السخرية من الأغنياء تفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان !
كتب : أحمد السماحي
انتهت منذ ساعات الدورة الـ (75) لمهرجان كان السينمائي الدولي، الذي يعتبر واحد من أهم وأعرق المهرجانات الدولية العالمية، وفي بداية الحفل أشادت الممثلة البلجيكية (فيريجيني إيفيرا) مديرة الحفل بأفلام المهرجان التي أظهرت القوة السياسية الحقيقية للثقافة، بدأ بعدها توزيع الجوائز وكانت أولى الجوائز من نصيب الفنانة الإيرانية (زار أمير إبراهيمي) التى حصلت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (العنكبوت المقدس)، حيث قامت بدور صحافية تتعقب أثر سفاح وقاتل محترف.
وحصلت الأمريكيتان (رايلي كيو، وجينا جاميل) جائزتين على دورهما في فيلم (حصان الحرب / وور بوني)، وهو من باكورة أعمالهما، بعدهما تم الإعلان عن فوز فيلم (تريانجيل أوف سادنس) أو (مثلث الحزن) للمخرج السويدي (روبن أوستلوند) بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم في المهرجان، والفيلم يتطرق بسخرية إلى مجتمع الأغنياء فاحشي الثراء والعلاقات بين الطبقات في المجتمعات الغربية.
كما أعلن المهرجان فوز فيلمي (كلوز) أو (قريب) للمخرج لوكاس دونت، و(ستارز آت نون) أو (نجوم في الظهيرة) للمخرجة كلير دوني بجائزة لجنة التحكيم.
أما المخرج الكوري (بارك تشان ووك) فقد فاز بجائزة أفضل مخرج عن فيلم (قرار الرحيل أوDecision to Leave ) الذي تدور أحداثه حول محقق متخصص فى جرائم القتل (هاى جون)، يتولى التحقيق فى وفاة رجل فى الجبال وسط ظروف غامضة، للوهلة الأولى، يبدو وكأنه حادثا طبيعيا، ومع ذلك تدور الشكوك حول زوجة الرجل بسبب ردود فعلها المرتبكة لتصبح المشتبه به الرئيسي، ووسط افتتان المحقق بالأرملة تتشابك خيوط القضية ما بين الواجب والعاطفة.
بالنسبة لجائزة أحسن سيناريو فاز بها المخرج السويدي من أصل مصري (طارق صالح) عن فيلمه (صبي في الجنة)، الذي تدور أحداثه حول تسلل صبي إلى جامعة الأزهر، ليكشف حضور الشرطة السياسية في دهاليز هذه المؤسسة الدينية الإسلامية العريقة، والتي ينظر لها كأحد أهم مراكز الإسلام السني في العالم.
جدير بالذكر أن الناقد السينمائي (محمد رضا) كتب بعد مشاهدته لفيلم (مثلث الحزن) للسويدي (روبن أوستلند) الفائز بالسعفة الذهبية قائلا : قسم الفيلم مشاهديه مناصفة تقريباً، بين معجبين وكارهين. كل هذا الحشد من السخرية والنقد لأثرياء السويد المنطلي على سواهم ربما يخدم حالة من (فش الخلق) حيال المسافة التي يرسمها ذلك المجتمع حوله بعيداً عن وقع الحياة بالنسبة لسواهم، لكن الفيلم غارق في السخرية لدرجة أن ما يحدث لا يبدو مهماً بذاته، بل لطروحاته، الغاية هى نقد الثراء والتأكيد على أن كل المزايا (والأحداث تقع فوق يخت كبير يغرق ما يدفع من كان عليه للجوء إلى جزيرة صغيرة) التي يتمتع الأثرياء بها ليست ذات قيمة، وجهة نظر جدلية بلا ريب لكن الفيلم هو استعراض أكثر منه بحث في مقومات اجتماعية رصينة.