العالم العربي ينتفض اعتراضا على اغتيال مجلة (الكواكب) !
كتب : أحمد السماحي
كنت أعرف أن هذا سيحدث! خاصة أننا الموقع المصري الوحيد الذي كتب في القرار الصادم، حيث أثار موضوع (اغتيال الكواكب عروس المجلات المصرية، وجزء من أحلامي)، الذي نشرناه يوم السبت الماضي في بوابة (شهريار النجوم)، ردود فعل واسعة من جانب شرائح مختلفة في المجتمع المصري والعربي، خاصة عندما تم تشييره على موقع التواصل اجتماعي (الفيس بوك)، ووصلتني على (الواتس آب) ردود كثيرة جدا ردا عليه، أومناقشة ما كتبته، سواء من نجومنا الكبار، أو كبار كتابنا، أو من زملائي في الوسط الصحفي، خاصة زملائي في مجلة (الكواكب) الحبيبة.
الكل حزين إلى ما وصل إليه حال مجلة من أهم وأعرق مجلتنا، والمجلة الفنية الوحيدة في مصر التى أتمت منذ أسابيع قليلة عامها التسعين، مع العلم أنه لا يوجد لدينا سوى مجلتين فنيتين هما (الكواكب)، و(أخبار النجوم) والأخيرة رغم الشغل المتميز فيها في الفترة الأخيرة إلا أن تحويلها إلى صحيفة ورقية مؤخرا أفقدها البهجة والتألق، حيث كان ينتظر غلافها وألوانها الزاهية شريحة كبيرة من القراء للاستمتاع بطلة نجمهم أو نجمتهم المفضلة.
والحقيقة أنه منذ صدر هذا القرار الظالم، والعالم العربي بجمهوره وكتابه ومثقفيه كله انتفض بسببه، وكتبت كثير من المواقع العربية، وكبار الكتاب العرب، عن هذا القرار، كما قامت كبرى الفضائيات العربية والعالمية بعمل تقارير من مصر عن تاريخ المجلة وأهم رؤساء تحريرها، وأهم القضايا التى ناقشتها، ورغم الانتفاضة التى حدثت في المواقع والفضائيات العربية، شاهدنا وعلى استحياء وبصوت هامس خفيض قلة قليلة جدا من الفضائيات المصرية تناقش بهدوء القرار!
هذا وقد تحدث معي بعض الزملاء في (الكواكب) وقالوا لي : أنهم اقترحوا على بعض المسئولين في الهيئة الوطنية للصحافة أن تصدر المجلة شهرية بدلا من إصدارها أسبوعيا من خلال 15 صفحة ضمن ثلاث مجلة في مجلة، فبدلا من إعطائهم 15 صفحة أسبوعية في الإصدار الجديد الذي يضم (حواء، وطبيبك الخاص) يمكن أن يجمعوا هذه الصفحات إلى نهاية الشهر بحيث تصدر بعدد صفحات 60 صفحة كل شهر حتى يحافظوا على اسم (الكواكب) الذي أصبح (برند) مهم في صحافة العالم العربي.
ولقد أرسلوا لي المناشدة التى أرسلوها لفخامة الرئيس (عبدالفتاح السيسي)، يطلبوه فيها بالتدخل لدى الهيئة الوطنية للصحافة التى يكنون لقيادتها كل تقدير واحترام ويثقوا فى صدق نواياها نحو إصلاح حال الصحافة المصرية كى تعيد النظر فى قرار إنهاء مسيرة هذه المجلة بعد هذا التاريخ الحافل والمشرف.
وجاء في جزء من هذه المناشدة الكلمات الآتية :
سيادة الرئيس :
فى الوقت الذى تؤكدون فيه دائما على إيمانكم الراسخ بدور الفن المصرى فى مخاطبة الوعى العام ودعمكم المستمر لكل ما يساهم فى تثبيت دعائم قوة مصر الناعمة، ودورها الريادى فى المنطقة بأسرها وهو ما تجلى بوضوح فى تكريمكم لأسرة مسلسل (الاختيار) وإشادتكم بالأثر الكبير الذى أحدثه عرض هذا المسلسل وغيره من الأعمال الفنية الهادفة فوجئنا نحن صحفيى مجلة (الكواكب) التى تصدر منذ تسعين عاما عن مؤسسة دار الهلال معبرة عن الفن الجاد وناقلة أمينة لكل ما يحدث فى الحياة الفنية والأدبية إلى القارئ المصرى والعربى، فوجئنا دون أى نقاش مجتمعى على مستوى أرباب المهنة – كما عودتمونا دائما فى كل القرارات المصيرية – بقرار صادم من الهيئة الوطنية للصحافة بدمج هذه المجلة العريقة ضمن إصدار آخر هو مجلة حواء – رغم اختلاف المحتوى والتوجه – بحيث لا يزيد عدد صفحاتها عن 19 صفحة واختفاء اسم المجلة نهائيا رغم ما تساويه علامتها التجارية من قيمة مادية وأدبية ما يعنى إعدام مجلة عريقة!.
وجاء في جزء آخر من المناشدة : نحن لا ننطلق فى مناشدتنا هذه – ويشهد الله – من مطالب فئوية لأن قرار الهيئة الوطنية للصحافة أكد على ضمان حقوق العاملين بالمجلة، وإنما ننطلق من حرصنا على الدور المهم والوطنى الذى تقوم به (الكواكب) ومكانتها الواضحة فى قلوب القراء المصريين والعرب الذين صدمهم مثلنا تماما هذا القرار، ونتمنى من سيادتكم تصويب هذا الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها بكل ما لديكم من حكمة وإيمان صادق بدور الفن والصحافة باعتبارهما أداتين من أدوات قوة مصر الناعمة.
جدير بالذكر أن قرار ضمم مجلتي (حواء وطبيبك الخاص) يبدو منطقيا ربما لأنهما يشتركان في تقديم خدمة اجتماعية وصحية يمكن أن تقدما في وعاء واحد، لكن الذي لايبدو منطقيا هو أن يتم ضمم مجلة فنية عريقة في الدور والقيمة على مدار 90 عاما، ماكان يستدعي دراسة متأنية تناسب ذلك الزخم الفني الذي تعيشه مصر حاليا على مستوى الدراما التليفزيونية والسينما والمسرح، وهو ما يتطلب أكثر من وجود إصدار فني يتناول بالنقد والتحليل كم تلك الأعمال الرهيبة طوال العام، لكن يبدو الهيئة الوطنية للصحافة في شكلها الجديد غالبا ما تفكر بمنطق غير مدروس، حيث تبنت خلال السنة الأخيرة تقريبا فكرة الدمج بين الإصدارات، وهى بالمناسبة فكرة جيدة نظرا لتكرار التخصصات في غالبية موسستنا القومية، وهو الأمر الذي يطلب (فلترة) تلك الإصدارات المتشابهة في المضمون، لكن لابد من عين فاحصة تراعي خصوصية الإصدارات النوعية التي ترتبط بوجدان المصريين والعرب.
ولذا نضم صوتنا إلى صوت أبناء المجلة العريقة ونطالب بإعادة النظر في هذا القرار التعسفي بدمج (الكواكب) من إصدارين مختلفين شكلا ومضمونا، مع مراعاة اختيار كوادر صحفية فنية قادرة على مواكبة تطورات العصر، من خلال أفكار مبتكرة على مستوى التحرير والتسويق مع دعم قوي لموقع إلكتروني يمكن أن يلعب دور الوسيط بين النجوم والشركات العاملة في مجال الإنتاج الفني، وهى أفكار يمكن أن تعيد سيرة مجلة ارتبطت بالوجدان المصري والعربي على جناح عصر التكنولوجيا المفعم بالإثارة والتشويق على كافة المستويات.