بقلم الإعلامية الكبيرة : هدى العجيمي
تابعنا معا في الحلقة الماضية بداية مشوار حياة المخرج الكبير الرائد (نيازي مصطفي) ورحلته التعليمية في ألمانيا ثم عودته الي مصر فور سماعه خبر إنشاء ستوديو مصر الذي رأسه الفنان (أحمد سالم)، وتحدث عن فيلم (وداد) لأم كلثوم الذي أخرجه مخرج ألماني كان يعمل مديرا فنيا في ستوديو مصر، ويقول (نيازي مصطفي) أنه نشأت هناك خلافات بين المخرج وبين الآنسة (أم كلثوم) لانه كان في رأيه أن يختصر الأغاني التي تغنيها (أم كلثوم) وعدم تقديم أغان طويلة في الفيلم، والمسئولين رفضوا هذا الرأي لذلك غضبت (أم كلثوم) ولم تتعاون مع هذا المخرج طوال العمر
أما الحدث الهام الذي يركز عليه (نيازي مصطفي) فهو ظهور (كوكا) التي كانت تقوم بدور صغير في الفيلم وهو دور كومبارس وتعمل وصيفة لأم كلثوم، وقد شاهدها في هذا الفيلم مجموعة من المنتجين الإنجليز واختاروها للعمل في فيلم إنجليزي اسمه (تاجر الملح) في عام 1936، وقد صور الفيلم في لندن لكن (كوكا) لم تكمل مشوارها في إنجلترا فقد أصيبت بانزلاق غضروفي فاستغنوا عنها هناك وعادت إلى مصر وهى مريضة وغير قادرة علي العمل، ويواصل (نيازي مصطفي) حكاية (كوكا) مع الفن، فيقول: إنه بعد عودتها إلى مصر تزوجها وهى مريضة لشدة حبه وتعلقه بها، واعتني بها إلى أن أصبحت قادرة على العمل.
تعرف (نيازي مصطفى) بعد ذلك علي المخرج (صلاح أبو سيف) الذي كان يعمل في شركة الغزل والنسيج بالمرحلة الكبرى، وكان محبا للمسرح فكون فرقة مسرحية في المصنع الذي يعمل فيه هو وزملاؤه، حضر إلى في القاهرة فقدمته إلى (أحمد سالم) وعمل مساعدا لي هو ومحمد عبد الجواد وإبراهيم عمارة أيضا، وقد حدثت فجوة في الفكر السينمائي بيني وبين (نجيب الريحاني) الذي كان تفكيره مسرحي يعتمد على الحوار والحركة المسرحية المعروفة، وشاركت أيضا في عمل مونتاج فيلم (الدكتور) من أوائل الأفلام، وأثناء عملية التصوير في فيلم (الدكتور) تعرفت على (حسن الإمام) الذي تخرج من مدرسة (الخرنفش) وكانت ثقافته فرنسية، وكان يعمل حاملا للكلاكيت أي (يعد المشاهد) وكان نشيطا جدا.
سألته مرة عن السيناريو فقال إنه نسيه بالمنزل فطلبت منه إحضاره فذهب وغاب ساعتين وأحضره بالفعل، وعلمت بعد ذلك أنه لم يكن معه نقود فمشي من الهرم إلى العباسية سيرا على الأقدام وعاد بنفس الطريقة مرة أخرى حاملا السيناريو وأول مرة توضع نهاية مثيرة للفيلم المصر ي وهي ما يسمي بالذروة أو (الكلايماكس)، كان في عام 1938 بعد هذا الفيلم قمنا بتحضير فيلم آخر لنجيب الريحاني وهو فيلم (سي عمر)، وكان ذلك في شهر يوليو عام 1939 ونجيب الريحاني لم يكن يحب أن يعمل في الحر فسافر إلى لبنان هو بالباخرة وأنا بالطائرة، ونزلنا في (زحلة) وهناك بدأ الخلاف الشديد وكل منا يتمسك برأيه أثناء عمل وتصوير الفيلم!.