أحمد سالم ويوسف وهبي وأنور وجدي ونور الشريف نجوم سبقوا تامر حسني في الإخراج !
كتب : أحمد السماحي
تامر حسني واحد من أذكى النجوم الذين عرفتهم فى مشواري الصحفي، الفن عمره، والموسيقى هى شاغله، وإرضاء الجمهور هو مزاجه، كل فترة يفاجأ الجمهور بشيئ جديد في عمله الفني، آخرها اتجاهه إلى الإخراج من خلال فيلمه الجديد (بحبك) الذي قام بتأليفه، وبطولته، وشاركه البطولة مجموعة من النجوم الشباب منهم (هنا الزاهد، حمدى الميرغنى، أحمد عزمي، هدى المفتى، مدحت تيخة، شهد الشاطر، عالية راشد)، وغيرهم.
وقد أوشك (تامر) على الانتهاء من تصوير الفيلم ليكون جاهزا للعرض في عيد الأضحى المبارك، ورغم أن الفيلم لم يعرض بعد إلا أن الانتقادات بدأت تطارد النجم الشاب، والبعض كتب (تامر حسني 3 X1) وتعرض كاتب الموضوع بالنقد لإتجاه المطرب إلى الإخراج، وكتب أن فيلم (تامر) السابق (مش أنا) تعرض للانتقاد لمجرد أن البعض علم أن الفيلم من تأليفه! فماذا سيحدث عندما يعلم البعض أن (تامر حسني) هو المؤلف والمخرج والبطل؟!.
وانتقل الانتقاد من الصحافة إلى جمهور (السوشيال ميديا) الذي بدأ يسخر من اتجاه (تامر) إلى الإخراج، ويعلق قائلا: (ملحن ماشي، مؤلف أغاني مايضرش، مؤلف سينما تعدي، لكن مخرج إزاي وأنت مش دارس إخراج أصلا!)، وتوالت التعليقات الساخرة ووصل الانتقاد إلى نجوم الفن الذين بدأ بعضهم يتهامسون، وينتقدون أيضا.
ستيفان روستي سبق تامر
نسى كل هؤلاء الذين ينتقدون أن ما يفعله (تامر حسني) ليس بدعة ولا اختراع جديد لكنه أمر معروف في السينما المصرية منذ بدايتها، فقد قام مجموعة كبيرة من نجوم التمثيل الكبار بالتأليف والإخراج أولهم كان النجم (ستيفان روستي) الذي شارك المخرج (وداد عرفي) في إخراج فيلم (ليلى) سنة 1927، ثم قام بإخراج فيلم (البحر بيضحك ليه) سنة 1928، وشارك (نجيب الريحاني) في إخراج فيلم (صاحب السعادة كشكش بيه)، كما قام بإخراج فيلم (الورشة) عام 1941، و(ابن البلد) عام 1942، و(أحلاهم) عام 1945.
يوسف يمثل ويكتب ويخرج
لم يكتف (يوسف بك وهبي) بالتمثيل فقط، فقام بتأليف وإخراج عدد كبير من الأفلام أولها (الدفاع) عام 1935، (المجد الخالد) عام 1937، (ساعة التنفيذ) 1938، (عريس من اسطنبول) 1941، و(أولاد الفقراء، وبنت ذوات)1942، (جوهرة) 1943، (برلنتي)، و(ابن الحداد) و(سيف الجلاد) و(غرام وانتقام) 1944، وفي عام 1945 (سفير جهنم) وغيرها من الأفلام، كما كتب بعض الأغنيات في أفلامه تغنت بها (نادرة، ورجاء عبده) وكتب مطلع أغنية (أنا اللي استاهل) لأسمهان وكمل باقي الأغنية الشاعر يوسف بدروس.
أحمد سالم أول طيار وأول مذيع
أما النجم (أحمد سالم) فكان يجمع بين أكثر من مهنة، ففي بداية حياته درس الطيران وعاد إلى مصر سنة 1931 قائداً بنفسه طائرته التي اشتراها لنفسه ليعود لبلده، ثم عمل مديراً للقسم العربي بالإذاعة المصرية سنة 1932م، وكان أول من نطق بالجملة التي نسمعها حتى اليوم وهى (هنا القاهرة)، وتولى إدارة (ستوديو مصر) ووثِق فيه طلعت حرب فأسند إليه بجوار عمله في ستوديو مصر المدير العام للقسم الهندسي لشركات (بنك مصر) ومديرعام (مطبعة مصر).
استقال (أحمد سالم) من كل هذه المناصب ثم كوّن شركة أفلام باسمه باسم (نفرتيتي) وأقدم على أول إنتاج له فيلم بعنوان (أجنحة الصحراء) كتب هو السيناريو والحوار وقام بالإخراج وبطولة الفيلم، وشاركه البطولة (راقية إبراهيم، وأنور وجدي، وحسين صدقي،، وعباس فارس، وروحية خالد، ومحسن سرحان) وعرض الفيلم أول أكتوبر سنة 1939، وتوالت بعده الأفلام التى كتبها وأخرجها (أحمد سالم) منها (الماضي المجهول، رجل المستقبل، ابن عنتر، حياة حائرة) وغيرها.
أنور وجدي العبقري
لا يمكن أن ننسى ونحن نرصد أهم نجوم التمثيل الذين كانوا يمتلكون أكثر من موهبة، منها موهبة الإخراج للنجم الذهبي (أنور وجدي) صانع البهجة وواحد من أوائل الذين أسسوا لصانعة الفيلم الغنائي والاستعراضي، وقام بالإنتاج والتأليف والإخراج ومن أهم الأفلام التى قام بإخراجها (ليلى بنت الفقراء، ليلى بنت الأغنياء، قلبي دليلي، عنبر، طلاق سعاد هانم، غزل البنات، ياسمين، دهب) وغيرها.
أسماء أخرى
توالى بعد ذلك نجوم التمثيل الذين اتجهوا للإخراج نذكر منهم (محمود ذوالفقار، حسين صدقي، السيد بدير،كمال الشناوي، أحمد مظهر، حسن يوسف، نور الشريف).
كل هؤلاء النجوم قاموا بالتأليف والإخراج والتمثيل ولم ينتقدهم أحد أو يسخر مماقاموا به، لكن يبدو أن المجتمع المصري يعيش هذه الأيام حالة من الغوغائية والتفاهه والتدخل فيما لا يعنيه، وكل واحد يجلس خلف شاشة (الاب توب) متخفيا أو غير متخفيا يكتب ما يحلو له، في عالم (النت) الكل رومانسي، والكل متحضر والكل مثقف، والكل أبيض والكل نقي، والكل فارس والكل شجاع، والكل يُطالب بالديموقراطيـه، وفي النهاية لا نملك إلا أن نردد كلمة النجم أحمد مكي: (يقطع النت على النتيتة)!