بقلم : بهاء الدين يوسف
من المؤكد أن كلنا تابعنا تفاصيل المعركة القضائية التي اندلعت بين الممثل الأمريكي الشهير (جوني ديب) وطليقته (آمبر هيرد)، ورغم كثرة التفاصيل وملل إجراءات المحاكمة، لكن أبرز ما لفت انتباهي شخصيا كان حديث (جوني ديب) عن قيام طليقته ذات الوجه الجميل بتعذيبه على طريقة رجال العصابات في ستينات القرن الماضي عبر إطفاء السجائر في جسده وقطع إصبعه بزجاجة مكسورة ما يذكرنا بالمشاجرات التي كانت تجري في الحانات الشعبية والتي كانت حاضرة دائما في أفلام حقبة الأربعينات من القرن الماضي.
مثلما قلت فإن التفاصيل كثيرة ومؤلمة وتثبت لمن يحسد الفنانين على حياتهم المخملية صدق مقولة (ريا) سفاحة النساء الشهيرة أن (محدش بياكلها بالساهل)، وأن الحياة ليست زاهية الألوان حتى مع هؤلاء الفنانين الذين ينعمون بالشهرة والأموال الطائلة والوسامة أيضا.
لكن ما يعنيني هنا ما اكتشفته وهو يعادل في قيمته العلمية حسب رأيي اكتشاف الجاذبية الأرضية للعبقري (نيوتن) في الزمن القديم!!، ويتلخص اكتشافي في أن أغلب أشرار وبلطجية الدراما على الشاشات المختلفة هم في حياتهم الحقيقية مثل القطط البلدي التي بمجرد أن ترى صاحبها يدخل المنزل حتى تقفز و(تتنطط) لكي تجلس على رجليه وتكسب رضاه.
فها هو جوني ديب (قرصان الكاريبي) في سلسلة الأفلام التي حملت نفس الاسم، ورجل العصابة الذي يفتح شهيته بقتل الأبرياء في فيلم Total Mass يقع في غرام ممثلة ناشئة ثم يعاني معها الأمرين وهى تعذبه بشكل حقيقي وليس فقط تعذيب عاطفي أو نفسي، وفي النهاية يدفع لها تسوية طلاق محترمة رغم إدراك الطرفين أنها هي من أساءت له قبل أن ترى الست المفترية أن ما حصلت عليه ليس كافيا فتلجأ للقضاء للحصول على المزيد.
هناك أيضا حالة (براد بيت وانجلينا جولي)، وفيها نرى براد الذي يضرب ويقتل في معظم أفلامه ويكون صاحب اليد الطولى في أي خناقة يكتفي بدور الكومبارس لزوجته ويفعل كل ما تريد أن تفعله، فيتبنى أطفالا من دول الصراعات العرقية في أفريقيا وآسيا إرضاء لها، وفي الأخير تقرر الابتعاد عنه بسبب شائعات لم تثبت صحتها عن وقوعه في غرام الممثلة الفرنسية (ماريون كوتيار) التي شاركته فيلمه الأخير (تحالف)، ثم تفننت الممثلة النحيلة التي سبق وأن خطفت بيت من زوجته الأولى (جينيفر أنيستون) في الإساءة لطليقها عبر جره إلى المحكمة في معركة حضانة الأطفال الذين تبناهما الثنائي، وأخيرا بيع نصيبها في مزرعة فرنسية كان يمتلكاها دون إعلامه بالمخالفة لاتفاق تم توقيعه بينهما حين اشتريا المزرعة بألا يبيع أحدهما نصيبه دون موافقة الطرف الآخر.
في مصر قرأنا بعض القصص التي تتشابه في المغزى رغم اختلافها في التفاصيل، فالفنان (محمود المليجي) أشهر شرير في تاريخ السينما المصرية كان في غاية الوداعة مع زوجته الفنانة الراحلة (علوية جميل) التي أطلق عليها لقب المرأة الحديدية، وكانت بحسب ما قرأنا تمنعه من السهر أو استضافة اصدقائه في المنزل، وحين وقع في حب الفنانة (درية أحمد)
أجبرته على التخلي عن حبيبته بل وطردتها من فرقة (إسماعيل يس)
التيكانت تعمل بها، مثلما أجبرته على تطليق الممثلة فوزية نصار بعد 3 أيام فقط من زواجهما وقررت أن تتصل بها هاتفيا لتبلغها خبر الطلاق بنفسها.
ونفس الحال ينطبق علي وحش الشاشة فريد شوقي وزوجته هدي سلطان التي كانت مسيطرة عليه سيطرة كاملة، بحيث كان يبدو أمامها كالحمل الوديع رغم أنه عرف بوحش الشاشة.
لكل ذلك أدعوك بكل بساطة ألا تصدق أن الأشرار على الشاشة هم رجال مسيطرين في بيوتهم، بل إنني ربما أطلب منك حين تشاهد شريرا سينمائيا أن تدعو له بالستر في مواجهاته غير المتكافئة مع زعيمة العصابة التي في المنزل!