبر، وحرية)، وزدتَ عليها الرجولة والحب.. هنيئًا لسوريا بك!