بقلم : علي عبد الرحمن
الحوار الوطني المصري المرتقب، هو حوار بين أطراف وأطياف عديدة جاءت بدعوة لتستمع كل الأطراف لبعضها نصل في توصيات مرحلته الأولي، نعم مرحله أولي لأن الحوارات الوطنية الجادة التي تهدف إلي اتفاق وطني صادق ووثيقه وطنية مخلصة وقواسم مشتركة ونقاط إلتقاء وبدايات تم الإتفاق عليها، كل هذه النتائج المرجو تحقيقها من حوارنا الوطني لايمكن مع تباين الطيف السياسي وتباعد وجهات النظر لايمكن أن تنتهي في الجلسات الأولي للحوار.
ولكن لابد أن يدرك القائمون علي الحوار والمشاركون فيه أننا أمام حوار متعدد المراحل والجلسات والتوصيات حتي نصل إلي إئتلاف حكم أو وثيقة وطنية مشتركة و خارطة طريق أو شراكة وطنية في إدارة ملفات الوطن وتحديد ألوياتها في صورة أجندة عمل وطني متفق عليها، وحوارنا ليس مناظرة يدافع فيها الكل عن وجهة نظره أويفند وجهة نظر الآخر أو يوضح أخطاء الجانب الآخر أو يشرح كيف ولماذا يؤيد.
كل ذلك يحدث في المناظرات ولكن أسس الحوار العلمية هى الاستماع بهدوء للأطراف الأخري والمناقشة والبحث بدأب على نقاط الالتقاء وليس بنود الشقاق حتي نصل ونستقر علي القواسم الوطنية المشتركة بين شركاء الوطن وإخوة المسئولية، فمصر وطن للجميع أما ما بدأ يتم تداوله من تثبيط للهمم الوطنية من أمثله هى كام قعده لامتصاص الخلاف أو هى عرض وجهة نظر المؤيدين فقط أو حوارا لإلهاء الرأي العام عن أبعاد المشكله الاقتصادية أو أنه حوارا لتجميل صورة النظام أو حوارا نتيجة ضغوط دولية ومؤسسية، هذا كلام المثبطون للهمم، اليائسون من نجاح الحوار الخائفون من حالة التوافق الوطني، العابثون بكل جميل لصالح الوطن وأهله، فلا المعارضه عندنا عمياء ولا عرجاء،ولا رموزها أصنام، ولا هم مومياوات الرفض، هذا بعض ما يتم تناقله الآن!
ولعل قدر مصر المحروسة أن تكون دوما رائدة حتي في حوارها الوطني، فالحوار أصبح ظاهرة في تونس وليبيا وسوريا والعراق والسودان والمغرب والجزائر، كل هذه الدول بدأت تجاربها في حواراتها الوطنية بدأت بإخراج المعتقلين كما تفعل لجنة العفو الرئاسي عندنا وامتدت حواراتها إلي الدساتير وقوانين الانتخابات والحقوق والحريات، ويصل بها الطموح إلي مصالحات وطنية شاملة، واذا كنا قد ذكرنا أن للحوار أسس وله مراحل فله أيضا مدد زمنية فحوار الجزائر مثلا يسير في 3 مراحل على مدي ثلاث سنوات بهدف التوصل إلي مصالحه وطنيه شامل.
ولعل التجارب المحيطة بنا في الحوارات الوطنية تدفعنا إلى أن نحدد مراحل وزمن وملفات الحوار طبقا لأهميتها وحاجة الوطن وأهله كما يجب أن يرفع الحوار شعارا مثل: (وطن للجميع،أوشركاء الوطن أوإخوة في المسئولية)، وأن يرفع الحوار هدفا وهو من أجل اتفاق وطني مخلص، أو من أجل وثيقة وطنية مشتركة، أو من أجل قواسم وطنية مشتركة، أو فلنستمع معا ثم نقرر سويا، لو حدث هذا في إطار الإعداد لحوارنا وأصبح كل المشاركين على علم بالشعار والهدف وفلسفة الحوار حتما سنصل لجديد في سياق إدارة الأوطان، ورسم سياسات مستقبلها بحالة رضا مجتمعية وحالة عمل جماعية وحالة تشخيص وتنفيذ ومتابعه وطنيه مخلصة.
ودعوني أهمس في آذان القائمين والمشاركين، فلنتفق من البدايه علي مايلي:-
(1) أنه حوار وليس مناظرة.
(2) أنه إستماع وليس مهاترة.
(3) أنه شراكة وليس إستحواذا.
(4) أنه وطن للجميع وليس لطائفة فقط.
(5) أننا كلنا وطنيون نحب بلدنا ونعمل من أجله.
(6) أن المهمه مسئولية وليست ترفا إعلاميا.
(7) أن الشعب يأمل وينتظر وليس بغافل
(8) أننا امام دستور لجمهورية جديدة.
(9) أننا نضع خارطة طريق للوطن.
(10) أنا نستمع من أجل الاتفاق وليس لتوسيع الخلاف.
وأذكركم بملفات جماهيريه غير الدستور وقانون الانتخابات وقانون الأحزاب وأمور المشاركة الوطنية وأهل الولاءة والكفاءة، كل ذلك مهم ولكن الشارع يطلب ملف تسعير الخدمات في ظل أزمة اقتصادية قاسية وملف هياكل الأجور وحالة الغلاء وملف المعاشات المهين بعد سنوات الخدمة وملف خدمات الريف وأهله، وألا تخرجوا من حواركم هذا دون اتفاق على أجندة وأولويات محددة للعمل الوطني عبر كل كوادر كل في مجاله فالمهام تتسع لذلك والوطن يحتاجهم أيضا.
دعونا نبحث عن اتفاق واتقاء وانطلاق وننبذ كل لغات الخلاف والصياح والتشنج، فمستقبل الوطن وأهله يستحق، ونحن نستطيع، والشارع ينتظر، والله يوفقنا مادامت النوايا مخلصة والسرائر نقية والنخب حكيمه، وتحيا دوما مصر مهدا للحوار والتفاهم، دستورا وخارطة ونهجا.. تحيا مصر.