سراج منير يكتب لزوجته ميمي شكيب في أحاديث النجوم (روشتة) إنقاذ السينما المصرية
كتب : أحمد السماحي
من الثنائيات الفنية الشهيرة في السينما المصرية (ميمي شكيب وسراج منير) اللذان قدما للسينما العديد من الأفلام التى لا تنسى، والمحفورة في أذهان عشاق الفن السابع، سواء التى قدموها معا أو التى قدمها كل فنان منهما منفردا.
في عام 1952 أجرت مجلة (الكواكب) حديثا لطيفا أجرته ميمي شكيب مع زوجها سراج منير في باب بعنوان (أحاديث النجوم) تحت عنوان فرعي (سين وجيم بين ميمي شكيب وسراج منير) فإليكم نص الحوار كما نشر:
بين كواليس مسرح (الريحاني) ووسط الحركة الدائمة والضجة التى يحدثها إعداد مناظر الرواية، جلست ميمي شكيب تستجوب زوجها سراج منير، فسألته عدة أسئلة جاوب عليها بذكاء وخفة ظل.
ميمي: يا سراج أنت عارف أني أحب الصراحة وأكره الكدب موت وعايزاك تجاوب على الأسئلة اللي راح أسألها لك بصراحة زي عادتك؟
سراج وقد ظهرت عليه علامات الإزعاج وقال بينه وبين نفسه صراحة وكدب وأسئلة، وسأل: إيه الحكاية فيه حاجة حصلت؟
ميمي: متخافش دي بس شوية أسئلة صحفية.
سراج وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة الارتياح : آه قولي كده يا شيخة!
ميمي: عمرك كام سنة؟
سراج: أيوه صحيح دي أسئلة صحفية تمام، عمري يا ستي 45 سنة.
ميمي: كم سنة مضت عليك في التمثيل؟
سراج : 24 سنة في مصر، و5 سنوات في ألمانيا.
ميمي: انت اشتغلت ممثل في ألمانيا؟
سراج : أيوه سافرت سنة 1924 أدرس الطب عشان أطلع دكتور فطلعت ممثل مش كويس؟
ميمي: برافوا برافو، وإيك رأيك في السينما المصرية خصوصا وأنت من أوائل اللي اشتغلوا بها؟
سراج: الحقيقة يا ميمي السينما المصرية مش عجباني! لأنها بترضي الجمهور أكثر مما ترضي الفن، والمنتجين بيحاولوا استرضاء الجمهور بكل وسيلة على حساب الفن، وأنا طلبت من أحد المنتجين أن ينتج فيلما تغلب فيه الناحية الفنية على الناحية التجارية اعتذر بأن السوق عايز كده!، وعنده حق!، وأنا أرى أن الخلاص الوحيد من هذه الحالة في أن تخصص الحكومة إعانة مالية ضخمة للمنتجين عشان تشجعهم ينتجوا أفلام تجمع بين الفن والتجارة.
ميمي: فيه سؤال مهم خالص يا سراج، إنت عشت حياتك تتمتع بالمجد والشهرة، فماهي آمالك في الحياة بعد ذلك؟
سراج: أن أموت وأنا متمتع بالمجد والشهرة.
ميمي: هل تعتقد أن الحظ وحده دون اعتبار للكفاءات هو الذي يلعب أكبر دور في الوسط الفني؟
سراج: الحظ وحده لا يكفي، وكذلك المواهب والمقدرة الفنية لا تكفي، فهناك فنانون ممتازون عبس لهم الحظ فعاشوا حياتهم مغمورين، وهناك فنانون أقل منهم موهبة وابتسم لهم الحظ فبلغوا قمة النجاح الفني.
ميمي ويبدو عليها التردد قبل أن توجه السؤال التالي: هل تعتقد أن معهد التمثيل يستطيع أن يقدم فنانيين ممتازين يخلقون زعماء التمثيل في مصر؟
سراج: لقد أثبت المعهد وجوده عندما قدم بعض خريجيه الذين استطاعوا أن يشقوا طريقهم ويحتلوا مكانا بارزا في الصفوف الأولى وأن يؤدوا الأدوار التى تتفق مع أعمارهم، وعندما يبلغون سن زعماء التمثيل فسوف يخلفونهم من غير شك، فالمسألة مسألة وقت فقط.
ميمي: بماذا تعلل إحجام فتيات الأسر الكبيرة على الاشتغال بالتمثيل؟
سراج: للصورة السيئة التى نبتت في أذهان الأسر عن الوسط الفني، وأيضا لأخلاق بعض أفراد الوسط الفني الذين سمحوا لأنفسهم أن يسيئوا إلى بعض زملائهم بما يشيعونه من إشاعات كاذبة أساءت إلى المجموع أكثر مما أساءت إلى الأفراد.
ميمي: ماهي أحب أدوارك إلى نفسك؟
سراج : في السنما ولا المسرح؟
ميمي : في الأثنين
سراج : في السينما دوري في فيلم (أسير الظلام) تأليف وإخراج عزالدين ذوالفقار، وبطولتي مع مديحة يسري، وفي المسرح دوري في رواية (أولاد الفقراء) مع يوسف بك وهبي.
ميمي: وما هو الدور الذي يذكرك به الجمهور؟
سراج: دور عنتر في الروايات البدوية.
الجرس يدق ومدير المسرح ينادي سراج إلى المسرح.
ميمي: أشكرك يا سراج كفاية الأسئلة دي.
………………………
الصور من أرشيف المصور : مكرم سلامة