أحمد السعدني .. ممثل موهوب يتمتع بالمؤهلات الجسدية الضرورية
بقلم : محمد حبوشة
في كتابه (الأنا والآخر) للمؤلف الدكتور صالح سعد، يتساءل: هل الممثل مجرد شخص يتظاهر بأنه شخصية أخرى؟، وهل هو ذلك العصابي المريض الذي يخفي خلف براعته في تقمص الشخصيات المختلفة، ويقدم أشكالا هستيرية كامنة وجدت تعريفها الآمن فوق خشبة المسرح وأمام الجمهور على الشاشتين السينما والتلفزيون؟، أم هو على العكس، فنان واع يعزف بمهارة نوع المشاعر المركبة على أوتار أعصابنا المشدودة دون أن يحس؟، ولو بظل من تلك المشاعر؟.
تلك الأسئلة وغيرها لا تنتهي في حالة ضيفنا في باب (في دائرة الضوء) النجم (أحمد السعدني)، فهو من أولئك الممثلين اللذين يتقنون أداءهم بشكل تلقائي وعفوي، فتزدوج شخصيته بالشخصية الأدائية، يؤثر في جمهوره تأثيرا مباشرا، وإن أداء الممثل عند (السعدني) له من الأسس والقواعد التي تجعل منه فنا، وليس تقليدا أو نسخا للواقع المعاش؛ أي أنه فن يرتبط بالفكر، والهدف المراد تجسيده وطرحه على الخشبة أو شاشة السينما أو في الدراما التلفزيونية في إطار فني ممتع هو أداء الممثل، الذي يعتبر عنصرا أساسيا في خلقه، وليس مجرد حركات أو إشارات لتسلية الجمهور وإضحاكه بدون هدف، وعلى الممثل، إذا أراد أن يعبر بشكل علمي وفني يتفق مع طبيعة العلوم والفنون، أن يدرك أدوات مهنته، وجميع متعلقاتها التي تتيح له عملا ناجحا يتسم بالجدية؛ لهذا يفترض في الممثل أن يكون مثقفا واعيا متشبعا بمدارس المسرح المختلفة، وأن تكون لديه معرفة عملية أساسها الاحتكاك والممارسة والتجريب بحكم جيناته التي ورثها من والده الفنان القدير (صلاح السعدني).
(أحمد السعدني) في كل أعماله الكوميديا والتراجيدية يدرك دائما إن التمثيل هو فعل معرفة مستمر، وهو الطريقة إلى دخول العالم الداخلي للإنسان وتعريته والكشف عن خباياه الدفينة، وخاصة الخبايا التي لا يستطيع الفرد الإقرار بها حتى أمام نفسه، إضافة إلى أن التمثيل هو فعل الحرية والتحرر بالمعني السيكولوجي؛ سواء تعلق الأمر بالممارسة ذاتها أي العرض، أو النتيجة التي تصل إليها أي التطهير، إن العنصر المشترك بين الممارسات والمشاركات المسرحية هو تكرار (لا شيء) يأتي من عدم، وهذه قاعدة تقوم عليها ظاهرة العرض أو الاستعراض والفرجة.
يقول الكاتب المسرحي والشاعر الإيطالي (لويدجي بيرانديللو): (الممثلون إذا لم يكونوا موضحين، مفسرين، ماذا يكونوا؟ ولكن للأسف هم مفسرون ضروريون، فبين المؤلف الدرامي وابداعاته في مادية العرض، يتدخل بالضرورة عنصر ثالت لا يمكن اقصائه من حساباتنا ألا وهو الممثل، ولأن (أحمد السعدني) يعتبر التمثيل الدعامة الأساسية بل الشرط الأولي والضروري لكل عرض مسرحي أو سينمائي أو تليفزيوني يقوم به، إذ يمكن الاستغناء عن الإخراج والإنارة والديكور- كما كان الممثل الألماني العبقري (كلاوس كينسكي) يردد على مسامع المخرجين متحديا سلطتهم وعجرفتهم – ولكن لا يمكن أن يتحقق فعل التمسرح بدون ممثل، فيكفي أن يكون هناك ممثل ومكان للعرض ومشاهدين لكي نستطيع الحديث عن فعل مسرحي، وينبهنا الممثل والمخرج الروسي المعروف (ستانسلافسكي): (إن السيد الوحيد على خشبة المسرح إنما هو الممثل الموهوب – المبدع)، والمسرحية عندما تعرض أمام الجمهور، فهي تعرض بتوقيع الممثلين بعد أن يتوارى كل من الكاتب والمخرج الى الخلف.
لقد أثبت (أحمد السعدني) العرض الدرامي الناجح مشروط بمدى مهارة الممثلين وقدرتهم على التعبير عن معاني النص ومضامينه، لهذا لا يمكن لأي كان أن يصبح ممثلا اللهم الأغبياء والمجانين المهووسين بجب الظهور، ففن التشخيص يتطلب الموهبة وجملة من المؤهلات والقدرات، بالإضافة الى التمارين والممارسة اليومية المنتظمة.
وفضلا عن ذلك يتمتع (السعدني) بالمؤهلات الجسدية الضرورية على مستوى الصوت الذي يعتبر الأداة الأولية والضرورية في فن التشخيص، إذ بواسطة الصوت يستطيع الممثل أن يشد انتباه الجمهور إلى ما يجري فوق الخشبة أو الشاشة الكبير والصغيرة، لهذا يجب أن يكون صوت الممثل قويا غنيا خصبا واسعا يتوفرعلى جميع الإيقاعات والنبرات، صوت رنان وخفيظ ونائح ومهتز ومرتج، بحيث يستطيع التعبير على مختلف الانفعالات الإنسانية، كالوقار أو الشكوى أو الحزن أو الإهانة أو الفرح، ولا يمكن للممثل أن يطور فنه أبدا، إذا كان لا يتسلح بمؤهلات صوتية ، كيفما بلغ ذكاءه ومهما اجتهد وعمل.
ومن المؤهلات الضرورية لأحمد السعدني في ابداعه المذهل، النطق المبين، بمعنى أن يتلفظ الممثل الحروف والكلمات والجمل بشكل واضح وجيد، فالفك الواسع بعض الشيء، يساعد على إخراج الكلمات بوضوح أكثر، والحنك العميق يعطي قوة وجهورية للصوت، والأسنان المشدودة إلى بعضها البعض، تحول دون الصفير والهسيس، بينما الأسنان المنفرجة تساعد على ذلك، وبالطبع على الممثل أن يحارب ضد هذه النقائص بالتمارين اليومية التي تستهدف تحسين النطق ومخارج الحروف، ولهذا وكي يجيد (السعدني) نطق دوره عليه دائما ما يردده في كل لحظة بين أسنانه وأن يحس بالكلمات في فمه وأن يضغضغا ويمضغها، بل وأن يكون سيد فكه وبالتالي التحكم المطلق في إيقاعاته ونبراته الصوتية.
وعلى مستوى الحركة إلى جانب الصوت يلعب الجسد عند (أحمد السعدني) دورا مركزيا في فن التشخيص، لهذا لا يقتصر الأداء على الصوت فقط ولكن يتدخل الجسد بحركاته الرشيقة، الجميلة والدقيقة للتعبير عن الأحاسيس والانفعالات الداخلية، مراعيا أنه يجب أن ينطق جسد الممثل هو الآخر، بالعين والنظرة وباليد وبالرأس والإيماءة ووضعية الصدر وبالمشية، فإذا كان الممثل يحفظ دوره عن ظهر قلب، وإذا كان يلقيه بكيفية أنيقة، جميلة، رائعة، ولا يوظف مؤهلاته الجسدية كأن تظل يداه ملتصقتين بجسمه، والرأس يميل في نفس الإتجاه، والعين باردة جامدة، إذا كان الجمهور لا يحس بالممثل كوجود من لحم ودم وانفعالات، فلن ننفعل بأداءه أبدا.
وفي منهج (أحمد السعدني) التمثيلي لا يجب أن تكون حركات الممثل عشوائية وإنما حركات مدروسة دقيقة ومعبرة، فالحركة والنطق أوما يعرف في المسرح بالإلقاء، يجب أن يخضعا للدراسة والتمارين والتعلم، ولكن هذا لا يعني أن الدراسة بإمكانها تعويض الطبيعة أوالاستعداد الطبيعي الذي يشكل عبقرية الفنان وموهبته، وبصفة عامة يمكن أن نقول للممثل: (اشتغل واجتهد وتمرن ولكن لا وجود لممثل بلغ مستويات عالية في فنه بدون موهبة تقوده منذ المراهقة أو ربما الطفولة)، وهو ما تجلى واضحا في أداء (السعدني) لشخصية القائد الداعشي (عمر الدسوقي) في مسلسل (بطلوع الروح) بحرفية عالية تؤكد موهبته التي أثبتت أن (ابن الوز عوام).
من المؤهلات المعنوية الضرورية التي لاحظت توافرها في أداء (أحمد السعدني) هى (الثقافة والتكوين)، فلا يمكن للممثل أن يجسد شخصية القيصر الروماني أو إبن رشد أو أبي حيان التوحيدي أوعطيل إذا كا يجهل التاريخ، ولا فكرة له عن هاته الشخصيات التاريخية أو المتخيلة، ولا يعرف شيئا عن تاريخ الفنون، ولا يقرأ النصوص المسرحية، وجاهل بأمهات الكتب الأدبية والعلمية والتاريخية، والأهم من ذلك هو أن تكون له رؤية واضحة عن تاريخ الحضارات وثقافات الشعوب من عادات ومسلكيات وقيم وإنفعالات، وكلها مواصفات تبدو واضحة في شخصية (السعدني الابن)، والتي على مايبدو قد ورثها عن والده المثقف الموسوعي.
ومن خلال متابعتي لأعماا (أحمد السعدني) لاحظت أن يعي جيدا أن الممثل المقتدر والمقنع هو الذي يلعب بكيفية طبيعية وتلقائية وصادقة، لكن الصدق لا يعني الانغماس الكلي في الدور أو الانقياد الكلي لمشاعر الشخصية، وإنما يستلزم الصدق والمراقبة الذاتية في نفس الوقت، فالصدق يستدعي الوعي ومراقبة أداءنا، والمراقبة لا تلغي الصدق والانغماس في الشحصية، أما معيار مدى نجاح الممثل، فهو الجمهور، فإذا ما اهتز هذا الأخير وانفعل واهتم وانتبه لحضور الممثل ولأدائه فإن هذا دليل على أن الممثل يلعب بطريقة طبيعية ومقنعة، لكن ذلك لابد أن يكون مشروط بالحساسية، فالممثل مطالب بأن ينسى ذاته الى حد ما، وأن ينزع ثيابه، لإرتداء لباس الشخصية التي يؤديها، يجب على الممثل أن يترك جانبا متاعبه الشخصية واهتماماته الأسرية والإجتماعية لكي يكون مستعدا لتقمص دوره، وإلا لن يكون قادرا على الإحساس بدوره والإندماج في الشخصية.
يتعين إذن على الممثل أن يعيش انفعالات الشخصية وأحاسيسها بصدق وإيمان، وأن يتحول من الممثل الشخص إلى الشخصية المراد تجسيدها، فكيف للممثل أن يؤثر ويقنع المتلقي بانفعاله وشعوره وبصدق أحاسيسه إذا لم يكن هو مؤمنا ومقتنعا إلى الحد الذي يصبح فيه إلى حد ما الشخصية التي يؤديها – نقول إلى حد ما لكي لا يفهم من هذا الكلام أن لا دور لعمل الوعي والنقد الذاتي والمراقبة الذاتية في عمل الممثل – أو بتعبير آخر إن مفارقة الممثل الأساسية في جالة (أحمد السعدني) هى أن يعيش الشخصية بصدق وأن يكون في نفس الآن على وعي تام بأنه يمثل الشخصية ويقدمها للجمهور.
الفنان الشاب أحمد السعدني هو ابن الفنان القدير صلاح السعدني واسمه بالكامل هو (أحمد صلاح الدين عثمان إبراهيم السعدني)، هو من مواليد محافظة القاهرة، أحب التمثيل منذ صغره فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج من قسم التمثيل، ولأنه نشأ في وسط فني يقدر التمثيل والمسرح مما ساهم في تعزيز حب هذا النوع من الفن بداخله، ودفعه لخوض رحلته الخاصة في هذا المجال، وذلك بعد أن شارك مع والده في أول أعماله في المسلسل التلفزيوني المعروف باسم (رجل في زمن العولمة) بمشاركة سماح أنور، الذي كان من إخراج عصام الشماع عام 2002م، حيث أثبت من خلال هذه التجربة امتلاكه موهبة فنية حقيقية.
ويعتبر عام 1995 هو بداية مسيرته الفنية عندما شارك لأول مرة في مسلسل (ليالي الحلمية – الجزء الخامس)، ثم شارك بعد ذلك في العديد من الأعمال الفنية التي ظهرت من خلالها موهبته وقدراته التمثيلية، وتألق مع النجمة غادة عبد الرازق في مسلسل (زهرة وأزواجها الخمسة)، كما تميز في فيلم (أعز أصحاب) مع النجم أحمد فلوكس.
توالت أعماله الفنية فعلى الصعيد السينمائي قدم أشهر أفلامه مع الزعيم عادل إمام وهو دور الشيخ محمود في فيلم (مرجان أحمد مرجان)، وشارك (أحمد السعدني) في عدة أفلام أخرى ومنها: فيلم يوم الكرامة في عام 2004 وقام بدور ملازم أول (رجائي حتاتة)، وش إجرام – 2006 وقام بدور ضابط شرطة، عمارة يعقوبيان – 2006 وقام بدور خالد عبد الرحيم، مرجان أحمد مرجان في – 2007 وقام بدور الشيخ محمود، شعبان الفارس – 2008 وقم بدور النقيب أحمد السبكي، أعز أصحاب – 2009 وقام بدور محمد أمين، مقلب حرامية – 2009م وقام بدور زكي كود، الوتر – 2010 وقام بدور الموزع الموسيقي حسن راتب، الإنسان الرومانسي – 2010، برتيتا – 2011 وقام بدور طارق، ساعة ونص – 2012 وقام بدور باشع الشاي في القطار. وقدم في نفس العام – المصلحة – وقام بدور يحيى أبو العز، سوء تفاهم – 2015 وقام بدور يحيى أحمد عبد العزيز، سطو مثلث – 2016 وقام بدور علي المراكيبي، ليلة هنا وسرور – 2018 وقام بدور مستر شهاب.
وفي التلفزيون قدم عدة أعمال درامية مهمة وأبرزها (ليالي الحلمية الجزء الخامس في عام 1995 وقام بدور مجدي سليمان غانم وهو شاب، سنوات الشقاء والحب – 1998، عمو عزيز – 1999 وقام بدور عبد الرحمن، الدنيا لما تهزر – 2002، رجل في زمن العولمة الجزء الثاني – 2003 وقام بدور عمرو الحسيني، مصر الجديدة – 2004 وقام بدور محمد شعراوي، أحلامنا الحلوة – 2005، المطعم شئ توتو – 2006، وسكة الهلالي في نفس العام وقام بدور عبد الحميد، القاهرة 2000 عام 2006، وقضية نسب في نفس العام وقام بدور بسام ابن عمر، من أطلق الرصاص على هند علام – 2007 وقام بدور شيحة، وفي نفس العام مسلسل حق مشروع، كلمة حق – 2008 وقام بدور ضياء مختار أبو العز، قمر 14 – 2008، راجل وست ستات الجزء السابع – 2010، زهرة وأزواجها الخمسة – 2010 وقام بدور فريد، الأبواب المغلقة – 2010، قضية صفية – 2010 وقام بدور ممدوح، المنتقم – 2012، وقام بدور عاصم الطحان.
في عام 2012 قدم أحمد السعدني مسلسلي واحة الغروب، وخطوط حمراء، ثم قدم مسلسل الشك في عام 2013م وظهر ضيف شرف، إضافة إلى مسلسلات (فرق توقيت في عام 2014 وقام بدور ياسر، وفي العام كلام على ورق وقام بدور حمزة قصير)، ثم (سندباد – 2015، وقام بدبلجة النسخة العربية لمسلسل مدرسة الحب في عام 2016، كذلك وفي نفس العام قدم عدة أعمال وهى (مسلسل الكبريت الأحمر الجزء الأول في منفس العام وقام بدور معتز سليمان عدوية، والوعد وقام بدور يوسف، كذلك مسلسل أفراح القبة وقام بدور أشرف شبندي)، أما مسلسل الكبريت الأحمر الجزء الثاني في عام 2017 وقام بدور معتز سليمان عدوية، وفي نفس العام مسلسل أم الدنيا، مسلسل واكلينها والعة كضيف شرف – 2018، عالم افتراضي – 2019، ومسلسل زي الشمس في عام 2019 وقام بدور عمر، مسلسل شبر مية في عام 2019.
أما آخر أعماله (بطلوع الروح) في رمضان 2022، والذي يعد تجربة قوية وثرية على مستوى تكنيك الأداء، حيث لفت الأنظار جيدا في تجسيده لشخصية (عمرالدسوقي) ذكيا ويتمتع بقدرات ومهارات جيدة فوجد نفسه أقرب إلى التنظيمات الدينية التي لا تظهر تطرفها في البداية، ومعها يلقى التقدير وفرصة الصعود سريعا، ويعوض عمر بانتمائه إلى التنظيمات الدينية جزءا من شعوره بالنقص حتى تأتي لحظة يشعر فيها أن وجوده في جماعة دينية لا تمارس العنف ليس كافيا، بينما هو مملوء بالغضب ضد المجتمع الذي يتعامل معه بقدر من الاستهانة فيقرر إطلاق الرصاص على هذا المجتمع، وينزح مع النازحين ليستقر به المطاف في حضن تنظيم داعش الإرهابي.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للنجم (أحمد السعدني)، الذي حقق هذا الممثل شهرة واسعة على مستوى الدراما التلفزيونية، وكذلك الأفلام والأعمال السينمائية؛ ولعل السبب في ذلك يعود إلى حضوره القوي وشخصيته القريبة إلى القلوب، حيث يصنف على أنه أحد أبرز النجوم الشباب المصريين، ولعل أبرز صفاته المهنية أنه ممثل يقوم بتوليد نصه الخاص، وإن هذا النص خاصة عندما يفهم جيدا، وعندما يندمج مع الكلمات والحركة والإيماءة والرقص والموسيقى والإضاءة وغيرها من المكونات الفنية، وهو ما يترك له تأثيره البالغ والمهم في الجمهور، ومن ثم أصبح واحدا من نجوم الفن المعروفين بمصر حاليا بفضل دأبه واجتهاده.