كتب : أحمد السماحي
في حوار تليفزيوني حول معركة كلامية عن المحرقة كان (فرانسيس كوبولا) يحكي عن المحرقة الهتلرية لليهود كما عالجتها السينما، حيث قال بشكل واضح وصريح – أحب السينما في أغلب الأحاديث المماثلة – أنه (في المحرقة يموت نحو 6 ملايين شخص.. ليس من بينهم 150 يتم إنقاذهم بحسب معالجة السينما للأحداث)، الكلام لكوبولا لا يأتي مصادفة بل أنه يأتي متسقا تماما مع فاجعة توقف صدور مجلة (الكواكب) الورقية الأعرق في صرح الثقافة المصرية على الإطلاق، ومن هنا نطرح تساؤلا مهما دون بكائيات أو تجاهل: (ماذا يعني هذا الإغلاق مجازا في سياق تحجيم عام قبل التنظير على المطبوعات الورقية وجدواها ومدى نفعها في بلد لم يعد يقرأ مواطنيه – على الأغلب – الورقي أو الإلكتروني أو حتى روشتة الطبيب المعالج؟.
الهيئة الوطنية للصحافة في مصر أصدرت قرارها خلال اجتماع عام شديد الغرابة بإيقاف إصدار مجلة (الكواكب)، أشهر وأقدم مجلة فنية محلية، والتي صدر عددها الأول قبل تسعين عاما، في سياق (توجه رسمي نحو رقمنة عامة للصحف ودمج المؤسسات القومية الكبرى)، وانتهى الأمر إلى دمج مجلتي (الكواكب – فنية متخصصة) و(طبيبك الخاص – طبية) صدر عددها الأول عام 1969) في مجلة (حواء المتخصصة في شؤون المرأة) التي تعود إلى عام 1954، وجميعها تصدر عن مؤسسة دار الهلال، مع إنشاء موقع إلكتروني لكل إصدار، على أن يتم ذلك اعتبارا من العدد الأول لشهر يونيو الحالي، وأوضحت الهيئة – في بيان – أن العاملين بالإصدارات المشار إليها سيحتفظون بوظائفهم وحقوقهم المالية من أجور ومزايا مالية أخرى، كما وافقت على البدء في الإجراءات الخاصة باستثمار عدد من الأصول غير المستغلة بمؤسسات (الأهرام ودار التحرير وروز اليوسف),
ولأن مجلة (الكواكب) تمثل أكبر أرشيف للتاريخ الفني والسينمائي والمسرحي المصري الذي يقترب من القرن، ويعود إصدارها إلى الصحفي اللبناني جورجي زيدان – مؤسس دار الهلال، لذا أثار القرار الخاص بـ (الكواكب) صدمة في الوسط الفني و الصحافي المصري، فالمجلة التي كان أول إصداراتها في 28 مارس (آذار) 1932، وصدر العدد الأخير رقم 3690 في 31 مايو -قبل يومين – وحين أسسها الأخوان (إميل وشكري زيدان)، كان هدفهما أن تكون مجلة أسبوعية تنشر ملخصات الأفلام وأخبار الأعمال الفنية التي يتم تصويرها وحوارات مع النجوم، إلى جانب مقالات عن السينما، وعلى مدار تسعة عقود، وتصدر غلاف المجلة صور نجوم الفن وأصبح الآن أرشيفها يؤرخ لتاريخ السينما والغناء، وعلى صفحاتها كتب ورأس تحريرها عديد من مشاهير الصحافيين، مثل (فهيم نجيب ورجاء النقاش وراجي عنايت وكمال النجمي وحسن شاه ومحمود سعد)، وغيرهم من نجوم الصحافة الفنية في مصر، لذا فقد انتفض فناني مصر كي يعلنون عن رفضهم لقرار الهيئة الوطنية للصحافة المتعسف في شأن توقف (مجلة الكواكب) في إصدارها الورقي ووجهوا مناشدة للرئيس عبد الفتاح السيسي قائلين فيها:
يعلن الموقعون أدناه على هذا البيان، مناشدتهم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، من أجل إعادة النظر في القرار الذي اتخذته الهيئة الوطنية للصحافة بدمج مجلة الكواكب، وهو ما يعد إلغاء لاسم المجلة الفنية الوحيدة حاليا المعبرة عن القوى الناعمة في ربوع مصر والعالم العربي، وذلك بعد تسعين عاما من لعب دورها التنويري في الحركة الثقافية المصرية والعربية.
ويؤمن الموقعون أن السيد رئيس الجمهورية وهو الداعم الأول للقوى الناعمة والمؤمن بأهميتها، سيأخذ بعين الاعتبار مكانة (الكواكب) في الحياة الثقافية، وأنه سيتدخل بنفسه من أجل إعادة النظر في هذا القرار حماية لحرية الرأي ودعما لقوة مصر الناعمة ودورها الريادي بالمنطقة.
ويطالب الموقعون سيادة الرئيس باستمرار صدور المجلة مع الأخذ في الاعتبار تخفيف أي أعباء مالية على الدولة وتوجد العديد من الأفكار لتحقيق ذلك.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،،،
الفنان يحيى الفخرانى
الفنانة سميرة عبدالعزيز
الفنانة يسرا
الفنانة ليلى علوى
الفنانة إلهام شاهين
الفنانة وفاء عامر
الفنان حسين فهمى (رئيس مهرجان القاهرة السينمائى)
الفنان محمد صبحى
الفنان حمدي حافظ
الفنان هانى شاكر (نقيب الموسيقيين)
الفنان أشرف زكى ( نقيب الممثلين)
المخرج مسعد فودة (نقيب السينمائيين)
المخرج عمر عبدالعزيز (رئيس اتحاد النقابات الفنية)
الشاعر والكاتب د. مدحت العدل (رئيس مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين)
الناقد السينمائي الكبير : طارق الشناوي
المطرب الكبير : محمد ثروت
المايسترو الكبير : شريف محيي الدين
الناقدة : علا الشافعي
الفنانة لبنى عبدالعزيز
الفنان حسن يوسف
الفنانة شمس البارودى
الفنانة لبلبة
الفنان علي الحجار
الفنانة نادية مصطفي
الفنان خالد الصاوى
الفنانة هالة صدقي
الفنان أحمد بدير
الفنان صلاح عبدالله
الفنان أحمد عبد العزيز
الفنان هانى رمزى
الفنانة داليا البحيرى
الفنان طارق لطفي
السيناريست عبد الرحيم كمال
الفنان مجدي كامل
الفنان جمال عبدالناصر
الفنان طارق عبدالعزيز
الفنانة روجينا
الفنانة رانيا فريد شوقي
الفنانة سلوى محمد علي
الفنانة حنان مطاوع
الفنان أحمد وفيق
الفنانة عايدة رياض
الفنانة حنان شوقى
الفنانة دينا
الفنان شريف سلامة
الفنانة منال سلامة
الفنانة نشوى مصطفى
الفنانة لقاء سويدان
الفنانة لقاء الخميسي
الفنانة أميرة فتحى
الفنان نضال الشافعى
الفنانة صفاء الطوخي
الفنان محمد جمعة
الفنانة فاطمة الكاشف
الفنانة وفاء الحكيم
الفنان سامح حسين
الفنان شريف حلمي
الفنان نور محمود
الفنان أحمد رفعت
الموسيقار صلاح الشرنوبي
الشاعر والسيناريست أيمن بهجت قمر
المايسترو راجح داوود
الكاتب الصحفى إبراهيم عيسي
الكاتب الصحفي محمد حبوشة
الكاتب الصحفي أحمد السماحي
الكاتب الصحفي والإعلامي محمد الغيطي
الناقدة سهير عبد القادر
الإعلامية سهير جودة
دكتورة فريدة الشوباشى
دكتور خالد منتصر
المخرج محمد عبدالعزيز
المنتج محمد العدل
المخرج مجدى أبوعميرة
المخرجة إيناس الدغيدى
المخرج محمد ياسين
المخرجة رباب حسين
المخرجة عزة الحسينى
الناقد مجدي الطيب
الفنان التشكيلي حسين نوح
المخرج علاء محجوب
المنتجة مؤمنة كامل
الكاتبة الصحفية نوال مصطفى
الكاتبة الصحفية آمال عثمان
الكاتبة الصحفية سحر الجعارة
السيناريست محمد الباسوسي
السيناريست أيمن سلامة
المخرج محمد إبراهيم محمد
الإذاعى والشاعر محمد عبدالعزيز
السيناريست ناصر عبدالرحمن
الناقدة ماجدة موريس
مهندس الديكور فوزى العوامرى
الكاتب الصحفى عادل سعد
الكاتب الصحفى عادل عبدالصمد
السيناريست شهيرة سلام
الكاتبة الصحفية منى رجب
الكاتب شوقي حجاب
المخرج أشرف فايق
الناقد وليد سيف
الكاتب والمؤرخ محمد الشافعى
الكاتب أشرف الجداوي
الكاتبة أميرة سيد مكاوى
المنتج أيمن يوسف
الناقد أسامة عبدالفتاح
الناقدة صفاء الليثي
المنتج عاطف عبداللطيف
الإعلامى وليد السباعي
الإعلامى أسامة سمير
الكاتب الصحفى الأمير أباظة (رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى)
الكاتب الصحفى حسن أبو العلا (مدير مهرجان أسوان لسينما المرأة)
السيناريست سيد فؤاد (رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، رئيس قناة السينما)
شريف جاد (مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي)
عرب أبو سنة (رئيس المركز الصحفى لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية).
جدير بالذكر أن بدايات عصر السينما الناطقة في ثلاثينيات القرن الماضي حملت مجلة الكواكب على أكتافها تعريف القراء بأول جيل لنجوم الفن بلا استثناء منذ صدر عددها الأول بـ 34 صفحة، تتصدره بطلة أول فيلم عربي ناطق (أنشودة الفؤاد)، وتبنت المجلة المواهب الشابة وكان لها دور كبير في تسليط الأضواء عليهم وفتح أبواب الشهرة لهم، ومن القضايا التي أثارتها على مدار تاريخها صراع الفنان الكبير والراحل زكي طليمات لإنشاء معهد التمثيل، والتحاق الفتيات للدراسة به.
وهنا نلفت النظر إلى هذا القرار المتعسف الذي لايراعي رسوخ مجلة الكواكب في الوجدان المصري والعربي على مدار تسعة عقود من الزمان حتى يتم إغلاقها بجرة قلم لاتعي دورها في دعم القوى الناعمة المصرية لما يقرب من قرن من الزمان، وظني أن إغلاق مجلة (الكواكب) يحمل في قلبه رسالة أكثر قطعية مع الحجب والإغلاق الذي لا يوقفه شيء حتى لو كان مجلة تملك أكبر أرشيف، حرصا على اللقيمات التي تصرف عليها، كما تصبح أكبر مرونة لتسريب أرشيفها لطيور الظلام، ذلك الأرشيف الذي كان يمكن الاستفادة منه محليا أو حتى الاستفادة المادية في إطار تطوير المجلة على مستوى التسويق وجلب موارد جديدة تحميها من الزوال.