كتب : محمد حبوشة
لفت انتباهي وانتباه كثيرين غيري ذلك الكلام الخطير الذي قاله (النائب والإعلامي مصطفي بكري) في برنامجه (حقائق وأسرار) على قناة (صدى البلد) يوم الجمعة الماضي، حول (شركة النصر للكوك) ووصفه الواضح والصريح (بأنها لعبة ومحاولة للبيع والضحك على الذقون)، ومطالبة الرئيس السيسي بتشكيل لجنة قائلا بلهجة مستنكرة : (هذا دم مصر وتراب مصر)، وهو ما يثبت أن هنالك من لايزال يتلاعب بمصالح المصريين، خاصة أن هذه الشركة ناجحة مايشير إلى أيدى عابثة تدير لعبة التحايل واللف والدروان من خلف ستار للتحكم في الاقتصاد المصري الذي يعاني في هذه الفترة الحساسة من تاريخ مصر.
لقد أعجبني طرح (بكري) في حديثه بشفافية عن بعض الوزراء الناجحين مثل الفريق كامل الوزير الذي استلم على حد قوله (السكة الحديد واقعة ووقفها على رجليها)، إذن القضية ليست قضية السياسات بل القضية قضية الشخص (اللي عايز نفذ ويقدم معلومات خاطئة) .. ثم أردف في صراحة مطلقة: اللي يسمي جيشنا عسكر .. أنا لا اثق فيه، وده سماهم عسكر) .. يشير هنا إلى وزير قطاع الأعمال (هاني توفيق) الذي لم يسمه بالاسم، هل يعقل أن نأتي بوزير يقول أن (القطاع العام ده فاشل ولازم نخلص منه)، لماذا أتينا به طالما له وجهة نظر مسبقة .. شوفوا الصين عندها شركات قطاع عام أد ايه) وعلى رأسها شركة (هاواي) شوفوا عاملها ايه؟!.
وأضاف بكري : زي ما قال الرئيس الإدارة .. ان شالله أدخل القطاع الخاص في الإدارة .. أمشي بس ماهدش .. ما أنا هديت الحديد والصلب وهديت القومية للأسمنت .. عملتوا فيهم ايه؟! .. لازم في الفترة القادمة نلتف .. نحط ايدينا في ايدين بعض .. الكلام من قلبي .. احنا قدام أزمة عالمية لها انعكاساتها ولسه هيكون لها انعاسات تانية، وقالها بشكل أوضح لا يخلوا من جرأة نادرة: (علشان كده أنا باطلب من السيد الرئيس يخرج ويصارحنا والناس بتثق فيك .. مش عاوزه حد تاني، وأي حد ينصح ويتصور ويقول مفيش داعي لهذا أو ذاك، أو ان احنا ل صارحنا الشعب سنجده تاني يوم في الميادين غير حقيقي.
وفي إطار التندر على الماضي يقول: الشعب المصري وقف مع عبد الناصر في 67 لما صارحه وقاله الأزمة والوضع وحنحارب وحنخش معارك ودخلنا (راس العش) وانتصرنا فيها، ودمرنا (إيلات) ووقفنا فيها، (وبدأنا نلم نفسنا ونعيد بناء جيشنا واحنا بالكاد بنلاقي اللقمة .. عشنا بلدنا .. علشان كل مواطن مصري فاهم كويس قوي وعارف كويس قوي .. سيبنا من حروب الفيس بوك والأفاقين وبتوع الشعارات .. الكذابين اللي وقت الأزمات بنلقيهم يجروا على الإخوان وغيرهم، ويقولون : نحن المعارضة الشريفة).
واستطرد نائب البرلمان في حديث ذو شجون قائلا: (المعارضة هى الدفاع عن البلد وقول ده خطأ وده صح .. إذا كنت عايز المعارضة الحقيقية .. معارضة وطنية .. وعشان كده باقول للحكومة – كفاية – انتي مش حاسة بالمواطن الغلبان .. بتعملي إجراءات ماشي وفيه شغل ماشي محدش بيشكك .. بس كل يوم الأسعار دي .. الأسعار دي .. الأسعار دي .. الرسومات اللي هرت الناس في كل حتة .. الكهربا ارمي .. يافندم صندوق النقد الدولي يذهب للجحيم .. بس أنا عندي الشعب المصري أهم .. عندي احتواء الناس أهم .. عندي نسيب الناس تتنفس وتتكلم .. زي ما حضرتك قلت أكتر من مرة ودعيت للحوار الوطني.
وأشار بكري إلى حالة الاحتقان الحاصلة في الشارع المصري في استدعاء جرئ للحقيقة المرة قائلا: دا العربية يافندم لها شكمان بتتنفس منه)، وبمرارة (احنا بشر وشعب عظيم له تاريخ وله أمجاد .. وأنا باقول الكلام ده من قلبي .. اللي يزعل يزعل ما يهمنيش .. أنا يهمني البلد دي ويهمني القائد الوطني اللي أنا مؤمن به .. وأنا بأقول هذا الرجل يجب أن نلتف حوله .. ومش معني اني بانتقد حكومة أو وزير يتلوي دراعي .. اللي بيعملوا مراكز قوى هنا أو هناك – كفاية – البلد دي اللي باقية .. وأنا بأتكلم عشان أوقف أي مؤامرة على الشعب المصري من هنا أو من هنا، وأي إنسان إعلامي يقف خلف القيادة السياسية.
وبصراحة مطلقة قال (مصطفي بكري) : احنا مطلوب اننا ننقل للرئيس نبض الناس اللي أنا واثق ان فيه جهات وأجهزة بتعمل ده .. انما ماجيش أعمل احتقان .. النهارده لما بيع شركة هنا ولا هنا ما أنا باعمل احتقان .. طيب ايه رأيكم في مجلس الوزراء الأخير .. كان فيه شركة السيد وزير قطاع الأعمال خلاص بايعها .. صفاها خلاص .. أظن اسمها (الشركة العربية للملاحة) .. شركة فيها كذا دولة عربية .. السيد وزير النقل كامل الوزير قال أنا حاخدها وأشيلها .. معرفش صحة الكلام ده .. يقدر ياخدها وينتشلها.
ويثمن (بكري) كلام الرئيس في قوله: حافظوا على الشركات من التصفية .. اللي خسرانة دي حاجة تانية .. لكن جاب وزيرة الصناعة أكتر من مرة .. وجاب المسئولين أكتر من مرة .. وقالهم: الصناعة الوطنية عنوان مهم .. لأنه كل واحد يفسر وينقل كلام للتاني مش مظبوط وندفع احنا التمن .. وعمال مصر يدفعوا التمن .. والشعب المصري يدفع التمن .. لا وألف لا: المصانع دي بنيناها بدمنا من أيام جمال عبد الناصر – رحمة الله عليه – دفعنا فيها تمن .. جهد العمال وعرقهم ودمهم .. وقوفهم قدام المكن يتحرقوا .. ان كان في الحديد والصلب والنصر للسيارات ولا الكوك ولا ولا .. ولا في شركات الأسكندرية ولا في الغزل والنسيج.
وعن الطبقة العمالية التي تآكلت بفعل خفافيش الفساد يقول (بكري): انها طول عمرها سند للدولة .. الفلاح طول عمره سند للدولة .. الطبقة المتوسطة طول عمرها سند للدولة .. رجال الأعمال الوطنيين طول عمرهم سند للدولة .. الصناعة الوطنية طول عمرها سند للدولة .. يافندم تقعد مع كل حد عنده مشكلة دلوقتي .. أخش في انتخابات عمالية .. لمصلحة من أشطب فلان وأجيب فلان واعمل علان .. مين اللي بيدخل .. على أي أساس .. ما كلهم وطنيين .. لو إخوانجي طلعله قرار واركنه على جنب .. من الإرهابيين أو من الناس اللي بتتآمر على الدولة معندناش مشكلة .. لكن ما ينفعش فلان مشطوب .. فلان كذا .. فلان كذا .. فلان كذا .. ما أنا كده باولع الدنيا .. هو انتوا حتفضلوا كلكوا تولعوا الدنيا ليه؟! .. لمصلحة من ؟!.
ثم ينهى كلامه الناري : لمصلحة مين قال الرئيس أكتر من مرة اعملوا انتخابات المحليات وما ببتعملش .. احنا قاعدين بلا محليات مع انك انته كدولة الـ 60 ألف واحد دول اللي حيبقوا موجودين حيبقوا سند لك.
جدير بالذكر أنه كان النائب مصطفى بكري، قد هاجم الحكومة من قبل بسبب استهدافها معدلات الفقر بنسبة 1% فقط، خلال العام المالي الجديد، مؤكدا أن ذلك الرقم المستهدف ضد حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، برفع مستوي معيشة الريف، ولا يتماشي مع الانفاقات التي ستتم من خلال مشروع تطوير القري، جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة العامة للبرلمان ، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس المجلس، لإستكمال مناقشة تقرير لجنة الخطة والموازنة بشأن الموازنة العامة للدولة للعام المالى الجديد، وقال بكرى، إن الحكومة تستهدف النزول بمعدلات الفقر، من 29.5% إلى 28.5%، متسائلا: كيف تنخفض معدلات الفقر ودعم الكهرباء في الموازنة الجديدة صفر، وهو ما يعني زيادة الفاتورة بنسبة 3%، كما أن رفع دعم البوتاجاز سيعمل على زيادة الفاتورة بنسبة4%.
وأضاف: وفقا لتلك النسب معدل الفقر سيزيد بنسبة 11%، ووجه بكري سؤالا للحكومة عن خطة بيعها الشركات الحكومية قائلا: (أين الشركات التي تبيعها الحكومة والوحدات الاقتصادية؟.. لابد أن يكون هناك خطة حقيقية لمواجهة الفقر، وانتقد بكرى النص في الموازنة على تحصيل 93 مليار جنيه ضرائب من رواتب الموظفين، في الوقت التي أعلنت عن تحصيل 5 مليار جنيه من المهن الحرة وهم الأطباء الفنانين والصحفيين وهى فئات تحصل على مرتبات عليا، وتابع: لابد أن يكون هناك تشريع بعدم التجديد لأى مهني من نقابته إلا إذا كان هناك اقرار ضريبي، وأشار إلى أن الحكومة لم تلتزم بتطبيق الحد الأقصي للأجور، خاصة أن قانون ربط الموازنة العامة حدد نسبة الحد الأقصي بـ 35% مثل الحد الأدني الذي حدده رئيس الوزراء مما جعل مرتبات البعض تصل إلى 70 ألف جنيه، وستصل في قانون العمل الحالي إلى 84 ألف جنيه، وشدد بكرى على ان هناك انفصام بين تقرير لجنة الخطة وبرنامج الحكومة .
كما هاجم الإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري الحكومة أيضا لتقاعسها في اتخاذ القرارات السريعة التي ترفع قدرا من مصائب الغلاء عن كاهل الشعب، وقال بكري خلال تقديمه برنامج (حقائق وأسرار) عبر فضائية (صدى البلد)، موجها حديثه للحكومة: ليه قانون اشتراطات المباني مطلعش حتى الآن؟! دا أنا صوتي اتنبح منذ عدة أشهر، وأنا أطالب الحكومة بإصدار هذا القانون، وأقول: انزل يا رئيس الوزراء وشوف العمال والمقاولين قاعدين في الشوارع إزاي، انزل يا وزير الإسكان شوف الدنيا بايظة إزاي، هناك 195 مهنة أصحابها نايمين في بيوتهم وبيشحتوا، وهناك مطورين عقاريين أفلسوا ومهددين بالسجن نتيجة الالتزامات التي عليهم ولم يستطيعوا سدادها، إحنا عايزين ترجمة لما قاله الرئيس السيسي.
وقال بكري: إننا ندافع عن الدولة الوطنية بمؤسساتها المختلفة، مؤكدا أن المواقف المبدئية لا تتجزأ، ومن الممكن أن تعارض، ولكن لا نتعارض مع مؤسسات الدولة، وتابع: نحن في مرحلة تحدي، فيه غلاء في الأسعار تشهده مصر بسبب معدومي الضمير، ولابد أن نزيل العبء من الجيل الحالي والأجيال المقبلة، متابعًا: معدل الديون في مصر عالي ويجب وقفه ولكننا مازلنا في النطاق الآمن)، وأضاف أن كل مواطن عاش فترة 2011 وما بعدها، يدرك حجم المخاطر التي كانت ضد الدولة.
ما قاله نائب البرلمان (مصطفي بكري) يدق ناقوس الخطر حول الأوضاع المعيشية الضاغة على المواطن المصري في ظل الظروف الراهنة التي تحيط بنا كشعب مصري صامد رغم المعاناة اليومية من غلاء الأسعار، لكنه مازال يثق في الرئيس في قيادته دفة الأمور بشكل حكيم .. وهو ما يستدعي قيامه بخطوات عملية لرفع المعاناة عن أبناء هذا الوطن الذي يواجه أقسى التحديات في سبيل الحصول على لقمة عيش كريمة .. فهل من مجيب؟!!!.